- حصاد قمح قياسي وغير مسبوق في صحراء أولف وأدرار يسهم في تقليل الاعتماد على الواردات، مع إطلاق الحكومة خطة لإنشاء صوامع تخزين الحبوب لاستيعاب الإنتاج المرتقب ودعم الأمن الغذائي.
- تبني الحكومة الجزائرية خططًا عاجلة لزيادة إنتاج القمح والحبوب، تشمل تحفيز المزارعين بزيادة سعر الشراء ودعم الأسمدة، وتوسيع المساحات المخصصة للزراعة، وتعزيز المكننة الزراعية، مع التركيز على الاكتفاء الذاتي.
أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن إنتاج الجزائر من القمح والحبوب يواجه عجزاً كبيراً مما يستدعي العمل على سد ذلك العجز في غضون السنوات القليلة المقبلة. وقال في خطاب بثه التلفزيون الجزائري الليلة الماضية بمناسبة لقائه بقيادات الجيش، إن "الجهود الحثيثة لسد العجز المسجل في ما يخص إنتاج الحبوب التي تستورد منها الجزائر حوالي تسعة ملايين طن سنوياً، حيث تعد الجزائر من بين أكثر الدول استيراداً للحبوب".
وأظهرت أولى عمليات حصاد حقول القمح في صحراء منطقة أولف وأدرار جنوبي الجزائر، عن تحقيق نتائج ومحصول وفير وقياسي وغير مسبوق، سيسهم كثيراً في تغطية احتياجات البلاد وخفض وارداتها من القمح من الخارج تدريجياً. وأطلقت الحكومة الجزائرية العام الماضي خطة لإنشاء عدد كبير من صوامع تخزين الحبوب تحسباً لزيادة إنتاج الجزائر من القمح وبما يسمح باستيعاب الإنتاج المرتقب، وتوسيع طاقات التخزين يندرج ضمن السياسة الجديدة للدولة ورؤيتها الاستشرافية لمسألة الأمن الغذائي.
ومنذ عامين اتخذت الحكومة خطة عاجلة لزيادة إنتاج الجزائر من القمح والحبوب عبر تشجيع المزارعين لإنتاج القمح والحبوب يشمل تكفل الدولة برفع سعر شراء الحبوب من المزارعين بأكثر من 30%، وزيادة المساحات المخصصة للحبوب من 70 الف هكتار سنوياً الى 130 ألف هكتار هذه السنة، ورفع نسبة دعم الأسمدة إلى 50% إلى جانب حفر أكثر من 6500 بئر ارتوازي، تغطي الحكومة 60% من تكلفتها باعتباره دعماً مالياً لمصلحة المزارعين، وإنشاء بنك البذور، وتعزيز المكننة بالسماح باستيراد العتاد الفلاحي المستعمل والجديد الموجّه خاصة إلى المناطق الجنوبية لزيادة المردود.
وتنتج الجزائر سنوياً نحو 5 ملايين طن من القمح بينما يصل معدل استهلاكها إلى 15 مليون طن، مما يجعلها أحد أكبر الدول استيراداً للقمح في العالم، بفاتورة واردات ضخمة. واعتبر تبون أن "التحسن الكبير الذي يعرفه مستوى الإنتاج الوطني في هذا المجال سيسمح في وقت لاحق بتحقيق الاكتفاء الذاتي، تزامناً مع تحقيق البلاد للاكتفاء الذاتي من الزيت والسكر، بعد إطلاق مشروع متكامل لغرس السلجم الزيتي وإنشاء مركب لسحق حبوب السلجم في الجزائر من مستثمرين بدعم من الدولة".
وفي السياق أشار الرئيس تبون الى سعي الجزائر لإنهاء توريد مسحوق الحليب من الخارج وتغطية كامل احتياجاتها من مادة الحليب، إذ أُطلق قبل أسبوعين "مشروع لإنتاج هذه المادة في الجنوب الجزائري بالشراكة مع الأشقاء القطريين (شركة بلدنا) بقيمة 3.5 مليارات دولار وعلى مساحة إجمالية معتبرة تقارب 117 ألف هكتار، في منطقة أدرار جنوبي الجزائر.