انحدار معيشة اللاجئين السوريين في الأردن

23 مارس 2021
اللاجئون يعانون من مصاعب عديدة بسبب تراجع المساعدات (Getty)
+ الخط -

حذرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن ونشطاء في مجال دعم اللاجئين من انحدار الأوضاع المعيشية للاجئين السوريين في الأردن، بسبب جائحة كورونا وتداعياتها وتأخر تنفيذ خطط الدعم الموجهة لهم.

وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن إن الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين ما تزال قائمة مع تزايد الفقر الناتج عن جائحة كورونا، وهناك خطر متزايد من تأخر خطط التنمية، والتي مكنت اللاجئين من إعادة بناء حياتهم والمساهمة في الاقتصاد الأردني والمجتمعات التي يعتبرونها الآن وطنهم.

وأضافت المفوضية في تقرير لها بمناسبة مرور عشر سنوات على الأزمة السورية: "بينما يتطلع الأردن والعالم نحو التعافي الاجتماعي والاقتصادي من الجائحة تدعو الأمم المتحدة إلى إدراج اللاجئين في هذه الجهود".

يبلغ عدد السوريين في الأردن نحو 1.3 مليون شخص يعيش بعضهم في مخيمات أقيمت خصيصا لهم، والآخرون يتوزعون في المدن والقرى ومناطق البادية

ويبلغ عدد السوريين في الأردن حوالي 1.3 مليون شخص يعيش بعضهم في مخيمات أقيمت خصيصا لهم، والآخرون يتوزعون في المدن والقرى ومناطق البادية.

وقال زياد الصمادي، الذي يعمل متطوعا في مجال دعم اللاجئين السوريين، وتحديدا في منطقة المفرق التي تحوي مخيم الزعتري أكبر مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، لـ"العربي الجديد" إن الأوضاع المعيشية للاجئين السوريين في انحدار كبير بسبب الأعباء التي ترتبت عليهم في ظل جائحة كورونا، وتراجع حجم المساعدات الموجهة لهم وصعوبة الحصول على فرص عمل ولو جزئية بسبب تداعيات الجائحة.

وأضاف الصمادي أن المخاوف تتمحور حول مواصلة الأوضاع المعيشية للاجئين السوريين الانحدار أكثر خلال الفترة المقبلة، مع تراجع المساعدات والمتطلبات الإنسانية والحاجة الماسة لمزيد من النفقات لمواجهة الوباء، والتشغيل وتمكين اللاجئين في بعض المجالات الإنتاجية التي من الممكن إعانتهم على توفير الاحتياجات الأساسية ولو بالحد الأدنى.

وقال ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن، دومينيك بارتش: في حين أن الحل السياسي الذي سيسمح بعودة اللاجئين إلى سورية هو الهدف النهائي، لكن أثناء بقائهم في الأردن يجب علينا ضمان توفر فرص كافية للاجئين جنبًا إلى جنب مع الأردنيين حتى يكونوا أعضاء منتجين في المجتمع.
وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني، ناصر الشريدة، في تصريح مؤخرا أنه بهدف تسليط الضوء علي الجهود المبذولة من قبل الحكومة الأردنية لمجابهة تفشي وباء كورونا بين اللاجئين السوريين المقيمين داخل المخيمات وفي المجتمعات المستضيفة، تعمل وزارة التخطيط والتعاون الدولي بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة والجهات المانحة على تحديث خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية للفترة 2021-2023، وذلك لمراجعة الأولويات الوطنية في ظل انتشار وباء كورونا والحد من أثر استضافة اللاجئين السوريين ودعم المجتمعات المستضيفة.‬
وخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية تم إعدادها بجهد تشاركي بين ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة، ومنظمات الأمم المتحدة والدول المانحة والمنظمات غير الحكومية بحجم مقدر بحوالي 6.6 مليارات دولار.
وقالت المفوضية إنه وعلى مدار العام الماضي أظهر إدراج اللاجئين في برنامج الاستجابة الصحية والتطعيم الوطني الأردني لـ كورونا أنه إذا تم شمول الجميع، فيمكننا أن نصبح أقوى معًا وتشيد الأمم المتحدة بحكومة الأردن لكونها من أوائل الدول في العالم التي قامت بإعطاء اللقاح للاجئين، وأظهرت ريادة عالمية في استضافة اللاجئين.

الأوضاع المعيشية للاجئين السوريين في الأردن باتت أصعب من الماضي بسبب جائحة كورونا وتداعياتها، حيث فقدت أعداد كبيرة منهم فرص عملهم وتراجعت المعونات الإنسانية الدولية

وبمناسبة الذكرى العاشرة للثورة السورية، دعت الأمم المتحدة في الأردن، بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين واليونيسيف والأونروا ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة واليونسكو وبرنامج الأغذية العالمي، الحكومة الأردنية والمجتمع الدولي والشعب لمواصلة التضامن مع اللاجئين.

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي، حسام عايش، لـ"العربي الجديد" إن الأوضاع المعيشية للاجئين السوريين في الأردن باتت أصعب من الماضي بسبب جائحة كورونا وتداعياتها، حيث فقدت أعداد كبيرة منهم فرص عملهم وتراجعت في ذات الوقت المعونات الإنسانية الدولية المقدمة لهم.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وأضاف أن متطلبات الرعاية الصحية ارتفعت لدى اللاجئين، إضافة إلى تأثرهم كحال الأردنيين بإجراءات الحظر الشامل والجزئي وإغلاق العديد من القطاعات في إطار الإجراءات المتخذة للوقاية من وباء كورونا. وأكد عايش أن المجتمع الدولي عليه القيام بمسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين وزيادة مخصصات الدعم المقدمة لهم.

وأكد ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير للبرنامج في الأردن، ألبرتو كوريا مينديز، أن انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين هو الأعلى الآن منذ أن بدأت العائلات في القدوم من سورية قبل 10 سنوات وفقًا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي.

ويعاني ربع اللاجئين في جميع أنحاء الأردن من انعدام الأمن الغذائي و65% على حافة انعدام الأمن الغذائي، وهي زيادة كبيرة بسبب تفشي الوباء. وتشكل مساعدة برنامج الأغذية العالمي بالفعل 60% من إجمالي دخل الأسر.

المساهمون