• كيف تصفين الوطأة الاقتصادية لغزو أوكرانيا؟
-- السيناريو المحوري الذي نعتمده يقوم على فرضية استمرار النزاع حتى الصيف، ما يعتبر في غاية التفاؤل، وفي هذه الحال تمثل الحرب صدمة أقل حدة من وباء كوفيد، يمكن تشبيهها بالأحرى بالأزمة المالية (عام 2008).
أما بحسب السيناريو المتشائم الذي يلحظ بلبلة أكبر في إمدادات الغاز، فنتوقع تراجع إجمالي الناتج المحلي إلى مستويات ما قبل الوباء، ما يلغي كل مكاسب الانتعاش الاقتصادي مع بقاء أسعار النفط عالية.
بالنسبة إلى أوكرانيا، فإن تراجع (إجمالي الناتج المحلي) الذي يتوقع أن يكون بمستوى 30%، مرده أن الحرب تجري في منطقة تؤمن 60% من إجمالي الناتج المحلي.
والأراضي التي تزرع بالقمح تقع بصورة عامة في جنوب البلاد وشرقها، حيث تجري الحرب، وهناك أزمات وقود متزايدة. إضافة إلى ذلك، فإن 10% من سكان أوكرانيا غادروا.
وفي ما يتعلق بروسيا، نتوقع تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 10%، ما يوازي الانكماش الاقتصادي في الدول الغربية عند أشد أزمة كوفيد، وهي نسبة مرتفعة.
تواجه أوكرانيا على الأرجح أشد تراجع في إجمالي ناتجها المحلي منذ الحرب العالمية الثانية.
• ما الوضع على صعيد الأمن الغذائي؟
أسعار الأغذية المرتفعة هي التي تجعل من الصعب الحصول على المواد الغذائية. في دول مثل المغرب ومصر والأردن، يشكل الطعام أكثر من ثلث السلة الاستهلاكية.
بعض الحكومات تردّ بخفض أسعار الوقود، وأحياناً المواد الغذائية. الوسيلة المفيدة للقيام بذلك تكون بتخصيص المساعدات للأسر الأكثر فقراً. أما خفض الضرائب، ولا سيما الضريبة على البنزين للجميع، فهو ينعكس على المالية العامة ويوجه رسائل خاطئة.
• ما وطأة تدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة؟
لكن أوروبا الشرقية تشهد شيخوخة سريعة في حين أنها ليست ثرية حتى الآن. وقدوم هذه الأعداد من الشبان الأوكرانيين، ومعظمهم حائزو شهادات، يمكن أن يساعد على تسوية هذا الوضع.
وهذا ينطبق على المكسيكيين الذين يعبرون الجدار جنوب الولايات المتحدة، أو على السوريين.
وتثبت الأبحاث أن المهاجرين يعززون الروابط بين دول الاستقبال ودول المنشأ، ما يزيد من حجم التجارة والاستثمار على المدى البعيد.