انتقادات سويسرية لاذعة لصفقة "كريدي سويس": ذهب الزومبي ولكن وُلد وحش

20 مارس 2023
مخاوف كبيرة على الوظائف (Getty)
+ الخط -

استيقظت سويسرا على حقبة جديدة، اليوم الإثنين، بعد أن اكتسح بنك يو بي إس منافسه بنك كريدي سويس في عملية إنقاذ بوساطة حكومية أثرت على فخر البلاد طويل الأمد بخبرتها المصرفية. وقالت جمعية موظفي البنك إنها صُدمت بشدة من العواقب المحتملة للصفقة لإنقاذ بنك كريدي سويس البالغ من العمر 167 عاماً بعد تبخر ثقة العملاء والسوق بالمقرض.

في حزمة نظمها المنظمون السويسريون يوم الأحد، سيدفع "يو بي إس" ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.23 مليارات دولار) لـ"كريدي سويس"، ويتكبد خسائر تصل إلى 5.4 مليارات دولار. يقع المقر الرئيسي على بعد بضع دقائق فقط سيراً على الأقدام من بعضهما البعض، وليس بعيداً عن بحيرة زيورخ في وسط المدينة مع الجبال المغطاة بالثلوج في الأفق، وقد شكّل المقرضان ركائز التمويل العالمي لعقود.

يمتلك البنكان، وهما من أكثر البنوك أهمية في التمويل العالمي، أصولاً مجمعة تصل إلى 140% من الناتج المحلي الإجمالي لسويسرا، وفقاً للبنك المركزي، في بلد يعتمد بشكل كبير على التمويل لاقتصاده. وطالبت رابطة موظفي البنوك السويسرية، في بيان، من بنك يو بي إس، إبقاء تخفيضات الوظائف عند "الحد الأدنى المطلق".

وقالت في البيان إنّ "وظائف عدد كبير جداً من الموظفين معرضة للخطر"، مضيفة أنها على اتصال بالإدارة. ويؤكد البيان الشعور بعدم الارتياح في سويسرا، مع سمعتها كمركز مالي عالمي على المحك. وقال النائب عن حزب الخضر غيرهارد أندري، إنّ بنك كريدي سويس "شركة ملحوظة للغاية. هذا يضعنا في وضع صعب للغاية كدولة". وأعرب البعض عن مخاوفهم بشأن المركز المهيمن لبنك يو بي إس.

وقال أستاذ التاريخ الاقتصادي بجامعة زيورخ توبياس سترومان، إنه "من المدهش" أنّ السلطات لم تضع أحكاماً خاصة للتعامل مع المنافسة بين البنكين. كما صُدمت وسائل الإعلام السويسرية بالتطورات.

"ذهب الزومبي ولكن وُلد وحش"، هذا ما ورد في عنوان التعليق بصحيفة نويه "تسوريشر تسايتونغ". وكتبت الصحيفة في مقالها متهمة البنك بالغطرسة والفخر "قبل بضعة أشهر، لم يكن أحد يعتقد أنّ بنك كريدي سويس سيفشل. لكن هذا ليس مصادفة". وتابعت "بلغ حجم سوق الأسهم للبنك السويسري 100 مليار فرنك سويسري في عام 2007، منها 7 مليارات فرنك سويسري متبقية يوم الجمعة الماضي".

وأضافت "وبالتالي كان هناك تدمير هائل للقيمة، على أيدي المديرين الذين استخفوا بلا مبالاة بالمخاطر، وأعضاء مجلس الإدارة العاجزين الذين فشلوا في كثير من الأحيان في السيطرة على الأمور".

ووصفت صحيفة "تاغز أنزيغر" الأزمة بأنها "فضيحة تاريخية". وكتبت الصحيفة: "الحكومة الفيدرالية وهيئة الرقابة المالية والبنك الوطني سمحوا لأنفسهم بالتعرض للسرقة من قبل يو بي إس".

وأضافت الصحيفة، في مقال افتتاحي، محذرة من التخفيضات الوحشية للوظائف في المستقبل، "يتمتع البنك الضخم الجديد بالمزايا، دافعو الضرائب والعملاء والموظفون هم ضحايا".

ومع ذلك، كان الرئيس التنفيذي لبنك يو بي إس رالف هامرز، الذي سيقود الكيان المدمج الجديد كرئيس تنفيذي، واثقاً من أنّ بنكه كان على استعداد لتحدي إنجاح عملية الاستحواذ. وقال هامرز: "الاستحواذ يعني أننا نعيد الاستقرار والأمن للعملاء، لكننا أيضاً نحافظ على سمعة المركز المالي السويسري".

كانت البنوك السويسرية الأخرى تضع نفسها في ترتيب جديد في المشهد المصرفي في سويسرا، حيث يتراجع بنك كريدي سويس، الذي كان في السابق البنك الثاني الأكثر أهمية.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون