بايدن يستبعد ركود الاقتصاد الأميركي "القوي" ويتجه لإطلاق الـ"بايدنوميكس"

28 يونيو 2023
سيلقي بايدن خطاباً خاصاً بالسياسة الاقتصادية في شيكاغو اليوم (Getty)
+ الخط -

قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ اقتصاد الولايات المتحدة "قوي في الوقت الحالي" وإنه لا يتوقع حدوث ركود، وذلك قبل يوم من إلقاء خطاب خاص بالسياسة الاقتصادية في شيكاغو.

أدلى بايدن بتصريحاته، أمس الثلاثاء، في حفل خاص لجمع التبرعات في تشيفي تشيس بولاية ميريلاند.

ومن المقرر وفقا لوكالة "رويترز" أن يلقي خطاباً، اليوم الأربعاء في شيكاغو، بشأن سياسته الاقتصادية، إذ يكثف الرئيس الفعاليات السياسية والسفر بعد شهرين من إطلاق حملته لإعادة انتخابه.

سياسة "بايدنوميكس" الاقتصادية

ويعتقد البيت الأبيض أن بإمكان بايدن تغيير الوضع لصالحه بتركيزه على سياسته الاقتصادية في خطاب يلقيه الأربعاء في شيكاغو ويطلق فيه عبارة "بايدنوميكس"، على ما أوضحت مساعدة المتحدثة باسم البيت الأبيض أوليفيا دالتون للصحافيين.

وقالت وفقا لوكالة "فرانس برس" إن هذه التسمية "هي كلمة اليوم، كلمة الأسبوع، كلمة الشهر، كلمة العام هنا في البيت الأبيض".

وتذكر تسمية "بايدنوميكس" ولو بصورة عكسية بتسمية "ريغانوميكس" نسبة إلى السياسة الاقتصادية المثيرة للجدل التي انتهجها الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريغان في الثمانينيات.

ونسب إلى الـ"ريغانوميكس" بعض الازدهار الذي عاشته الولايات المتحدة بفعل مبدأ "توزيع الثروات من الأعلى إلى الأسفل" الذي قامت عليه، غير أنها تواجه انتقادات لإعطائها الأفضلية للأثرياء والشركات الكبرى معتبرة أن ازدهارها سينعكس في نهاية المطاف على الجميع.

وأفاد البيت الأبيض أن بايدن يعتزم طي صفحة "ريغانوميكس".

وأوضحت لايل براينارد مديرة المجلس الوطني الاقتصادي للصحافيين، أن الرئيس "رفض الاقتصاد العمودي، النظرية القائلة إن التخفيضات الضريبية في الأعلى سوف تنعكس إلى الأسفل، إن كل ما نحتاج إليه هو ألّا تقف الحكومة في الطريق".

وقالت دالتون إن بايدن سيركز على عكس ذلك على "القناعة بأن الاقتصاد ينمو حين تنمو الطبقة الوسطى".

الاستثمار لجذب الاستثمارات

ويؤكد بايدن أن الخطط الحكومية الضخمة والباهظة التي طبقها خلال ولايته الأولى حتى الآن ستحفز النمو الاقتصادي على المدى البعيد، ما يؤدي إلى إنعاش قطاع التصنيع في الولايات المتحدة وينهض بالطبقات الأقل ثراء في البلد.

وليست هذه حجة اقتصادية فحسب، بل قد تشكل خارطة طريق للفوز في الانتخابات التي يتوقع أن تشهد معركة شرسة بين الديمقراطيين والجمهوريين حول عدد ضئيل من الولايات المتأرجحة.

وما يعزز حجج بايدن في توجهه إلى الناخبين هو القائمة الملفتة من الانتصارات التشريعية التي حققها في السنتين الأخيرتين.

فالقوانين الكبرى التي أقرها الكونغرس ضخت قدرا تاريخيا من الأموال في تكنولوجيا الاقتصاد الأخضر وقطاع أشباه الموصلات، كما رصد ما لا يقل عن 550 مليار دولار لخطة واسعة لترميم البنى التحتية من طرقات وجسور وغيرها في البلد.

وقالت براينارد إن "نظرية تقطير الثروات بصورة تنازلية الموروثة من عهد ريغان أدت إلى انهيار مدن صناعية أميركية بسبب نقل الشركات مراكز إنتاجها والتخلي عن تطوير البنى التحتية بصورة طموحة".

في المقابل، فإن سياسة بايدن الصناعية تستخدم بحسب براينارد التمويل الحكومي كحافز لإحداث "فورة إنفاق في القطاع الخاص على تطوير النشاط التصنيعي".

ولفتت إلى التمويل لتوسيع شبكة الإنترنت عريض النطاق إلى كل زاوية من الولايات المتحدة، وهو مشروع يذكر على حد قولها ببرنامج مد الكهرباء الذي طبقه الرئيس فرانكلين روزفلت في ثلاثينيات القرن العشرين لتطوير البلد.

غير أن المشكلة التي يصطدم بها بايدن هي أن إنجازاته الاقتصادية لا تنعكس مكاسب سياسية لدى الناخبين.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الأميركيين قلما ينسبون إليه الفضل في تدني معدل البطالة وفي الازدهار الاقتصادي. فإن كان التضخم في تراجع بطيء إنما متواصل منذ 11 شهرا على التوالي، فإنه يبقى في طليعة هواجس الناخبين.

وقالت دالتون إن الأميركيين سينظرون إلى الوضع بصورة مختلفة حين تظهر أخيرا ثمار البرامج التي طبقها بايدن.

وأضافت "إننا نرى استثمارات خاصة تعود إلى البلد، نرى ملايين الوظائف المستحدثة. حان الوقت الآن مع كل هذه الإنجازات، ليحمل الرئيس هذه الرسالة إلى الشعب الأميركي ويؤكد أن هذا ما تحققه سياسة بايدنوميكس".

تجنب الركود

وتصاعدت الآمال في تحقيق الاقتصاد الأميركي هبوطاً ناعماً، يحميه من اضطرابات الدخول في ركود.

وقال مسؤول الاستراتيجيات لدى شركة إدارة الاستثمارات "كارسون غروب" ريان ديتريك، لمحطة "سي إن بي سي" الاقتصادية، أمس الثلاثاء، إنّ "كل ما كنا نسمعه هذا العام كان عن الركود المنتظر، لكن الحقيقة هي أنّ الاقتصاد الأميركي قوي، وكل قطعة بيانات تصدر تقلل من احتمالات حدوث الركود".

وعلى سبيل المثال بلغت أسعار المنازل في الولايات المتحدة ذروتها، في يونيو/ حزيران من العام الماضي، وانخفضت بشكل حاد مع بداية العام الجديد، إلا أنها تعافت بصورة واضحة، وفقاً لبيانات آخر ثلاثة أشهر تم الإعلان عنها أمس أيضاً.

ويُعتبر سوق العقارات وأسعار المنازل مؤشراً مهماً للاقتصاد الأميركي. فعندما تكون هناك زيادة في أسعار المنازل، يشير ذلك عادةً إلى ازدهار اقتصادي، حيث يتمتع المستهلكون بقدرة شرائية أعلى، ويتم تشجيع الاستثمار في العقارات.

وفي المقابل، فعندما تنخفض أسعار المنازل، فإن ذلك يشير عادةً إلى ركود اقتصادي، وضعف في الطلب على المنازل، وكل الصناعات المرتبطة بها.

وسيتحدث رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول أمام لجنة السياسة النقدية، اليوم الأربعاء الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش، قبيل منتدى البنك المركزي الأوروبي في سينترا بشأن البنوك.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون