بنك إماراتي يوقف إقراض المصارف الروسية... و"سبيربنك" ينسحب من أوروبا

02 مارس 2022
ماكينة صراف آلي تابعة لبنك المشرق في دبي (Getty)
+ الخط -

قال مصدران مطلعان لـ"رويترز"، إن بنك المشرق الإماراتي قرر وقف إقراض البنوك الروسية ومراجعة وضعه الحالي في روسيا، بسبب اشتداد المخاطر جراء العقوبات الغربية الصارمة التي استهدفت القطاع المالي الروسي، رداً على غزو أوكرانيا، فيما أعلن مصرف سبيربنك، أكبر مصارف روسيا، اليوم الأربعاء، انسحابه من الأسواق الأوروبية.

وأوضح المصدران أن مؤسسات مالية روسية كانت ضمن محفظة قروض الأسواق الناشئة في بنك المشرق، التي اتجه البنك للتوسع فيها خارج منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أحد المصدرين، أن انكشاف البنك يتمثل في الأساس بقروض قصيرة الأجل أو لأجل عام واحد لبنوك أخرى، بينما امتنع البنك عن التعليق، وفق رويترز.

ويمثل هذا القرار واحدة من أولى الخطوات من جانب بنك في المنطقة الخليجية والعربية عموماً لوقف صلاته بروسيا، ما يؤكد التوتر المتنامي في أنحاء العالم خشية الوقوع تحت طائلة العقوبات الغربية.

وتعرّض بنك المشرق، ثالث أكبر بنك في دبي، العام الماضي لغرامة قدرها 100 مليون دولار لتسوية دعوى تتعلَّق بانتهاكه العقوبات الأميركية على السودان، من خلال إجرائه معاملات لمدفوعات تتجاوز 4 مليارات دولار مرتبطة بالسودان بشكل غير قانوني، وفق السلطات الأميركية.

وكان مجلس الاتحاد الأوروبي قد وافق، أمس الثلاثاء، على عقوبات لاستبعاد بعض البنوك الروسية من نظام سويفت، كذلك اتفق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وبريطانيا، السبت الماضي، على ضمان إقصاء بنوك روسية منتقاة من نظام سويفت للتأثير بقدرتها على العمل عالمياً.

و"سويفت" نظام مراسلة آمن تستخدمه البنوك لإجراء مدفوعات سريعة عبر الحدود، وهي الآلية الرئيسية لتمويل التجارة الدولية، التي تسمح للبنوك بتحويل مليارات الدولارات كل يوم، ومن ثم فإن استبعاد دولة من النظام يعني خروجها بشكل كبير من منظومة التجارة الدولية.

وقالت شركة سويفت، أمس، إنها تنتظر لمعرفة البنوك التي تريد السلطات فصلها عن نظامها للمراسلات المالية العالمية مع بدء تطبيق العقوبات رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا، مضيفة في بيان لها: "سنلتزم دائماً قوانين العقوبات القابلة للتطبيق".

سبيربنك الروسي ينسحب من أوروبا

وفي أعقاب ذلك، أعلن مصرف سبيربنك الروسي، أكبر بنوك روسيا، اليوم، انسحابه من الأسواق الأوروبية، مضيفاً أن الشركات التابعة له في أوروبا تواجه "تدفقاً غير طبيعي للأموال وتهديداً لسلامة الموظفين والفروع"، وفقاً لوكالات الأنباء الروسية، التي لم تقدم تفاصيل عن التهديدات.

واتخذت السلطات في النمسا وجمهورية التشيك إجراءات في الأيام الأخيرة ضد أنشطة سبيربنك في أوروبا. بينما أعلنت الهيئة الناظمة للمصارف في الاتحاد الأوروبي، مساء أمس، أن الفرع الأوروبي لـ"سبيربنك"، يعتزم إشهار إفلاسه بسبب أضرار لحقت به جراء العقوبات المالية التي فرضت على موسكو.

وقال مجلس القرار الموحّد "سي آر يو"، وفق وكالة فرانس برس، إن الفرع الأوروبي للمصرف الروسي "سبيربنك يوروب إيه جي" ومقرّه النمسا سيخضع في هذا البلد لعملية "إجراءات إفلاس".

وأضاف أنّ حسابات عملاء المصرف ستكون مضمونة حتى مبلغ 100 ألف يورو لكلّ حساب، تماماً كما هي الحال عليه مع سائر المصارف الأوروبية بموجب التشريعات الأوروبية. ويدير "سبيربنك أوروبا" ما مجموعه 185 فرعاً ويوظف 3933 شخصاً، بميزانية إجمالية تبلغ 13.64 مليار يورو.

 

المساهمون