بسبب الغلاء.. محاصيل مصرية تستنزف جيوب المزارعين

13 سبتمبر 2022
صادرات مصر من المحاصيل الزراعية (العربي الجديد)
+ الخط -

تعرّض معظم المزارعين في مصر بداية من العام الجاري 2022 لخسائر متلاحقة، جراء تدني أسعار منتجاتهم، في الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف الإنتاج بمعدلات كبيرة، الأمر الذي دفع بعضهم إلى ترك الثمار  في الأرض، إذ إن تكلفة الحصاد والتعبئة والتغليف أكثر من ثمن البيع.

القصب:

عبر مزارعو القصب عن غضبهم عقب قرار حكومي برفع توريد طن القصب من 720 جنيهاً إلى 810 جنيهات موسم 2022، إذ إنهم كانوا يطمحون لتخطي سعر التوريد 1000 جنيه عقب رفع تكاليف الإنتاج. وكشف حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، في وقت سابق أن تكلفة إنتاج فدان القصب تصل إلى 37 ألف جنيه، في حين أن متوسط إنتاج الفدان 40 طناً وبالسعر الجديد سيكون العائد 32 ألف جنيه .

وتقدر المساحة المنزرعة بقصب السكر هذا العام بنحو 325 ألف ‏فدان، يتوقع منها ‏توريد 810 ملايين طن، لإنتاج حوالى مليون طن ‏سكر.

الذرة:

تبلغ تكاليف إنتاج فدان الذرة حوالي 10 آلاف جنيه ( بخلاف الإيجار)، في حين يحصل المزارع عقب جني الثمار وبيعها على 6 آلاف جنيه، إذ إن إنتاجية الفدان في المتوسط تصل إلى 10 إردبات (140 كجم)، وهو ما يعني خسارة محققة تصل إلى 4 آلاف جنيه في كل فدان.

ويفضل المزارعون للحد من الخسائر تخزينه كحبوب لتقديمها علفاً للمواشي، أو "فرم" العيدان الخضراء وتحويلها إلى سماد عن طريق الكمر، بعد إضافة بعض التركيبات الكيميائية، كاليوريا ‏وكربونات الكالسيوم، لرفع القيمة الغذائية، وهو ما يعرف باسم "السيلاج".

وتقدر المساحة المنزرعة بالذرة وفقاً لبيانات وزارة الزراعة هذا الموسم 2022 بنحو 3 ملايين فدان، منها 1.1 مليون فدان ذرة صفراء والباقي ذرة بيضاء، بزيادة 350 ألف فدان عن الموسم الماضي 2021.

وكشفت بيانات معهد بحوث المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية، أن مصر تستورد سنوياً نحو 10 ملايين طن من الذرة الصفراء، بتكلفة إجمالية تتجاوز 2 مليار دولار، يمكن تقليصها إلى 5 ملايين طن، حال تشجيع المزارعين، خاصة بعد نجاح المعهد في إنتاج صنف هجين تصل إنتاجيته إلى 30 إردباً في الفدان (140كجم).

البنجر:

مع بداية موسم زراعة البنجر أعلن عدد من المزارعين عزوفهم عن التعاقد مع شركات السكر هذا الموسم، نتيجة عدم رضاهم عن توريد الطن لمصانع السكر عند 675 جنيهاً للطن، بخلاف العلاوات الإضافية، فمن وجهة نظرهم أن زراعة أصناف أخرى كالقطن أو القمح أو الأرز أفضل دخلاً من زراعة البنجر.

وتدخّلت الحكومة المصرية لإنقاذ صناعة سكر البنجر، والذي يمثل 1.9 مليون طن من أصل 3 ملايين طن تنتجها الشركات المصرية، وذلك بعد إعلان مزارعي البنجر رفض التعاقد مع شركات السكر هذا الموسم نتيجة تدني أسعار التوريد. 

وأكد الدكتور مصطفى عبدالجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية (حكومي)، أنه جرى الاتفاق بين المجلس وشركات السكر المصرية، على رفع قيمة توريد بنجر السكر من 775 جنيهاً إلى أكثر من ألف جنيه، متوقعاً زراعة حوالي 700 ألف فدان بنجر هذا الموسم مقابل 590 ألف فدان الموسم الماضي، بعد المحفزات الجديدة، لافتاً إلى أنه في حالة زراعة المساحة المستهدفة سيُنتج حوالي 2.2 مليون طن سكر بنجر، وهو ما سيغطى مع أنواع السكر الأخرى (القصب والفركتوز) حاجة الاستهلاك المحلي، مع إمكانية التصدير.

البطاطس:

سجلت أسعار البطاطس هذا الموسم على أرض المزارع ما بين 2500 جنيه إلى 4 آلاف جنيه للطن، وهو ما يمثل خسائر حال البيع بأقل من 3 آلاف جنيه، إذ إن تكلفة زراعة الفدان تصل إلى 60 ألف جنيه (متوسط الإنتاجية 18 طناً/فدان).

وعزا أحمد عبدالحفيظ، عضو رابطة مزارعي البطاطس، أسباب تراجع الأسعار إلى زيادة الإنتاج هذا الموسم نتيجة استيراد كميات تقاوي أكثر من حاجة السوق، وهو ما أدى إلى لجوء هذه الشركات لزراعة أراض جديدة بالتقاوي الزائدة، حتى لا يخسروا ثمنها.

وأفاد مصدر مسؤول بجمعية منتجي البطاطس المصرية، أن صادرات البطاطس المصرية سجلت خلال النصف الأول من العام الجاري 2022 أعلى معدلات تصدير في تاريخها بلغت نحو 816 ألف طن، مشيراً إلى زيادة المساحة المنزرعة من 500 ألف فدان إلى حوالي 550 ألف فدان هذا الموسم، وهو ما انعكس على ثبات أسعار التجزئة ما بين 4 إلى 5 جنيهات للكيلو.

البصل:

اضطر بعض مزارعي البصل إلى ترك المحصول دون حصاد، إذ إن تكلفة حصاده وتهذيب الثمار والتعبئة والتغليف تصل إلى 5 آلاف جنيه للفدان، بخلاف تكلفة إنتاجه، في حين أنه يباع في السوق بـ 4 آلاف جنيه، وهو ما دفع البعض الآخر إلى ترك المحصول للرعاة الرحل مقابل 1000 جنيه للفدان.

وبلغت المساحة المنزرعة الموسم الحالي 228 ألف فدان، مقابل 207 آلاف فدان العام الماضي، كما احتل البصل المرتبة الثالثة على قائمة الصادرات المصرية، مسجلا 185 ألف طن.

وكشف تقرير لوزارة الزراعة المصرية، أن إجمالي الصادرات الزراعية خلال النصف الأول من العام الجاري 2022 بلغ نحو 3.7 ملايين طن، تصدرتها الموالح بـ 1.5 مليون طن، ثم البطاطس بـ 816 ألف طن، محققة رقماً تاريخياً، وبزيادة 200 ألف طن عن الفترة نفسها من 2021، وحل البصل ثالثاً بـ 185 ألف طن.

ووفقًا لبيانات المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، فقد بلغت قيمة صادرات مصر من الحاصلات الزراعية نحو 2.4 مليار دولار خلال الفترة من سبتمبر/ أيلول إلى يونيو/حزيران، من الموسم التصديري 2021 - 2022 مقابل 2.2 مليار دولار خلال الفترة ذاتها لموسم 2020 - 2021.

واستحوذت الدول العربية على 36 في المائة من إجمالي قيمة الصادرات الزراعية المصرية بنحو 879 مليون دولار، والدول الأوروبية خارج الاتحاد الأوروبي على 27 في المائة بقيمة 655 مليون دولار، ودول الاتحاد الأوروبي 18 في المائة مسجلة 566 مليون دولار، ودول آسيا بنحو 299 مليون دولار، وإفريقيا بنحو 33 مليون دولار، ولدول الأميركيتين الشمالية والجنوبية وأستراليا بقيمة 38 مليون دولار.

المساهمون