ارتفعت عملة بيتكوين الرقمية فوق 61 ألف دولار مجدداً، وسط إقبال متزايد من المستثمرين، بعد أن تلقت على مدار الأسابيع الماضية دعماً من مؤسسات مالية وإنتاجية أميركية، رغم التحذيرات التي أطلقها مسؤولون في الكثير من البنوك المركزية حول العالم، بشأن مخاطر الاستثمار في العملات المشفرة.
وبلغ سعر العملة المشفرة الكبرى والأشهر في العالم نحو 61.22 ألف دولار، مساء السبت، مسجلة أعلى مستوى في نحو شهر، قبل أن تتراجع بشكل طفيف إلى حوالي 59.9 ألف دولار في بداية تعاملات، اليوم الأحد.
وقفزت بيتكوين بنحو 116% من أقل مستوى بلغته خلال العام الجاري والبالغ 27.73 ألف دولار المسجل في الثاني من يناير/ كانون الثاني الماضي.
وسبق أن تجاوزت العملة مستوى الستين ألفا للمرة الأولى في 13 مارس/ آذار الماضي، مسجلة مستوى قياسياً عند 61.78 ألف دولار، عقب توقيع الرئيس الأميركي جو بايدن، على حزمة التحفيز المالي البالغ حجمها 1.9 ترليون دولار.
وتأتي مكاسب بِيتكوين الكبيرة هذا العام، وسط قبول أوسع للعملة الرقمية كأداة استثمار وسداد، بالتزامن مع إقبال متزايد من المستثمرين الأفراد على ضخ السيولة في الأسهم وصناديق المؤشرات وأصول أخرى عالية المخاطر.
وارتفعت العملة كذلك بفضل دعم من مؤسسات عالمية كبرى، خاصة في الولايات المتحدة منها "بنك نيويورك ميلون" ومؤسسة "بلاك روك" لإدارة الأصول، وشركة بطاقات الائتمان العملاقة ماستركارد، و"تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية.
وفي رصد لـ"العربي الجديد" قفز سعر بيتكوين في أقل من 8 سنوات بأكثر من 8100%، حيث لم يكن سعرها يتجاوز 744 دولاراً في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2013.
ورغم التذبذب الحاد في سعر العملة الرقمية الأكثر رواجاً في العالم، إلا أن قفزاتها صعوداً كانت الأكثر لفتاً للانتباه من موجات الانحدار السريعة التي تعرضت لها.
فقد سجلت بيتكوين بنهاية 2014 نحو 309 دولارات، بتراجع بلغت نسبته 58.4%، لكنها زادت بنسبة 37.2% بنهاية 2015 حينما وصلت إلى 424 دولاراً، قبل أن تقفز إلى حوالي 952 دولاراً في نهاية 2016، لتواصل الصعود الكبير مسجلة نحو 13062 في نهاية 2017، بزيادة بلغت نسبتها 1272%، لكنها انحدرت إلى هبوط حاد في عام 2018 لتنهي ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام عند 3689 دولاراً، بتراجع نسبته 71%.
وفي نهاية 2019 استعادت العملة عافيتها لتزيد إلى 7251 دولاراً، قبل أن يتضاعف سعرها نحو 4 مرات خلال العام الماضي 2020 وتغلق عند 28.8 ألف دولار، لتواصل رحلتها نحو قفزة تاريخية سجلتها في الثامن من يناير/ كانون الثاني 2021 مسجلة 42 ألف دولار تراجعت بعدها بنسب كبيرة لتصل في الخامس من فبراير/ شباط الجاري إلى حوالي 37 ألف دولار قبل أن تقفز إلى مستويات غير مسبوقة أمس بكسر حاجز 48 ألف دولار.
وأشعل دخول أباطرة المال من المليارديرات وصناديق الاستثمار في وول ستريت والمؤسسات المختلفة إلى عالم العملات الرقمية، جذوة المضاربات، بينما لا تملك هذه العملات رقماً متسلسلاً ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.
ومع ذلك تجاوزت القيمة السوقية للوحدات المتداولة من العملات الرقمية مجتمعة التريليوني دولار في وقت سابق من إبريل/ نيسان الجاري، منها 1.1 تريليون دولار لعملة بيتكوين وحدها.
وبعد إعلان شركة "تسلا" في فبراير/ شباط الماضي عن استثمار 1.5 مليار دولار في بيتكوين، قال مايكل نوفوغراتز، مؤسس شركة الاستثمار الرقمية غالاكسي ديجتال، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية مؤخراً، إن سعر العملة قد يصل إلى 100 ألف دولار بحلول نهاية العام الجاري.
وسبق أن قال بنك الاستثمار الأميركي "جيه بي مورغان" إن عملة بيتكوين برزت كمنافس للذهب، وقد يجرى تداولها عند مستويات مرتفعة تصل إلى 146 ألف دولار، إذا رسخت وضعها كأصل استثماري آمن.
ويتزايد إقبال الشركات وبنوك الاستثمار الأميركية على بيتكوين، فقد نقل مؤخراً موقع "موتور1" العالمي المتخصص في أخبار السيارات عن، ماري بارا، المديرة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، عملاق صناعة السيارات في الولايات المتحدة، أن الشركة تدرس الاستثمار في العملات الرقمية.
كما ذكر موقع "كوين دسك" المتخصص في أخبار العملات المشفرة في تقرير له منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، أن بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس" يدرس الاستثمار في العملات الرقمية، مشيراً إلى أن البنك أصدر طلباً للحصول على معلومات من لاعب حفظ تشفير واحد على الأقل في نهاية 2020.
ومن بين الصناديق التي تتعامل بعملة بيتكوين صندوق "غرى إسكيل" المسجل في بورصة نيويورك منذ العام الماضي والمتخصص في المتاجرة في المؤشرات الخاصة بالعملة المشفرة، والذي قفز حجم موجوداته إلى حوالي 25 مليار دولار مقابل ملياري دولار لدى تسجيله، بحسب بيانات أوردتها أخيراً بلومبيرغ.