تباطؤ نمو الاقتصاد التركي إلى 2.5% في الربع الثاني من 2024

02 سبتمبر 2024
ساهمت زيادة الحد الأدنى للأجور في دعم الطلب المحلي/إسطنبول 29 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تباطؤ النمو الاقتصادي التركي**: نما الاقتصاد التركي بنسبة 2.5% في الربع الثاني من 2024، أقل من التوقعات. يعكس التباطؤ تأثير حملة التشديد النقدي ورفع الفائدة إلى 50% لمحاربة التضخم. تم تعديل النمو في الربع الأول إلى 5.3%.

- **تعليقات وزير المالية التركي**: أكد محمد شيمشك استقرار الاقتصاد مع تقلص العجز في الحساب الجاري وزيادة تدفقات الموارد الأجنبية. انخفضت مساهمة الطلب المحلي في النمو إلى 1.2 نقطة، وارتفع معدل التوظيف بمقدار 205 آلاف شخص.

- **اتفاقية غاز مسال طويلة الأجل**: وقعت تركيا اتفاقية طويلة الأجل مع شركة شل البريطانية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال. تعتمد تركيا بشكل كبير على الغاز المستورد، حيث استوردت 14.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في العام الماضي.

أظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي الصادرة اليوم الاثنين، أن الاقتصاد التركي سجل نموا أقل من التوقعات وبلغ 2.5% في الربع الثاني من العام 2024، وهو ما يعكس تباطؤ الاقتصاد في ظل حملة تشديد نقدي استمرت على مدار العام. وذكرت البيانات أيضا أن الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني نما 0.1% عن الربع السابق على أساس معدل موسميا وفي ضوء عوامل التقويم.

وفي استطلاع أجرته وكالة رويترز، كان من المتوقع أن ينمو الاقتصاد 3.2% في الربع الثاني مع نمو 3.35% في عام 2024 ككل. وأشار معهد الإحصاء التركي إلى أن النمو بلغ 6.5% في قطاع البناء، فيما سجلت أنشطة العقارات والزراعة والغابات وصيد الأسماك نموا بنسبة 3.7% وقطاع المعلومات والاتصالات 3.4% مع زيادة قدرها 7.4% في أنشطة الخدمات الأخرى.

وتم تعديل النمو في الربع الأول إلى 5.3% من 5.7%، إذ ساهمت زيادة الحد الأدنى للأجور في دعم الطلب المحلي القوي ودفعت الأسر نحو الشراء توقعا لارتفاع التضخم بصورة أكبر. وتم تعديل النمو السنوي للعام الماضي إلى 5.1% من 4.5% رغم التباطؤ لدى الشركاء التجاريين الرئيسيين والزلزال المدمر الذي وقع في فبراير/ شباط.

ومنذ يونيو/ حزيران من العام الماضي، رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 50% من 8.5% في مسعى لكبح التضخم الذي وصل إلى 75% في مايو/ أيار لكنه انخفض إلى أقل من 62% في يوليو/ تموز ومن المتوقع أن يستمر في التراجع. 

من جانبه، قال وزير المالية التركي تعقيبا على البيانات: "تركنا وراءنا فترة صعبة قمنا فيها بتقليص نقاط الضعف بشكل كبير. وبدأ النمو في الاستقرار، وتقلص العجز في الحساب الجاري، وانخفضت علاوة المخاطر، وزادت تدفقات الموارد الأجنبية، وتحسنت الاحتياطيات، ودخلنا في عملية تباطؤ التضخم". وأضاف على حسابه على موقع إكس، اليوم الاثنين، أنه "بحسب بيانات النمو للربع الثاني المعلنة اليوم، انخفضت مساهمة الطلب المحلي في النمو إلى 1.2 نقطة، في حين بلغت المساهمة الإيجابية لصافي الطلب الخارجي 1.3 نقطة. وفي الربع الثاني، حيث ظل معدل البطالة مستقرا عند 8.8%، ارتفع معدل التوظيف بمقدار 205 آلاف شخص مقارنة بالربع السابق".

وتوقع شيمشك "تعزيز الاستقرار المالي الكلي وأن تكون الظروف العالمية أكثر دعمًا للحد من التأثيرات قصيرة المدى لتباطؤ التضخم على النمو"، مؤكدا "القيام قريبا بمشاركة برنامج الوزارة متوسط المدى (2025-2027)، والذي سيعزز بيئة الثقة والاستقرار المحسنة مع الجمهور، وتنفيذ السياسات التي من شأنها ترسيخ الأساس للنمو المستدام وزيادة رفاهية مواطنينا من خلال ضمان الاستقرار الدائم للأسعار". 

اتفاقية غاز مسال طويلة الأجل

في سياق مختلف، ذكرت وزارة الطاقة التركية أن شركة بوتاش للطاقة المملوكة للدولة وشركة النفط البريطانية العملاقة شل ستوقعان، اليوم الاثنين، اتفاقية طويلة الأجل في مجال الغاز الطبيعي المسال. وأوضحت الوزارة أن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار سيجتمع اليوم في أنقرة مع الرئيس التنفيذي لشركة شل وائل صوان، وسيلقي بيانا عقب الاجتماع إضافة إلى توقيع اتفاقية طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال بين بوتاش وشل. ولم تقدم الوزارة أي تفاصيل إضافية حول الاتفاقية حتى الآن.

ووقعت بوتاش اتفاقية للغاز الطبيعي المسال مدتها عشر سنوات مع شركة إكسون موبيل في مايو/ أيار لتشتري بموجبها ما يصل إلى 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي سنويا من الشركة الأميركية. وتعتمد تركيا بشكل كبير على الغاز المستورد لتلبية احتياجاتها من الطاقة، إذ استوردت في العام الماضي 14.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما يمثل 28.3% من إجمالي استهلاكها البالغ 50.5 مليار متر.

وتتمتع تركيا بمرونة في تلبية جزء كبير من استهلاكها الوطني من خلال استخدام الغاز المسال بدلا من الغاز الذي يأتي عبر الأنابيب إذا دعت الحاجة مع إمكانية تغويز حوالي 0.16 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال يوميا. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون