أظهر مسح، اليوم الثلاثاء، أن تعافي قطاع التجزئة في بريطانيا، والذي كان يعد نقطة مضيئة للاقتصاد المتضرر من فيروس كورونا، توقف الشهر الحالي بعدما سجل تحسنا على مدار عدة أشهر.
ونزل مسح اتحاد الصناعة البريطاني الشهري لمبيعات التجزئة إلى -23 في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو أقل مستوى منذ يونيو/ حزيران، بعدما سجل أعلى مستوى في 18 شهرا في سبتمبر/أيلول عند +11. وتوقع اقتصاديون في استطلاع أجرته رويترز قراءة عند +1. وتلت الأرقامَ مسوح أخرى في الأيام الأخيرة أظهرت تراجعا حادا لثقة المستهلكين الشهر الجاري، وسط موجة ثانية لجائحة كوفيد-19.
إذ أظهرت مسوح يوم الجمعة الماضي أن تعافي الاقتصاد البريطاني خسر المزيد من قوة الدفع هذا الشهر، حيث أضرت عودة جديدة لجائحة فيروس كورونا بقطاعي الضيافة والنقل وأدت إلى تراجع معنويات المستهلكين.
وانخفضت قراءة "أولية" مبكرة لمؤشر آي.إتش.إس ماركت/سي.آي.بي.إس لمديري المشتريات بالمملكة المتحدة، وهو مقياس لنمو القطاع الخاص، لأدنى مستوى في أربعة أشهر عند 52.9 في أكتوبر/ تشرين الأول من 56.5 في سبتمبر/ أيلول.
وبينما أظهرت بيانات رسمية، الجمعة، أن سبتمبر ختم فصلا قياسيا من نمو مبيعات التجزئة، حذرت شركة أبحاث السوق جي.إف.كيه من تراجع كبير في معنويات المستهلكين هذا الشهر في ظل تجدد تفشي فيروس كورونا.
وتشهد بريطانيا، أسوأ دولة أوروبية تأثرا بالجائحة، موجة ثانية الآن من الفيروس. وقالت آي.إتش.إس ماركت إن قطاعي الضيافة والنقل في بريطانيا كانا الأكثر تأثرا بتجدد إجراءات العزل العام في بعض أجزاء البلاد هذا الشهر.
وانكمش اقتصاد بريطانيا 20 بالمئة في الربع الثاني، وهو أكبر انخفاض لأي اقتصاد متقدم، وبدأ التعافي الأولي السريع يضعف بالفعل في أغسطس/ آب. وتجاوزت مبيعات التجزئة، وهي بقعة متألقة في التعافي البريطاني، مستوى ما قبل الجائحة في سبتمبر/ أيلول، إذ ارتفعت 1.5 بالمئة على أساس شهري لتفوق بكثير معظم التوقعات.
لكن من المستبعد أن يستمر هذا النمو القوي. وانخفض مؤشر جي.إف.كيه لثقة المستهلكين إلى -31 في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو أدنى مستوياته منذ أواخر مايو/ أيار، وجاء دون جميع التوقعات في استطلاع أجرته رويترز لآراء اقتصاديين.
وقال جو ستاتون، مدير جي.إف.كيه، "ثمة تهديد مقلق بتراجع مزدوج لثقة المستهلكين". وانخفض مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات، الذي يغطي القدر الأكبر من الاقتصاد، إلى 52.3 في أكتوبر/ تشرين الأول من 56.1 في سبتمبر/أيلول، وهو أقل مستوياته منذ يونيو/حزيران. ويشير المسح إلى فقدان كثيف للوظائف خلال الشهر.
(رويترز، العربي الجديد)