"بلومبيرغ": روسيا تخطط لإنشاء أسطول ظل للغاز الطبيعي المسال

27 يونيو 2024
ناقلة غاز مسال في ميناء تيانجن الصيني، 11 ديسمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- روسيا تعزز قدراتها في نقل الغاز الطبيعي المسال بإنشاء "أسطول الظل" لتجاوز القيود الغربية، مما يهدف لتعزيز صادرات الغاز وتمويل آلة الحرب رغم التحديات الناتجة عن العقوبات الأوروبية والأمريكية.
- تم نقل ملكية ثماني سفن لنقل الغاز إلى شركات غير معروفة في دبي، مع حصول أربع منها على موافقة للإبحار عبر مياه القطب الشمالي الروسية، مما يعكس استراتيجية روسيا للتحايل على العقوبات.
- التقرير يسلط الضوء على شركات مثل Asya Energy وNur Global Shipping التي تعمل من الإمارات وتدير هذه السفن تحت أسماء وشركات تأمين غير معروفة، في محاولة لتعزيز صادرات الغاز الروسي وتجاوز العقوبات الغربية.

تخطط روسيا لإنشاء أسطول ظل لنقل الغاز الطبيعي المسال، وفق تقارير غربية. وفي الأشهر التي تلت حرب أوكرانيا والقيود الغربية العقابية التي فرضت عليها، حشدت روسيا أسطول ظل لنقل نفطها حول العالم. والآن، هناك أدلة متزايدة على أنّ موسكو بدأت تفعل الشيء نفسه بالنسبة للغاز الطبيعي المسال، وفق تقرير في وكالة بلومبيرغ اليوم الخميس.

يعد الغاز عنصراً أساسياً في خطط الكرملين لتعزيز الصادرات، وتجديد خزائن الحكومة وتمويل آلة الحرب، لكن ذلك يتطلب حصة أكبر من سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية. ووفق التقرير، الآن بعدما توقفت تقريبا تجارة خطوط الأنابيب الأوروبية التي كانت مربحة في السابق، وبعد تشديد العقوبات الأوروبية على الغاز المسال، تعرقلت خطط التوسع في تجارة الغاز الطبيعي الروسية. وكانت العقوبات الأميركية أبعدت الشركات الأجنبية من شراء شحنات الغاز الروسية وأوقفت تسليم الناقلات المتخصصة الجاهزة للجليد والتي تعتبر حيوية للوصول إلى منشآت القطب الشمالي.

ويقول التقرير، إن القيود الأوروبية الجديدة التي ستطبق في العام المقبل، والتي تحد من الوصول إلى الموانئ، ستعيق سلسلة التوريد الحالية للغاز الطبيعي المسال بشكل أكبر.

ووفق بلومبيرغ، في الأشهر الثلاثة الماضية، تم نقل ملكية ما لا يقل عن ثماني سفن كانت تنقل الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى شركات غير معروفة في دبي، وفقاً لقاعدة بيانات الشحن العالمية Equasis. وحصلت أربع من هذه السفن من فئة الجليد بالفعل على موافقة من موسكو للإبحار عبر مياه القطب الشمالي الروسية هذا الصيف.

وفي حين أن "بلومبيرغ" لم تتمكن من ربط السفن مباشرة بشركات الطاقة الروسية الكبرى، فإن التفاصيل تشبه بشكل لافت المناورات لإنشاء أسطول الظل النفطي في البلاد، بما في ذلك استخدام شركات غامضة وسفن قديمة جدًا لدرجة أنها كانت في العادة موجودة بالفعل خارج من الخدمة.

وفي صناعة الغاز الطبيعي المسال المتماسكة، والتي تعد أصغر بعدة مرات من سوق النفط، من غير المعتاد إلى حد كبير أن يقوم اسم غير مألوف بشراء ناقلات متخصصة يمكن أن تكلف مئات الملايين من الدولارات. كما تم إدراج شركات التأمين الخاصة بها على الأقل في ثلاث ناقلات على أنها "غير معروفة" في قاعدة بيانات المنظمة البحرية الدولية، وهي سمة أخرى لسفن أساطيل الظل.

وقال مالتي همبرت، مؤسس معهد القطب الشمالي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن العاصمة: "هناك عدة مؤشرات بأن روسيا تبذل جهودا لإنشاء أسطول مظلم للغاز الطبيعي المسال". ويشير شراء ناقلات قديمة، ونقل سفن من طراز آيس إلى كيان في دبي، وعدد قياسي من التصاريح لطريق بحر الشمال، إلى أن قطع "لغز الأسطول المظلم قد أصبحت في مكانها الصحيح". ولم ترد الحكومة الروسية ووزارة الطاقة على الفور على طلبات التعليق من "بلومبيرغ".

وتعد Asya Energy إحدى السفن التي رفعت الأعلام الحمراء في الصناعة. وفي يونيو/حزيران، مع تصعيد المسلحين الحوثيين هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، أبحرت شمالاً عبر الممر المائي دون أن تصاب بأذى، لتصبح أول ناقلة للغاز الطبيعي المسال تعبر المنطقة الساخنة منذ يناير/كانون الثاني.

ويقول التقرير، حصلت سفينة Asya Energy، التي يبلغ عمرها 22 عامًا وتبحر تحت علم  جمهورية بالاو، على اسمها الحالي في مايو/أيار. ووفقًا لشركة Equasis، تديرالسفينة شركة Nur Global Shipping، وهي شركة غير معروفة في الصناعة وتعمل من فندق ميدان الفاخر في منطقة التجارة الحرة في الإمارات العربية المتحدة والتي تعرضت لانتقادات من قبل المسؤولين بسبب افتقارها إلى الشفافية. كما أن السفينة ليست لديها شركة تأمين معروفة.

واعتبارًا من اليوم الخميس، اتجهت شركة Asya Energy إلى البحر الأبيض المتوسط، وفقًا لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها "بلومبيرغ" ويبدو أنها فارغة ولم تشِر إلى وجهة محددة. وشركة نور، التي دخلت قطاع الطاقة عام 2022، وفقًا لموقعها على الإنترنت، أدارت ثلاث ناقلات أخرى للغاز الطبيعي المسال منذ إبريل/نيسان، وهي سفن بايونير، ونيو إنرجي، ومولان وفقًا لبيانات شركة "إكواسيس ـ Equasis". جميع هذه السفن مملوكة لشركات يقع مقرّها في عنوان نور بالمنطقة الحرة في الإمارات العربية المتحدة. وتم إدراج اثنتين من شركات التأمين في تلك الناقلات على أنها غير معروفة، وفقًا للمنظمة البحرية الدولية.

المساهمون