بدأت لجنة مكافحة الفساد الرسمية في بنغلادش استجواب محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006، في ما يتعلق بتهم غسل الأموال والاختلاس.
ويعتبر محمد يونس اقتصادياً عالمياً، وهو ملقب بـ"مصرفيّ الفقراء" حصل على جائزة نوبل عام 2006، بعد أن دعا إلى رؤية اقتصادية تقوم على مبدأ "إعادة البناء" لعالم ما بعد جائحة كورونا التي شلت مختلف مناحي الحياة في السنوات الماضية.
ومطلع الشهر الماضي، أعربت المتحدّثة باسم مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان رافينا شامداساني عن قلقها "البالغ حيال استمرار ترهيب المدافعين عن حقوق الإنسان وقادة المجتمع المدني ومضايقتهم من خلال الإجراءات القانونية الموجّهة ضدّهم في بنغلادش، بمن فيهم محمد يونس الحائز على جائزة نوبل والمعروف بعمله في مجال التخفيف من حدة الفقر من خلال مصرف غرامين، وقائدان من منظمة حقوق الإنسان المحترمة أوديكار".
ولفتت إلى أن "مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يدعو السلطات البنغلادشية إلى تهيئة بيئة آمنة ومؤاتية للمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم من ممثلي المجتمع المدني، كي يضطلعوا بعملهم الحيوي الرامي إلى تحقيق رفاه جميع الناس في بنغلاديش وصون سلامتهم وحمايتهم".
ووفق البيان، واجه يونس المضايقات والترهيب لما يقارب العقد من الزمن. وهو يواجه حاليًا محاكمتين يُحتمل أن تصل عقوبتهما إلى السجن، الأولى بتهمة انتهاك قوانين العمل، والثانية بتهمة الفساد المزعوم.
وفي حين أنّ الفرصة متاحة أمام يونس للدفاع عن نفسه أمام المحكمة، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من أن حملات التشهير ضده، التي غالبًا ما تنبع من أعلى مستويات الحكومة، تهدّد بتقويض حقه في محاكمة عادلة ومراعاة الأصول القانونية الواجبة بما يتماشى مع المعايير الدولية.
وفي يوليو/ تموز الماضي، أمرت المحكمة العليا في بنغلادش محمد يونس بدفع 1.4 مليون دولار كضرائب على تبرعات بـ7 ملايين دولار لثلاثة صناديق خيرية، بحسب ما أعلن محاميه ساردير جينات الاثنين، والذي أكد أن المحكمة العليا رفضت الالتماس الذي تقدم به. وقالت محكمة إن القانون لا ينص على إعفاءات ضريبية للتبرعات المقدمة للصناديق الخيرية.
ويونس، الذي يبلغ 83 عاماً، أسس أول مؤسسة للقروض الصغرى تحت اسم "غرامين بنك" ليكون بمثابة مصرف للفقراء في موطنه بنغلادش قبل أكثر من 40 عاماً.
وقد بدأ في تسخير ماله الخاص لإعطاء القروض الصغيرة التي تتراوح بين 30 و50 دولاراً لبعض المزارعين. لاقت مبادرته نجاحا كبيراً، لتوحي له بإطلاق برنامج لإقراض المزارعين الفقراء عام 1977، ليتحول البرنامج بعدها إلى مصرف في 1983، تحوز فيه الدولة البنغالية حصة الأقلية، وهو نموذج استلهمه العديد من البلدان، ما دام يقوم على القضاء على الفقر.
تلك مبادرة استحق عليها العديد من الجوائز الدولية، أرفعها جائزة نوبل. بينما لم يكتف يونس بذلك، فقد أطلق مبادرات عدة تسعى إلى معالجة المشاكل الاجتماعية في العالم، أوجزها في كتابين بعنوان "ريادة الأعمال الاجتماعية" و"عالم من ثلاثة أصفار: اقتصاد جديد بصفر فقر، صفر بطالة، وصفر تلوث".