باسيرو ديوماي فاي... رئيس شاب يعد السنغاليين بالسيادة الغذائية ومحاربة الفساد

09 ابريل 2024
باسيرو ديوماي فاي (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- باسيرو ديوماي فاي، الذي أصبح الرئيس الخامس للسنغال، انتخب بعد خروجه من السجن بعشرة أيام، معتبرًا فوزه تعبيرًا عن رغبة الشعب في الديمقراطية وسط الانقلابات الإقليمية، ومرشحًا للتغيير والوحدة الأفريقية اليسارية.
- شارك في تأسيس حزب الوطنيين الأفارقة وعمل في النقابة المستقلة لموظفي الضرائب، وتولى أمانة الحزب وأشرف على برنامج سونكو الانتخابي في 2019، واستمر في تحضير برنامجه الانتخابي من السجن رغم اعتقاله في 2023.
- برنامجه الرئاسي يركز على محاربة الفساد، توزيع الثروة، والسيادة الاقتصادية مع أولوية للسيادة الغذائية، ويخطط لتنويع مصادر الثروة وإعادة التفاوض حول الاتفاقيات النفطية والغازية ودعم إحداث عملة "إيكو" لتعزيز الاستقلال الاقتصادي والسياسي للسنغال.

قبل عشرة أيام من الانتخابات، التي كرسته رئيساً للسنغال، كان باسيرو ديوماي فاي، يقبع في السجن. وأدى خامس رئيس للسنغال منذ استقلالها في 1960، اليمين الدستورية يوم 2 إبريل/ نيسان الجاري، كي تختبر وعوده الاقتصادية.
وُصف فوز باسيرو ديوماي فاي البالغ من العمر 44 عاماً بالانتخابات الرئاسية بأنه جاء نتيجة تصويت "عاطفي" تمليه الرغبة في ترسيخ الديمقراطية في محيط إقليمي عانت فيه بلدان عدة الانقلابات في الأعوام الأخيرة.
عندما أدلى بصوته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعد عشرة أيام على خروجه من السجن الذي قضى فيه أحد عشر شهراً، عبّر عن أنه "مرشح تغيير النظام" و"الوحدة الأفريقية اليسارية".
لم يكن منذوراً لتولي هذا المنصب، فقد اختير من حزب الوطنيين الأفارقة بالسنغال من أجل العمل والأخلاق والأخوة "باستيف" الذي حُلّ في يوليو/ تموز الماضي، كي يخلف في سباق انتخابات الرئاسة، عثمان سونكو، الذي حرم من الترشح لأسباب قضائية.
ولد في منطقة ريفية بغرب السنغال، تحديداً في بلدة ندياجانياو الواقعة في مقاطعة مبور. حصل على دبلوم في القانون من جامعة الشيخ أنا ديوب بدكار، والتحق بالمدرسة الوطنية للإدارة، قبل أن يصبح مفتشاً في إدارة الضرائب، التي سيلتقي فيه مع عثمان سونكو، وبراما سولاي ديبوب، ووالي ديوف بوديانغ، ليساهم معهم في تأسيس "الوطنيون الأفارقة بالسنغال من أجل العمل والأخلاق والأخوة" في عام 2014.

اشتغل مع هؤلاء في النقابة المستقلة لموظفي الضرائب، التي أسسها عثمان سونكو، وهي النقابة التي تولى باسيرو ديوماي فاي أمانتها العامة إلى غاية 2022. وينسب إليه الإشراف على البرنامج الذي خاض على أساسه عثمان سونكو الانتخابات الرئاسية في 2019، حين احتل المركز الثالث.
في مارس/ آذار 2021 أعتقل سونكو بدعوى الإخلال بالنظام العام، كي يتولى باسيرو ديوماي فاي الأمانة العامة للحزب. وشرع اعتباراً من يونيو/ حزيران 2022 في إعداد برنامج الانتخابات الرئاسية، قبل أن يعتقل في إبريل/ نيسان 2023، بدعوى الإخلال بالاحترام الواجب للقضاء، وهي التهمة التي أضيفت إليها تهمتا المس بأمن الدولة والدعوة إلى التمرد.

غير أنه واصل من المعتقل بلورة برنامج الانتخابات الرئاسية لعام 2024، إذ واصل استقبال معاونيه.

في ذلك البرنامج يعد بمحاربة الفساد وتوزيع أفضل للثروة وضمان السيادة الاقتصادية وإصلاح النقد وتحقيق نوع من الإنصاف في العلاقات الدولية.
جعل السيادة الغذائية على رأس أولويات برنامجه الاقتصادية، فهو يريد القطع مع النموذج القائم على الاستيراد، إذ إنّ البلد يشتري من الخارج ما يحتاج إليه من الأرز والبصل والبطاطس، بما لذلك من تأثيرات على رصيد العملة الصعبة.

يُنتظر أن ينكبّ كذلك على ملف إحداث أقطاب للصناعة الغذائية، من أجل استغلال الموارد المحلية، بخاصة الثروة السمكية المهمة في البلد الغرب أفريقي، علماً أنّه يستهدف تنويع مصادر الثروة الخالقة لفرص العمل.

وسيكون على الرئيس الجديد التركيز أكثر على مشروع إنتاج النفط والغاز اعتباراً من العام الجاري، إلا أن مراقبين يرون أنه سيتم التوجه نحو إعادة التفاوض حول الاتفاقيات المبرمة في هذا المجال.

غير أنّ ملفاً حساساً سيكون من الأولويات التي ستحظى باهتمام الرئيس، ويتمثل في السعي إلى إعادة التفاوض حول المديونية، مع العمل على توفير موارد جبائية جديدة.

جعل السيادة الغذائية على رأس أولويات برنامجه الاقتصادية، فهو يريد القطع مع النموذج القائم على الاستيراد،

وسيُختبر الرئيس كثيراً عبر الموقف من الفرنك الفرنسي الذي يعتبر من مخلفات الاستعمار الفرنسي منذ 73 عاماً في بلدان غربي أفريقيا، إذ يُنتظر أن يؤيد مشروع إحداث عملة جديدة، اختير لها اسم "إيكو" وكان يفترض أن يسري العمل بها في تلك الدول ودول أفريقية أخرى في 2020.

يثير بعضهم مسألة حداثة سنّه وضعف تجربته في تدبير شؤون الدولة، غير أن مؤيديه يبنون آمالاً عريضة على الرئيس الجديد الذي بادر إلى نشر جرد بإيراداته وممتلكاته.

وهكذا يؤكد بعضهم أنهم يفضلون شخصاً لا يتمتع بتجربة كبيرة في الحكم، لكنّه متشبع بروح الوطنية والعمل للمصلحة العامة.

المساهمون