يخطط الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤه لطرح خطط، السبت، لإنشاء ممر شحن يربط الهند بالشرق الأوسط، وفي نهاية المطاف بأوروبا، وهو تغيير محتمل لقواعد اللعبة في التجارة العالمية سيُعلَن في قمة مجموعة العشرين.
وانطلقت القمة الـ18 لمجموعة العشرين "G-20"، السبت، في العاصمة الهندية نيودلهي، تحت شعار "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد".
وقال جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس، إن مذكرة التفاهم المقترحة لممر الشحن والنقل بالسكك الحديدية ستشمل الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي ودولاً أخرى في مجموعة العشرين.
ويعتزم بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إعلان المشروع كجزء من الشراكة للاستثمار في البنية التحتية العالمية.
وضع فاينر ثلاثة مبررات كبيرة للمشروع، في اتصال مع الصحافيين، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس"، وقال أولاً إن الممر سيزيد الرخاء بين الدول المعنية من خلال زيادة تدفق الطاقة والاتصالات الرقمية.
وأضاف أنه، ثانياً، سيساعد في معالجة نقص البنية التحتية اللازمة للنمو في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وثالثاً، كما يقول فاينر، فإن ذلك يمكن أن يساعد في التغلب على "الاضطرابات وانعدام الأمن" القادمة من الشرق الأوسط.
وقال فاينر: "إننا نرى أن هذا يحظى بجاذبية كبيرة لدى الدول المعنية، وكذلك على المستوى العالمي، لأنه يتسم بالشفافية، ولأنه معيار عالٍ، ولأنه ليس قسرياً".
من جانبها، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين وصفتهم بالمطلعين على سير المحادثات، إنها قد تسفر أو لا تسفر عن نتيجة ملموسة قبل إعلانها على هامش الاجتماع المرتقب لقادة مجموعة العشرين.
وأوضح أحد المسؤولين أن المحادثات مستمرة منذ أشهر، لكنها لم تحقق تقدماً ملموساً.
وإلى جانب النتائج الدبلوماسية، يقول المسؤولون إنهم يأملون أن يؤدي مثل هذا الاتفاق بشأن البنية التحتية إلى تقليل فترات الشحن والتكاليف واستهلاك الديزل.
وتأتي المحادثات وفقاً لـ"رويترز" في وقت تسعى فيه إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي أوسع في الشرق الأوسط تعترف فيه السعودية بإسرائيل. وكان موقع أكسيوس أول من أشار إلى عقد هذه المحادثات.
وأشار الموقع ذاته إلى أن "المشروع يهدف إلى ربط الدول العربية بشبكة للسكك الحديدة، يمكن أن تمتد إلى إسرائيل في حال تطبيع العلاقات، ثم إلى أوروبا عبر الموانئ البحرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى روابط بحرية مع الهند".
ومن شأن ممر السكك الحديدية والشحن أن يعزز التجارة بين البلدين، بما في ذلك منتجات الطاقة. وقد يكون أيضاً أحد الحلول الأكثر طموحاً لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين، والتي سعت لربط المزيد من دول العالم باقتصاد ذلك البلد.
وأفادت مصادر أوروبية، وفقا لوكالة "فرانس برس"، بأن ذلك سيترافق مع إقامة منشآت للطاقة، خصوصاً لإنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر، فضلاً عن كابل بحري جديد لتعزيز الاتصالات ونقل البيانات.
ومن المقرّر أن يسلط رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل الضوء على الطبيعة "التاريخية" لما يمكن أن يكون "الربط الأكثر مباشرة حتى الآن بين الهند والخليج وأوروبا".
من جهته، قال مايكل كوغلمان، الخبير في شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، إنّه "إذا تحقّق ذلك، فإنّه سيغيّر قواعد اللعبة عبر تعزيز الروابط بين الهند والشرق الأوسط"، مضيفاً أنّ ذلك "يهدف إلى مواجهة مبادرة الحزام والطريق".
عضوية الاتحاد الأفريقي
وفي السياق، أفادت مسودة للإعلان الذي سيصدر عن قمة مجموعة العشرين بأن الاتحاد الأفريقي سيصبح عضواً دائماً في المجموعة خلال قمة المجموعة في نيودلهي.
وسيحصل الاتحاد الأفريقي، الذي يضم 55 دولة عضواً، على الوضع نفسه للاتحاد الأوروبي، التكتل الإقليمي الوحيد الذي يملك عضوية كاملة في مجموعة العشرين. ووضع الاتحاد الأوروبي الحالي هو "منظمة دولية مدعوة".
وورد في مسودة الإعلان: "نرحب بالاتحاد الأفريقي عضواً دائماً في مجموعة العشرين، ونؤمن بأن ضم الاتحاد الأفريقي إلى المجموعة سيسهم بشكل كبير في مواجهة التحديات العالمية في عصرنا".
وتشمل القضايا الأخرى التي يُتَّخَذ قرار بشأنها في القمة تقديم المزيد من القروض للدول النامية من قبل المؤسسات متعددة الأطراف، وإصلاح هيكل الديون الدولية، واللوائح المتعلقة بالعملات المشفرة وتأثير الجغرافيا السياسية في الأمن الغذائي والطاقة.
(أسوشييتد برس، رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)