تبون من موسكو: نستهدف صادرات غير نفطية بـ13 مليار دولار

14 يونيو 2023
تبون أكد سعي الجزائر للتحرر من اقتصاد المحروقات (الرئاسة الجزائرية)
+ الخط -

بدأ، اليوم الأربعاء، البرنامج الرسمي للزيارة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى موسكو التي كان قد وصلها مساء الثلاثاء، حيث أشرف تبون على منتدى رجال الأعمال الروسي الجزائري، قبل أن يلتقي في وقت لاحق الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين، للتوقيع على اتفاق "الشراكة الاستراتيجية".  

وأكد الرئيس الجزائري خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي، الذي عقد اليوم تحت عنوان "فرص وآفاق التعاون والتنمية بين روسيا والجزائر"، أن بلاده تنفذ خطة تستهدف تحرير الاقتصاد المحلي من الاعتماد على عائدات المحروقات.

وقال "قررنا التحرر نهائياً من المحروقات. الجزائر انطلقت في برنامج إنعاش اقتصادي متعدد الأبعاد"، حيث كانت عائدات النفط تمثل أكثر من 98% من مداخيل البلاد، مشيراً إلى أن "الجزائر مقبلة على تنفيذ سياسة استثمارية في الطاقة والفلاحة والصناعات الغذائية"، كاشفا أن "1450 مشروعاً صناعياً يجري إنجازها في الجزائر".

وأكد تبون أن الخطة الحكومية تتطلع إلى الرفع التدريجي لعائدات البلاد من الصادرات خارج قطاع المحروقات، مضيفاً أننا "قررنا أن تكون الصادرات الجزائرية في 2022 خارج المحروقات في مستوى سبعة مليارات دولار".

وأشار إلى أن "الرقم ضعيف، لكنه يعد معجزة مقارنة مع  ما كان خلال 40 عاما السابقة ، حيث لم تكن تتجاوز عائدات البلاد خارج النفط، بين مليار إلى 1.7 مليار دولار".

وأضاف "قررنا أن تكون الصادرات الجزائرية في 2023 خارج المحروقات في مستوى 13 مليار دولار، عبر تشجيع الاستثمارات وتسهيل الإجراءات"، موضحاً أن "الجزائر تطمح إلى تعاون جزائري روسي في مجال العلوم ونقل التكنولوجيا"، وناشد الشركات الروسية الاستثمار في الجزائر، داعيا "رجال الأعمال إلى فتح بنوك خاصة في الجزائر".

وفي نفس المنتدى الذي شارك فيه 70 رجل أعمال من الجزائر و200 من روسيا، أعلن رئيس منظمة رجال الأعمال الروس "بيزنس روسيا" اليكسي ربيك أن روسيا تعرض التعاون مع الجزائر في قطاعات الزراعة والنقل الجوي.

وكشف أن "موسكو تدعم فكرة التحول إلى التجارة بالعملات المحلية"، وقال إن "بريكس توحد 40% من سكان العالم، في عالم متعدد الأقطاب، ولهذا نحن ندعم مقاربة الجزائر للتحول للتعامل بالحسابات والعملات الوطنية"..   

تحول إلى علاقات اقتصادية

يبزر في السياق تركيز جزائري ورغبة واضحة في إعطاء الشق الاقتصادي الحيز الأكبر في العلاقات مع روسيا، حيث سيشارك الرئيس تبون في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي غدا الخميس.

وقال رئيس اللجنة البرلمانية الجزائرية الروسية عبد السلام باشاغا لـ"العربي الجديد" إن "زيارة الرئيس تبون إلى موسكو، والتي تأجلت سابقا لظروف معينة، تأتي لتعطي للعلاقات الجزائرية الروسية طابعها الاستراتيجي، حتى وإن جاءت في ظروف دولية استثنائية".

وأضاف "أعتقد أن الجانب الجزائري يرى أنه بعد مرور أكثر من 20 عاما منذ التوقيع على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عام 2001، فإن الوقت قد حان لتطوير التعاون بين البلدين إلى علاقة تحالف أعمق، تشمل مجالات اقتصادية متعددة، وليس حصرها فقط في التعاون العسكري".

وأكد باشاغا أن "هناك قضايا اقتصادية حيوية بالنسبة للجزائر في العلاقة مع روسيا"، مشيراً إلى أن "من بين التحديات والأولويات التي يراد تحقيقها ترقية التعاون الاقتصادي في عدة مجالات، كاستخدام الطاقة النووية الموجهة للأغراض السلمية، والصناعات الدوائية، والأمن السيبراني والمعلومات، وصناعة المركبات والتكنولوجيا الحديثة".

وأشار إلى أهمية "الطاقة من خلال ترقية التعاون  بين سوناطراك والشركات النفطية الروسية في تقييم الاحتياطي الغازي وكيفية استرجاع وزيادة معدلات الإنتاج لدى الآبار البترولية، وغيرها من أشكال التعاون والشراكة في هذا الجانب".

ونوه إلى سعي الجزائر للحصول على دعم أكبر من موسكو للانضمام إلى مجموعة بريكس التي تظل طموحاً كبيراً بالنسبة للجزائر.

المساهمون