تجارة ضعيفة بين المغرب والجزائر

01 سبتمبر 2021
تراجع واردات الجزائر من المغرب (بلال بنسالم/Getty)
+ الخط -

رصد مراقبون خسائر باهظة ترتبت على قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب، كما كشفت الأزمة عن ضعف العلاقات التجارية بين البلدين والتي ستزداد تراجعاً بعد الأزمة.

واتخذت الجزائر قرارا بوقف العمل بأنبوب الغاز الرابط بينها وإسبانيا عبر المغرب، وهو الأنبوب الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى تسعة ملايين متر مكعب، حيث يحصل المغرب منه على ما يوافق إتاوات العبور.

ويذهب الخبير في التجارة الدولية، محمد بنعياد، إلى أن المغرب استعد جيدا في مجال الغاز مع الجزائر لأي قرار يمكن أن ينعكس على التزود بتلك المادة، حيث طور استراتيجية لتطوير الغاز الطبيعي، تقوم على إنشاء سوق غاز طبيعي وتطوير بنيات تحتية في مجال الغاز. ويضيف بنعياد في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المغرب تحسب منذ ثلاثة أعوام لمثل هذا القرار عبر استراتيجية الغاز الطبيعي، مشيرا إلى تراجع العلاقات التجارية بين البلدين.
وتعاني التجارة بين المغرب والجزائر من ضعف كبير، إذ لم تتجاوز قيمة الصادرات المغربية نحو الجزائر في العام الماضي 141 مليون دولار، بينما تصل الواردات المغربية من البلد الجار إلى 457 مليون دولار، حسب بيانات مكتب الصر (حكومي). وتمثل صادرات المغرب في العام الماضي حوالي 0.48 في المائة من مجمل صادرات المملكة نحو العالم، بينما تشكل الواردات حوالي 0.97 في المائة من مشتريات المملكة من الخارج.

وتتشكل واردات المغرب من الجزائر من غاز البترول ومحروقات أخرى تمثل حوالي 80 في المائة من إجمالي في العام الماضي، ويتمثل الباقي في التمور والمنتجات الكيماوية والمبردات وغسالات الأواني والإسمنت والطاقة الكهربائية.

وتنصب صادرات المغرب إلى الجزائر في الحديد والصلب والأسمدة الطبيعية والكيماوية والألبسة والقهوة والشاي والتوابل ومنتجات كيماوية والأسماك الطرية والمملحة، حسب بيانات مكتب الصرف.

ولا تتعدى إيرادات السياحة نحو المغرب انطلاقا من الجزائر 1.3 في المائة قياسا بمجمل الإيرادات التي يدرها ذلك النشاط على المملكة، علما أن السياح الجزائريين خلفوا إيرادات في حدود 47 مليون دولار في العام الماضي، بعدما كانت في العام الذي قبله في حدود 103 ملايين ولار.
وأفضت الصعوبات التي تعتري العلاقات بين المغرب والجزائر إلى إرباك مسارات التجارة. فعندما يريد الجزائريون الاستيراد من المغرب، فهم يفعلون ذلك عبر ميناءي مارسيليا أو برشلونة، علما أن المسافة بين وجدة وتلمسان لا تتعدى 60 كيلومترا.
وتعكس المبادلات التجارية بين المغرب والجزائر الوضعية العامة للمبادلات التجارية بين البلدان المغاربية التي لا تتعدى 4 في المائة من مجمل مبادلات تلك البلدان مع العالم.

ويسجل الخبير في العلاقات الدولية، رشيد حودايكي، في ورقة بحثية نشرها مركز السياسات من أجل الجنوب، أخيرا، أن المنطقة المغاربية هي الأقل اندماجا ضمن مجمل المناطق المتجاورة في أفريقيا، رغم توفر العناصر اللازمة مثل القرب الجغرافي والتناسق الاجتماعي بين شعوب هذه الدول.

المساهمون