استمع إلى الملخص
- **توقعات الأسواق بعد الحادثة:** من المتوقع تقلبات كبيرة في الأسواق مع فتحها يوم الاثنين، حيث سيراقب المتداولون أداء العقود الآجلة على مؤشر إس أند بي 500 وسوق سندات الخزانة الأميركية، مع احتمالية تعزيز نجاح ترامب في الانتخابات.
- **ردود الفعل والتحليلات:** يتوقع المحللون زيادة التقلبات في الأسواق وتوجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة. فوز ترامب قد يقلل من عدم اليقين ويؤثر إيجابياً على الأصول الخطرة، بينما قد تعاني أسهم التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
في الوقت الذي تتزايد فيه حالة عدم اليقين في الأسواق، جاءت محاولة اغتيال ترامب لتلقي مزيداً من الوقود على نيران تحولات السياسات النقدية والمخاطر الجيوسياسية والانتخابات الرئاسية المشتعلة، بينما يحاول المستثمرون البحث عن ملاذات استثمارية آمنة، يمكن لهم أن يضعوا فيها أموالهم حتى تهدأ الأمور.
وبعد الحادث، قالت وكالة بلومبيرغ إن المستثمرين سيسعون، عند فتح الأسواق يوم الاثنين، إلى شراء أصول الملاذ التقليدي، مشيرة إلى أنهم ربما يميلون إلى التداولات الأكثر ارتباطاً بفرص الرئيس السابق دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض بعد إطلاق النار عليه وخروجه سالماً، ملوحاً بعلامة النصر، وفقاً لمراقبي السوق.
وستبدأ سوق تداول العملات في سيدني مساء الأحد بتوقيت نيويورك، وعندها يمكن أن يحصل الدولار الأميركي على دفعة، إلى جانب ملاذات أخرى اعتبرت تاريخياً جهات استثمار آمنة من تقلبات السوق، مثل الين الياباني المتأزم والفرنك السويسري والذهب. ويوم السبت، ارتفعت عملة بيتكوين التي لا تتوقف تعاملاتها في أي لحظة من أيام الأسبوع السبعة، إلى ما يزيد عن 60 ألف دولار، في أعقاب مشاهدة الملايين على الهواء مباشرة محاولة اغتيال ترامب الفاشلة. ويقول استراتيجيو بلومبيرغ: "ستكون العملات أول سوق رئيسي يوم الاثنين في آسيا يتفاعل مع إطلاق النار نهاية الأسبوع. هناك احتمال لمزيد من التقلبات، وقد يكون الحصول على قراءة واضحة أمراً صعباً تحديداً لأن العطلة الوطنية في اليابان ستعيق السيولة".
وسيراقب المتداولون أيضاً العقود الآجلة على مؤشر إس أند بي 500، وفي سوق سندات الخزانة الأميركية، وكلاهما يبدأ التداول في الساعة السادسة مساءً بتوقيت نيويورك؛ رغم أن التداول النقدي للسندات الأميركية لن يبدأ في بورصة لندن حتى الساعة الثانية من صباح نيويورك، في حين أن بورصة طوكيو لن تفتح أبوابها بسبب عطلة وطنية توافق يوم الاثنين. وقال إيبيك أوزكاردسكايا، كبير المحللين في بنك سويسكوت لبلومبيرغ: "من المرجح أن تتسبب أحداث نهاية هذا الأسبوع في زيادة التقلبات مع فتح أسواق الأسهم والسندات يوم الاثنين. نتوقع أن نرى رحلة إلى الملاذات الآمنة مثل الفرنك السويسري والذهب. لقد كان رد فعل بيتكوين إيجابياً على الأخبار نتيجة للهروب المفاجئ إلى الأصول التي يرى المستثمرون أنها ستكون آمنة".
وأشارت التعليقات الأولية للمتعاملين في الأسواق، إلى أن إطلاق النار على ترامب خلال تجمع حاشد يوم السبت في ولاية بنسلفانيا، قد يدفع المتداولين إلى تعزيز احتمالية نجاحه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، في وقت يُنظر فيه بشكل عام إلى دعمه لسياسة مالية أكثر مرونة وزيادة التعريفات الجمركية على أنه من المرجح أن يفيد الدولار ويضعف سندات الخزانة.
وتشمل الأصول الأخرى المرتبطة إيجابياً بما يسمى "استثمار في ترامب" أسهم شركات الطاقة، والسجون الخاصة، وشركات بطاقات الائتمان، وشركات التأمين الصحي. وسيراقب المتداولون أيضاً عن كثب رؤية السوق للتقلبات المتوقعة يوم الاثنين، مثل تلك المتعلقة باليوان الصيني شديد الحساسية للتعريفات الجمركية والبيزو المكسيكي، التي بدأت مؤشرات نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التأثير فيها بصورة واضحة، خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال تشارلز هنري مونشاو، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك SYZ السويسري: "إذا أدت الانتخابات إلى تحقيق انتصار ساحق لترامب، فمن المحتمل أن يقلل هذا من حالة عدم اليقين، وهو أمر إيجابي بالنسبة للأصول الخطرة. وفي الوقت نفسه، قد يؤدي هذا إلى مزيد من الضغط التصاعدي على عوائد السندات وانحدار منحنى العائد". وأضاف أن أسهم التكنولوجيا والطاقة المتجددة قد تعاني، وأن بيتكوين قد ترتفع أيضاً، نظراً لجاذبيتها في نظر المستثمرين الباحثين عن التحوط من الاضطرابات السياسية بعيداً عن الأصول المالية التقليدية، وموقف ترامب المؤيد (مؤخراً) للعملات المشفرة.
وقال كايل رودا، كبير محللي السوق المالية في Capital.com: "تمثل هذه الأخبار نقطة تغيير في الأعراف السياسية الأميركية"، مضيفاً أنه كان يرى تدفقات العملاء إلى بيتكوين والذهب بعد محاولة اغتيال ترامب. وأضاف: "بالنسبة للأسواق، فهذا يعني تداولات الملاذ الآمن ولكن أكثر ميلاً نحو الملاذات غير التقليدية".
وقال ترامب إنه أصيب برصاصة في أذنه اليمنى بعد إطلاق نار خلال حشده. وقالت حملته في بيان إنه "بخير" بعد الحادث الذي أدى إلى خروجه من المنصة. وقُتل أحد المشاركين في المسيرة بالرصاص وأصيب اثنان آخران في حالة حرجة. وكان الاستراتيجيون يتوقعون بالفعل جولة متقلبة في الانتخابات، لأسباب ليس أقلها أن الديمقراطيين ما زالوا يشعرون بالقلق بشأن أداء الرئيس جو بايدن في المناظرة الشهر الماضي والتساؤلات المتزايدة حول عمره وقدرته على الحكم لفترة رئاسية جديدة. وكان المستثمرون يحاولون الابتعاد عن فكرة أن تنتهي الانتخابات بنزاع طويل الأمد أو عنف سياسي.
وفي أحداث مشابهة لمثل تلك التي وقعت في ولاية بنسلفانيا، عندما أطلقت النيران على الرئيس رونالد ريغان قبل أربعة عقود من الزمن، تراجعت سوق الأوراق المالية قبل أن تغلق مبكراً. وفي اليوم التالي، 31 مارس 1981، ارتفع مؤشر إس أند بي 500 أكثر من 1%، وانخفضت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل عشر سنوات بمقدار تسع نقاط أساس إلى 13.13%، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ.
وقال نيل جونز، مندوب مبيعات العملات الأجنبية للمؤسسات المالية في TJM Europe لبلومبيرغ: "ستقف الأسواق في حالة تأهب قصوى لأي هجمات متكررة محتملة بطبيعة الحال. أتوقع أن يفتتح الدولار تعاملات الاثنين أقوى في جميع المجالات، نتيجة لردة الفعل المنعكسة الأولية للمخاطرة والتصورات بأن شعبية ترامب في استطلاعات الرأي من الممكن أن ترتفع". وقال ماركو بابيتش، كبير الاستراتيجيين في شركة BCA Research Inc ومقرها كاليفورنيا، "يجب على مستثمري السندات إيلاء اهتمام خاص لأن الهجوم من المرجح أن يعزز فرص ترامب في الانتخابات، ويؤدي في النهاية إلى مخاوف بشأن التوقعات المالية".
وارتفعت عائدات السندات في أعقاب أداء بايدن الضعيف في المناظرة، مما أظهر حساسية سندات الخزانة، وخاصة الأوراق المالية طويلة الأجل، تجاه الإشارات التي تشير إلى أن ترامب سيحصل على فرصة لتفعيل برنامجه المالي الموسع. وكتب بابيتش: "يجب أن تدرك سوق السندات في مرحلة ما احتمالات فوز الرئيس ترامب بالبيت الأبيض أكثر من أي من منافسيه"، مضيفاً أنه ما يزال يعتقد أنه "مع ارتفاع احتمالات فوز ترامب، فإن احتمال حدوث تقلبات عنيفة في سوق السندات سيرتفع أيضاً".