واصلت أزمة سقف الدين ومحاولات تجنب تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها سيطرتها على أجواء واشنطن، التي تترقب اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، أملاً في الوصول إلى اتفاق قبل حلول الأول من يونيو/حزيران، بعد أن حددته الخزانة الأميركية موعداً لبدء نفاد ما لديها من أموال.
وامتدت أصداء الأزمة لتطاول أسواق الأسهم في نيويورك، التي شهدت بورصتها تعاملات هادئة انتظاراً لما ستسفر عنه المفاوضات، ليخسر مؤشر داو جونز الصناعي 140 نقطة، مثلت 0.42% من قيمته، ويرتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.5%، بينما أنهى مؤشر إس آند بي 500 تعاملات اليوم تقريباً عند نفس النقطة التي بدأه عندها.
ويتوجه مكارثي إلى البيت الأبيض في تمام الخامسة عصراً بتوقيت واشنطن، أي بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية في البورصات الأميركية بساعة كاملة.
وقبل ثلاث ساعات من موعده، أكد مكارثي للصحافيين الحاجة "لاتخاذ قرارات مهمة وسريعة، في سبيل التوصل إلى اتفاق حول رفع سقف الدين".
وفي أوروبا، أغلقت الأسهم على استقرار اليوم الاثنين، وسط ترقب المستثمرين أيضاً نتائج محادثات رفع سقف الدين الأميركي، وتقييم مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأغلق مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية من دون تغيير يذكر، بعد أن لامس أعلى مستوى في أكثر من عام يوم الجمعة. وأغلق مؤشر داكس الألماني منخفضا 0.3% بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق في الجلسة السابقة.
وفي هذه الأثناء، قالت رويترز إن عضو البنك المركزي الأوروبي فرانسوا فيليروي دي جالو أشار إلى أن رفع البنك أسعار الفائدة سيصل إلى ذروته على الأرجح بحلول نهاية الصيف.
وقال كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين إن سياسة البنك كانت فعالة، وإن المستثمرين لا يزالون واثقين على ما يبدو من قدرة البنك على إعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2%.
من ناحية أخرى، صعدت أسعار النفط 1% في ختام تعاملات اليوم الاثنين بدعم من ارتفاع العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة، كما التوقعات بزيادة الطلب على النفط في النصف الثاني من العام، في الوقت الذي تراجعت فيه الإمدادات من كندا وتحالف أوبك+ في الأسابيع الأخيرة.
وحدت قوة الدولار، وانتظار المستثمرين ما ستسفر عنه محادثات رفع سقف الدين الحكومي في الولايات المتحدة، من ارتفاع أسعار النفط في الأسواق.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو/تموز 41 سنتا أو 0.5%، لتبلغ عند التسوية 75.99 دولارا للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الأميركي تسليم يونيو/حزيران 44 سنتا أو 0.6% إلى 71.99 دولارا للبرميل، عند التسوية.
وارتفع الخام الأميركي تسليم يوليو/تموز، أكثر العقود الآجلة تداولا، 0.5%، إلى 72.05 دولارا.
وزادت العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة 2.8%، لتصل إلى أعلى مستوى في شهر عند 2.6489 دولار للجالون.
وقال محللون في شركة استشارات الطاقة "ريتربوش أند أسوسيتس" في مذكرة نقلت عنها رويترز: "عزز البنزين من صعود أسعار النفط اليوم".
وعلى نحو متصل، حذرت وكالة الطاقة الدولية، في أحدث تقرير شهري لها، من نقص يلوح في الأفق خلال النصف الثاني من العام، في ظل التوقعات التي تشير إلى أن الطلب سيتجاوز العرض بنحو مليوني برميل يوميا.
وقال مسؤول تنفيذي كبير في شركة فيتول إن آسيا ستقود نمو الطلب على النفط بنحو مليوني برميل يوميا في النصف الثاني من العام، وهي زيادة قد تؤدي إلى نقص في المعروض، وتقود بالتالي إلى رفع الأسعار.
وارتفع الخامان الأسبوع الماضي نحو 2%، في أول مكسب أسبوعي لهما في خمسة أسابيع، بعد أن عطلت حرائق الغابات في ألبرتا بكندا كميات كبيرة من إمدادات النفط الخام.
واستمر إنتاج النفط في إقليم كردستان العراق في التراجع مع ظهور مؤشرات قليلة على استئناف الصادرات إلى ميناء جيهان التركي، بعد توقف استمر قرابة شهرين.
وأصبح تأثير التخفيضات الطوعية للإنتاج من تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا، محسوسا أيضا بعد دخولها حيز التنفيذ هذا الشهر.
وقال "جيه.بي مورغان" إن إجمالي صادرات التحالف من الخام والمنتجات النفطية انخفض 1.7 مليون برميل يوميا بحلول 16 مايو/أيار، مضيفا أن صادرات النفط الروسية ستنخفض على الأرجح بحلول أواخر مايو.