- تبيع الشركة موديلات بأسعار تفوق ضعفين أو ثلاثة أضعاف سعرها المحلي، مثل سيارة BYD Atto 3 التي تُباع في ألمانيا بسعر يقارب 42789 دولاراً مقابل 19283 دولاراً في الصين.
- الصين تتمتع بميزة تكلفة في صناعة السيارات الكهربائية، مما يثير قلق المنافسين الأجانب ويدفع للمطالبة برسوم جمركية أعلى، بينما تواصل "بي واي دي" توسيع نطاق تواجدها العالمي بنماذج فاخرة واستراتيجيات تسعير مرنة.
استطاعت الصين أن تنافس الاقتصادات الكبرى بأسعار منتجاتها الأرخص بكثير، لكن لماذا تبيع شركة بي واي دي (BYD) السيارات الكهربائية بضعفي السعر خارج البلاد؟ الغريب في الأمر أنّ سياسيين أميركيين وأوروبيين أثاروا مخاوف من أنّ شركات السيارات المحلية قد تنهار أمام المنافسين الصينيين، لكن اللافت أن أكبر شركة لتصنيع السيارات الكهربائية في الصين، رفعت أسعار التصدير كثيراً مقارنة بأسعارها في الداخل بدلاً من تقويض المنافسين الأجانب بأسعار مخفضة.
لكن ما الهدف من هذه الخطوة؟ برأي محللي "رويترز"، تكمن الإجابة في سعي الشركة لتحصيل هوامش ربح ضخمة لا تستطيع الحصول عليها داخل الصين حيث المنافسة شرسة مع الشركات المحلية الأُخرى. ففي بعض صالات العرض الأجنبية، تتقاضى "بي واي دي" أكثر من الضعفين، وأحياناً نحو ثلاثة أضعاف السعر الذي تحصل عليه لثلاثة موديلات رئيسية في الصين، وفقاً لمراجعة أسعارها في أكبر خمسة أسواق تصديرية.
مثلاً، سيارة BYD Atto 3 الكروس الكهربائية المدمجة تُباع في الصين نسختها متوسطة المدى بمبلغ 19283 دولاراً، بينما في ألمانيا، يبلغ سعر السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات الصغيرة 42789 دولاراً، وهو سعر لا يزال تنافسياً مع السيارات الكهربائية المماثلة في ذلك السوق.
ونقلت "رويترز" عن رئيس الشركة وانغ تشوانغ فو قوله في مارس/ آذار المنصرم، أمام مستثمرين في اجتماع خاص، إنّ "بي واي دي" تتوقع أن تساعد الصادرات في تعزيز الربحية هذا العام حيث تؤثر حرب الأسعار المحلية في هوامش نتائجها.
ومن الشائع، بحسب الوكالة، أن تفرض شركات صناعة السيارات أسعاراً مختلفة قليلاً على صادرات الطرازات نفسها أو المشابهة لها. وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس التوقعات العالمية في شركة أبحاث السوق AutoForecast Solutions، سام فيوراني، إن الحجم الهائل لأسعار "بي واي دي" للأسواق الخارجية أمر نادر الحصول، إذ عادة ما يتم تسعير السيارات المسوّقة عالمياً في نطاق سعري ضيّق لتكسب المنافسة.
ويعكس هذا الفارق جزئياً المنافسة الشرسة في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، حيث تشن العشرات من العلامات التجارية للسيارات الكهربائية حرب أسعار بلا هوادة، إذ تُباع سيارة Seagull الهاتشباك الكهربائية الموجهة للمبتدئين من "بي واي دي" بأقل من 10 آلاف دولار داخل الصين. وتؤكد أسعار التصدير المرتفعة للشركة على مزايا التكلفة الهائلة التي تتمتع بها صناعة السيارات الكهربائية في الصين بالمقارنة مع المنافسين الأجانب.
وقد نجحت شركة السيارات الكهربائية الرائدة في الصين في خفض التكاليف من كل مرحلة من مراحل الإنتاج، من المواد الخام إلى البطاريات والأرض والعمالة، وفقاً لخبراء في صناعة السيارات الصينية وبيانات تكلفة البطارية المقدمة إلى رويترز. وإضافة إلى ذلك، قدمت بكين دعماً كبيراً لكل من العلامات التجارية المحلية والأجنبية التي تبيع السيارات الكهربائية في الصين، حيث شكلت السيارات الكهربائية والهجينة أكثر من ثلث إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في العام الماضي.
غير أن ميزة التكلفة هذه تجعل المنافسين الأجانب يشعرون بالقلق. ولذلك، تطالب بعض شركات صناعة السيارات الأميركية والأوروبية بفرض رسوم جمركية أعلى على المركبات الكهربائية الصينية، فيما تتوسّع "بي واي دي" وغيرها من شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية بالفعل في أوروبا، لكنها لا تبيع بعد في الولايات المتحدة، حيث تواجه تعرفات جمركية أعلى ومقاومة سياسية أكثر شدة.
وتظهر هيمنة الصين على صناعة السيارات الكهربائية العالمية هذا الأسبوع في معرض بكين الدولي للسيارات، حيث عرضت بي واي دي نموذجين فاخرين كجزء من استراتيجية للاستيلاء على السوق المتميزة. ومن المتوقع أن تطلق شركات صناعة السيارات 110 طرازات جديدة من السيارات الكهربائية والهجينة في الصين هذا العام، معظمها من العلامات التجارية الصينية.
وقال خبراء في تكاليف تصنيع السيارات الكهربائية لـ"رويترز"، إن ارتفاع أسعار التصدير يمنح شركة بي واي دي مجالاً لتحقيق أرباح أكبر بكثير لكل مركبة. لكن هذه الهوامش تمنح أيضاً شركة صناعة السيارات مرونة هائلة لخفض الأسعار إذا لزم الأمر للاستيلاء على حصة سوقية في الخارج.
(رويترز، العربي الجديد)