انخفاض أرباح أرامكو 3.4% في الربع الثاني من 2024

06 اغسطس 2024
أرامكو تتوقع أرباحاً بقيمة 124.2 مليار دولار في عام 2024، 12 مارس 2020 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تراجع أرباح أرامكو وتوزيعات الأرباح**: انخفضت أرباح أرامكو في الربع الثاني بنسبة 3.4% إلى 29.03 مليار دولار بسبب انخفاض مبيعات النفط وضعف هوامش التكرير، لكنها وزعت أرباحاً بقيمة 31.1 مليار دولار، وتتوقع توزيعات بقيمة 124.2 مليار دولار في 2024.

- **أرامكو ودورها في الاقتصاد السعودي**: أُدرجت أرامكو في البورصة السعودية في 2019 وتبلغ قيمتها السوقية 1.7 تريليون دولار، مما يجعلها الشركة الخامسة الأكثر قيمة في العالم، وتعد المصدر الرئيسي لتمويل "رؤية 2030".

- **توقعات نمو الطلب على النفط**: توقع رئيس أرامكو، أمين الناصر، نمو الطلب على النفط بين 1.6 و2 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من العام، مع توقعات بزيادة الطلب العالمي إلى 104.7 ملايين برميل يومياً في 2024.

أعلنت شركة أرامكو السعودية اليوم الثلاثاء، تراجع أرباح الربع الثاني 3.4% على خلفية انخفاض الكميات المبيعة من النفط الخام وضعف هوامش أرباح أعمال التكرير. وسجلت الشركة صافي دخل بلغ 109.01 مليارات ريال (29.03 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 يونيو/ حزيران متجاوزة متوسط ​​تقديرات 15 محللاً نشرته الشركة بأن يصل إلى 27.7 مليار دولار.

وأعلنت الشركة توزيعات أرباح بقيمة 31.1 مليار دولار عن الربع الثاني تشمل توزيعات أرباح مرتبطة بالأداء بقيمة 10.8 مليارات دولار. وقدمت  توزيعات الأرباح المرتبطة بالأداء العام الماضي، بالإضافة إلى توزيعات الأرباح الأساسية التي تُدفع بغضّ النظر عن النتائج، وهي ممارسة غير شائعة بين الشركات المدرجة.

وقالت أرامكو، اليوم الثلاثاء، إنها تتوقع إجمالي توزيعات أرباح بقيمة 124.2 مليار دولار في عام 2024، بما يتماشى تقريباً مع التوقعات السابقة البالغة 124.3 مليار دولار. وتمتلك الحكومة السعودية ما يقرب من 81.5% من أرامكو، وتعتمد كثيراً على مدفوعات الشركة التي تشمل الريع والضرائب. كذلك يمتلك صندوق الثروة السيادي السعودي 16% أخرى من الشركة، ويستفيد من توزيعات أرباحها أيضاً. 

وبلغت أرباح أرامكو في النصف الأول من عام 2024 نحو 56.3 مليار دولار، بانخفاض عن عام 2023، حيث بلغت نحو 61.9 مليار دولار، أي بتراجع نحو 5 مليارات دولار، وذلك بسبب ضعف أحجام المبيعات وسط مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، وبلغ إجمالي الإيرادات 220.7 مليار دولار في النصف الأول، ارتفاعاً من 218.6 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام السابق. وانخفضت أرباح الشركة السنوية الصافية بنسبة 24.7% في 2023 مقارنة بعام 2022 على وقع انخفاض أسعار النفط وتراجع الإنتاج.

وقال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر في بيان: "واصلت أرامكو السعودية تحقيق أداء مالي قوي مع أرباح وتدفقات نقدية قوية خلال النصف الأول من العام، ما انعكس بدوره على تقديم توزيعات أرباح أساسية مستدامة ومتزايدة". وأضاف: "واصلنا أيضًا خلق وتحقيق النمو والقيمة، ويدل على ذلك الإقبال الإيجابي من المستثمرين الذي حظي به طرح الحكومة العام الثانوي لأسهم أرامكو". ويبلغ إنتاج السعودية حاليًا ما يقارب 9 ملايين برميل يوميًا أي أقل من قدرتها الإنتاجية البالغة 12 مليون برميل يوميًا. 

أرامكو درة تاج الاقتصاد السعودي

أُدرِجَت أرامكو في البورصة السعودية في 2019 بعد أكبر عملية طرح عام أولي في العالم وصلت قيمته إلى 29.4 مليار دولار مقابل بيع 1.7% من أسهمها، فيما جمع طرح ثانوي هذا العام لنحو 1.7 مليار سهم 12.35 مليار دولار. وتبلغ القيمة السوقية لشركة أرامكو 1.7 تريليون دولار، ما يجعلها الشركة الخامسة الأكثر قيمة في العالم، بعد أبل، ومايكروسوفت، وإنفيديا، وألفابت التي تملك غوغل. في الوقت نفسه، انخفض سهم أرامكو بنحو الخمس خلال العام الماضي مع انخفاض أسعار النفط.

تجعل الموارد النفطية الهائلة التي تمتلكها السعودية، والتي تقع بالقرب من سطح صحرائها الممتدة، المملكة واحدة من أقل الأماكن تكلفة في العالم لإنتاج النفط الخام. وتُعِدّ أرامكو درة تاج الاقتصاد السعودي والمصدر الرئيسي لتمويل "رؤية 2030" خطة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الطموحة التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى إعداد المملكة الخليجية لمرحلة ما بعد النفط.

وتمول أرباح الشركة مشاريع رئيسية، بما في ذلك مدينة نيوم، المدينة المستقبلية العملاقة في شمال غرب السعودية التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، ومطار عملاق في الرياض ومشاريع سياحية وترفيهية كبرى. لكن انخفاض أسعار النفط دفع السعودية إلى النظر في تقليص بعض هذه الطموحات.

انهارت أسعار النفط الخام بسبب جائحة كوفيد-19، لكنها ارتفعت مرة أخرى عام 2022 على خلفية حرب روسيا على أوكرانيا، حيث وصلت إلى ما يقرب من 140 دولاراً للبرميل. أثار ذلك توترات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والسعودية، لكن الأسعار هبطت منذ ذلك الحين إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر بسبب المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي الأوسع.

وانخفض سعر خام برنت القياسي إلى نحو 77 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء بعد أن هبط مؤشر نيكي الياباني بنسبة 12.4% يوم الاثنين، في أسوأ انخفاض يومي له منذ عام 1987. شكل ذلك أحدث موجة بيع عالمية للأسهم بدأت في الأسبوع السابق. وأظهر تقرير صدر يوم الجمعة أن أرباب العمل في الولايات المتحدة تباطأوا في عمليات التوظيف في يوليو/ تموز بما يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين. وتعافى مؤشر نيكي صباح الثلاثاء، وتمكن من تعويض خسائره تقريبًا. 

انخفاض إنتاج النفط

وأفادت شركة "جدوى" للاستثمار، ومقرها الرياض، الأسبوع الماضي، بأنّ متوسط الإنتاج بلغ 8.8 ملايين برميل يوميًا في حزيران/يونيو. ويعود ذلك إلى سلسلة من قرارات خفض الإنتاج بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2022 عندما أعلن تحالف "أوبك+" للدول المصدّرة للنفط بقيادة السعودية وروسيا، خفض الإنتاج بمقدار نحو مليوني برميل يوميًا، في محاولة لدعم الأسعار.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

إضافة إلى ذلك، أعلنت الرياض في نيسان/إبريل 2023 خفضًا مقداره 500 ألف برميل يوميًا في إطار تحرك مشترك مع تحالف "أوبك بلاس" لخفض الإمدادات أكثر من مليون برميل يوميًا. وعقب اجتماع لتحالف "أوبك+" في حزيران/يونيو 2023، أعلنت الرياض خفضًا طوعيًا إضافيًا للإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا.

وذكرت شركة "جدوى" أنّ "الإنتاج سيبقى عند مستويات مماثلة حتى تشرين الأول/أكتوبر على الأقل"، حين سيسمح اتفاق أوبك+ الذي أُعلن في حزيران/يونيو من هذا العام بزيادات شهرية تدريجية". 

توقعات بنمو الطلب على النفط

في السياق، توقع الناصر اليوم الثلاثاء، نمو الطلب على النفط بين 1.6 مليون ومليوني برميل يوميا في النصف الثاني من هذا العام، مضيفا أن أساسيات السوق لا تدعم الانخفاض الحالي في أسعار النفط. ويتوقع الناصر، الذي يرأس شركة النفط الأعلى ربحية في العالم، أن يبلغ الطلب العالمي على النفط 104.7 ملايين برميل يوميا في عام 2024 مشيرا كذلك إلى توقعات بطلب يتجاوز 106 ملايين برميل يوميا في النصف الثاني من العام.

وجرى تداول خام برنت اليوم الثلاثاء، عند أدنى مستوى له منذ يناير /كانون الثاني. وقال متعاملون إن ذلك مدفوع بتوقعات بأن تباطؤ النمو الاقتصادي من شأنه أن يقلل الطلب حتى مع تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات بسبب التوتر في الشرق الأوسط.

وأوضح الناصر في مكالمة لإعلان نتائج الأعمال لشركة أرامكو: "في رأيي، أن السوق تبالغ في رد الفعل والأساسيات لا تدعم انخفاض الأسعار الذي نشهده اليوم". وأشار أيضا إلى أنه يتوقع زيادة الطلب في الصين في النصف الثاني من العام إلى 17.5 مليون برميل يوميا.

وقال الناصر: "أود أن أضيف أيضا أنه يبدو أن هناك مراجعة مستمرة للطلب في اتجاه تصاعدي من جانب عدد من المتنبئين والوكالات، وهو ما يجعل من الصعب اتخاذ قرارات استثمارية مستندة إلى بيانات إذ تظل المراجعات تحمل مفاجآت للسوق إلى حد ما". وأوضح الناصر أيضا أنه يتوقع أن تعمل الحكومات على دعم مخزونات الخام الاستراتيجية وأن هذا من شأنه أن يساهم بشكل أكبر في "الطلب الجيد على النفط خلال الأشهر القليلة المقبلة". ولم يحدد تلك الدول.

(الدولار= 3.75 ريالات) 

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون