بوتين يمهل "غازبروم" 4 أيام لاعتماد الروبل.. وموسكو تحذر من حالات إفلاس عالمية

25 مارس 2022
صادرات الغاز الروسية التي تصل قيمتها إلى 880 مليون دولار في اليوم (فرانس برس)
+ الخط -

حذرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، من حالات إفلاس عالمية إذا رفضت الدول دفع ثمن صادرات الغاز الروسية بالروبل، فيما قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر شركة "غازبروم"، عملاق الطاقة الروسي، بقبول مدفوعات صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا بالروبل، وقال إنه يجب عليها تحديد كيفية تحويل المبيعات التي تقدر بمليارات الدولارات إلى الروبل في غضون الأيام الأربعة المقبلة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الوزارة أيضا أن خروج روسيا من منظمة التجارة العالمية ستكون له تداعيات سلبية، في حين قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن "هناك تعليمات أصدرها رئيس الاتحاد الروسي لغازبروم بقبول المدفوعات بالروبل"، مضيفا أن الشركة التي تحظى بنفوذ كبير داخل روسيا، إلى درجة أنها تعتبر "دولة داخل دولة"، يتبقى أمامها 4 أيام لتدبير نظام للدفع بالروبل، موضحا أنه "سيجرى إبلاغ مشتري منتجات غازبروم بهذه المعلومات".

وعقب فرض الغرب عقوبات على روسيا على خلفية الصراع في أوكرانيا، أعلن بوتين، يوم الأربعاء، أول رد فعل ضمن مجموعة من ردود الأفعال على ما وصفه الكرملين بـ"إعلان حرب اقتصادية" على أكبر قوة نووية في العالم.

وقال بوتين إن روسيا، التي تمد أوروبا بأربعين بالمئة من احتياجاتها من الغاز، تتوقع أن تحصل على مقابل بيعها للغاز الطبيعي بالروبل، في واحدة من أقوى التحولات في سياسات الطاقة الروسية منذ قيام السوفييت بمد خطوط أنابيب لنقل الغاز من سيبيريا إلى أوروبا في بداية السبعينيات.

وسيمثل ذلك أيضا مشكلة محتملة لـ"غازبروم"، أكبر شركة للغاز الطبيعي في العالم من حيث الاحتياطيات.

وفي الوقت الذي تتنازع فيه دول الاتحاد الأوروبي فيما بينها على فرض مجموعة إضافية من العقوبات على روسيا هذا الأسبوع، قال بوتين إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تخلفا عن الوفاء بالتزاماتهما ونسفوا الثقة في الأصول المقومة بالدولار واليورو، من خلال قيامهما بتجميد احتياطيات روسيا في الخارج.

وقال بوتين يوم الأربعاء: "قطعا ليس هناك أي معنى لإمداد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالبضائع مقابل الدولارات واليورو والعملات الأخرى"، بحسب "رويترز"، مضيفا أن روسيا "ستبدأ بالغاز". وأضاف أن المدفوعات ستتحول إلى الروبل "في أقصر وقت ممكن".

ولا تزال غير واضحة الآلية التي سيتم بموجبها دفع صادرات الغاز الروسية التي تصل قيمتها إلى 880 مليون دولار في اليوم، فيما تمثل المدفوعات باليورو 58% من صادرات "غازبروم"، بينما تشكل المدفوعات بالدولار 39%، في حين تمثل المدفوعات بالجنيه الإسترليني نحو 3%.

وتمثل الخطوة التي اتخذها بوتين ثورة في سوق الغاز، ذلك أن الاتحاد السوفييتي الشيوعي نفسه قبِل دفع قيمة صادراته من الطاقة بالعملات الأجنبية. ولم يتضح على الفور ما إذا كان التحول إلى الدفع باليورو سيمثل انتهاكا للتعاقدات. وقالت كثير من الشركات المستوردة إن العقود طويلة الأجل مع "غازبروم" تنص على أن يتم الدفع باليورو أو بالدولار الأميركي، وليس بالروبل الروسي.

يلين: أزمة أوكرانيا قد تبطئ النمو العالمي

إلى ذلك، حذرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، اليوم الجمعة، من أن الأزمة الروسية الأوكرانية تدفع أسعار السلع إلى الارتفاع، ومن المرجح أن تخفض من توقعات النمو العالمي في العام المقبل، علما أن أوكرانيا مورد عالمي رئيسي للقمح والذرة، وارتفعت الأسعار منذ أن غزت روسيا جارتها في أوروبا الشرقية الشهر الماضي.

وقالت يلين، في مقابلة مع شبكة "سي.إن.بي.سي": "نشهد ضغوطا على أسعار السلع الأساسية بسبب الوضع بين روسيا وأوكرانيا. أهمها النفط والغاز الطبيعي، بل وأيضا السلع الأخرى". وأضافت: "أنا قلقة بشأن التداعيات على البلدان، على سبيل المثال، تلك التي تعتمد بشكل كبير على القمح. أسعار القمح آخذة في الارتفاع. وأعتقد أن من المرجح أن يقلل ذلك من توقعات النمو العالمي خلال العام المقبل".

وأوضحت يلين أن أسعار البنزين قد ترتفع أكثر، وأن الولايات المتحدة تعمل مع الحلفاء لمحاولة التخفيف من تأثير هذا على المستهلكين. وقالت: "من المحتمل أن ترتفع، لكننا نفعل كل ما في وسعنا من خلال العمل مع شركائنا لضمان إمدادات عالمية كافية للتأكد من تزويد أوروبا جيدا بالنفط والغاز الطبيعي، ولحماية المستهلكين الأميركيين إلى أقصى حد ممكن".

وأشارت يلين أيضا إلى إن جائحة كوفيد-19 والأزمة الأوكرانية سلطتا الضوء على الحاجة إلى تأمين سلاسل إمداد مرنة للشركات.

أوكرانيا تلغي قيود تصدير الذرة والزيت

هذا وأفاد الموقع الإلكتروني للحكومة الأوكرانية، اليوم الجمعة، بأن الحكومة ألغت اشتراط الحصول على تراخيص تصدير للذرة وزيت دوار الشمس لموسم 2021-2022.

كانت أوكرانيا قد علقت صادراتها من بعض الحبوب ومن الملح والسكر واللحوم والماشية في الوقت الذي تكافح فيه غزو قوات عسكرية روسية، وفرضت الحصول على تراخيص لتصدير القمح والذرة وزيت دوار الشمس.

ويقول مسؤولون في قطاع الزراعة إن مخزون الذرة وزيت دوار الشمس كبير جدا، ولا داعي للحد من الصادرات.

المساهمون