بلومبيرغ: أسعار النفط رهن نوع الردّ الإسرائيلي على حماس

07 أكتوبر 2023
أسواق النفط تترقب الرد الإسرائيلي (Getty)
+ الخط -

قالت وكالة "بلومبيرغ"، اليوم السبت، إن التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه غالباً ما يتشابه. ولفتت إلى أنه "عشية الذكرى الخمسين لأزمة النفط الأولى في العالم، من السهل رسم أوجه التشابه بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وأكتوبر 1973: هجوم مفاجئ على إسرائيل وارتفاع أسعار النفط. لكن، وفق الوكالة، ينتهي التشابه عند هذا الحد".

وشرحت أن الاقتصاد العالمي ليس على وشك أن يعاني من حظر نفطي عربي آخر من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع سعر برميل النفط الخام إلى ثلاثة أضعاف. ومع ذلك، فمن الخطأ التقليل من احتمالات مواجهة العالم أسعار نفط أعلى لفترة أطول.

ولفتت الوكالة إلى أن تكلفة الخام العربي الخفيف، المعدلة حسب التضخم، بعيدة كل البعد عن ذروتها، وبالنسبة لسوق النفط، فإن كل شيء يعتمد على كيفية رد إسرائيل على حماس. 

وشددت "بلومبيرغ" على أن الأزمة ليست تكراراً لأزمة أكتوبر 1973. فالدول العربية لا تهاجم إسرائيل بشكل جماعي. مصر والأردن وسورية والمملكة العربية السعودية وبقية العالم العربي يراقبون الأحداث من على الهامش، ولا يشكلونها.

من جهة أخرى، فإن سوق النفط نفسه لا يتمتع بأي من خصائص ما قبل أكتوبر 1973. ففي ذلك الوقت، كان الطلب على النفط في ارتفاع، وكان العالم قد استنفد كل طاقته الإنتاجية الفائضة. واليوم، أصبح نمو الاستهلاك معتدلاً، ومن المرجح أن يتباطأ أكثر مع تحول السيارات الكهربائية إلى حقيقة واقعة.

وبالإضافة إلى ذلك، تتمتّع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بقدرة فائضة كبيرة يمكنها استخدامها للحد من الأسعار، إذا اختارتا القيام بذلك.

وأضافت الوكالة أن اليوم لا تحاول دول "أوبك" رفع الأسعار بما يتجاوز بضعة دولارات إضافية. وستكون الرياض راضية بارتفاع أسعار النفط بنسبة 10-20% أخرى، إلى ما يزيد قليلاً عن 100 دولار للبرميل من 85 دولاراً حالياً، بدلاً من دفعها للأعلى بنسبة تزيد عن 100% إلى 200 دولار للبرميل.

ولكن قبل الحظر النفطي في أكتوبر 1973 مباشرة، قامت دول "أوبك" برفع أسعار النفط الرسمية من جانب واحد بنحو 70%. ورغم أن الحظر كان العنصر الأكثر وضوحاً في الأزمة، فإن ارتفاع الأسعار كان حاسماً بالقدر نفسه.

واعتبرت الوكالة أنه من الممكن أن يكون للتداعيات تأثير على أسواق النفط في عامي 2023 و2024. ويمكن أن يأتي التأثير الأكثر فورية إذا خلصت إسرائيل إلى أن حماس تصرفت بناءً على تعليمات من طهران. وفي هذا السيناريو، يمكن أن ترتفع أسعار النفط كثيراً. 

واستنتجت الوكالة أنه حتى لو لم ترد إسرائيل على الفور على إيران، فمن المرجح أن تؤثر التداعيات على إنتاج النفط الإيراني. منذ أواخر عام 2022، غضت واشنطن الطرف عن ارتفاع صادرات النفط الإيرانية، متجاوزة العقوبات. وكانت الأولوية في واشنطن هي التوصل إلى انفراج غير رسمي مع طهران. ونتيجة لذلك، ارتفع إنتاج النفط الإيراني بنحو 700 ألف برميل يومياً هذا العام، وهو ثاني أكبر مصدر للإمدادات الإضافية في عام 2023، بعد النفط الصخري في الولايات المتحدة فقط.

ومن المرجح الآن أن ينفذ البيت الأبيض العقوبات. وقد يكون ذلك كافياً لدفع أسعار النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل، وربما أكثر من ذلك.

وقالت "بلومبيرغ" إن روسيا سوف تستفيد من أي أزمة نفطية في الشرق الأوسط. إذا فرضت واشنطن عقوبات على إيران، فقد تخلق مساحة لبراميل روسيا الخاضعة للعقوبات للفوز بحصة في السوق وتحقيق أسعار أعلى. أحد الأسباب التي دفعت البيت الأبيض إلى غض الطرف عن صادرات النفط الإيرانية هو أنها تضرّ بروسيا. وفي المقابل، يمكن أن تستفيد فنزويلا أيضاً، مع قيام البيت الأبيض بتخفيف العقوبات لتخفيف ضغوط السوق.

المساهمون