استمع إلى الملخص
- شعبة تجار البهارات والمكسرات تعمل مع الغرفة التجارية والصناعية في صنعاء لوضع حلول للمشكلات، فيما يشهد الإنفاق اليمني على البهارات ارتفاعًا يبرز أهمية تعزيز الإنتاج المحلي.
- البهارات تعد جزءًا أساسيًا من الثقافة الطهوية اليمنية وقطاع المطاعم يعتبر فرصة استثمارية واعدة، مما يؤكد على ضرورة حماية وتعزيز هذا القطاع من التحديات الحالية.
يشكو تجار البهارات والمكسرات في اليمن من تعرض بضائعهم وسلعهم المستوردة للتلف وتكبدهم خسائر كبيرة بسبب تأخير عملية شحنها وبقائها لفترة طويلة في الموانئ ومنافذ الاستيراد، خصوصاً في ميناء الحديدة شمال غربي اليمن.
تاجر البهارات، جمال أحمد، أكد لـ"العربي الجديد"، أن هناك مشكلة كبيرة ناتجة عن تأخير السلع المستوردة من قبل شركات الشحن وما يسببه ذلك من خسائر يتعرض لها القطاع الخاص، وما ينتج عن ذلك من تبعات تؤثر على المعروض منها في الأسواق.
وتدرس شعبة تجار البهارات والمكسرات في القطاع الخاص وضع مصفوفة بالإشكاليات التي يعاني منها قطاع البهارات والمكسرات والخطوات والحلول لتجاوزها بالتعاون مع الغرفة التجارية والصناعية المركزية بأمانة العاصمة صنعاء قبل عرضها على الجهات العامة المختصة.
تجار البهارات
من جانبه، تحدث تاجر البهارات والمكسرات، علي المفتي، لـ"العربي الجديد"، عن هذه الإشكالية الحاصلة في التأخير والتخزين والنقل التي تؤثر على جودة السلع وعملية تداولها في الأسواق، في ظل إجراءات رقابية مشددة تفرضها الجهات المختصة حول سلامة وصلاحية المنتجات المستوردة.
وتقدر آخر بيانات مسح ميزانية الأسرة في اليمن الصادرة قبل الحرب عن الجهاز المركزي للإحصاء إنفاق الأسر اليمنية على البهارات ومواد العطارة عامةً بنحو 90 مليار ريال سنوياً (الدولار ارتفع من 225 قبل الحرب إلى نحو 1700 ريال حالياً)، في حين يرجّح خبراء في جهاز الإحصاء الحكومي أن هناك زيادة تصل إلى ثلاثة أضعاف هذا الإنفاق السنوي.
يأتي ذلك، في الوقت الذي يحظى فيه المنتج الوطني باهتمام متصاعد خلال الفترة الماضية معززاً بحملات المقاطعة للسلع المستوردة من الدول المساندة والداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي مع استمرار عدوانها المتواصل ومجازرها في قطاع غزة.
الباحث الزراعي، بسام قاسم، قال لـ"العربي الجديد"، إن هناك هامش وإمكانيات كبيرة لزيادة المساحة والرقعة الزراعية من هذه السلع، في حال كان هناك اهتمام ودعم وتشجيع من السلطات الحكومية للمزارعين والمنتجين يدفعهم إلى التركيز على منتجات كهذه.
اليمنيون يقبلون على البهارات
ويعتمد اليمنيون كثيراً على البهارات في مأكولاتهم، بخاصة اللحوم بمختلف أنواعها. وبحسب رئيس نقابة الطهاة وعمال المطاعم في صنعاء، محمد عوفان، لـ"العربي الجديد"، فإن مختلف أصناف البهارات مهمة جداً في المطبخ اليمني عموماً، إذ يتفنن الطهاة في المطاعم، والأسر في المنازل في عملية استخدامها بتشكيلات ومقادير معينة في كثير من المأكولات بالأخص اللحوم والدواجن. يركز الطهاة والمطبخ اليمني في هذا الجانب على إعداد حساء اللحوم والدواجن الشهير باسم "المرق" المميز بنكهة البهارات والطعم الجذاب.
الباحث الزراعي، بسام قاسم، قال لـ"العربي الجديد"، إن هناك هامش وإمكانيات كبيرة لزيادة المساحة والرقعة الزراعية من هذه السلع
ويحظى قطاع المطاعم في اليمن بمزايا عديدة لجذب رؤوس الأموال باعتباره قطاعاً مجدياً للاستثمار مع تكون طبقة ثرية استهلاكية خلال سنوات الحرب في البلاد، تبحث عن الترفيه وسط غالبية سكانية طحنتها الحرب ونال منها الجوع والفقر والبطالة، ولا تجد ما تقتاته في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها اليمن.
وتعتبر مواد العطارة والبهارات أعمدة رئيسية في الأسواق اليمنية العتيقة والتاريخية في صنعاء وعدن وحضرموت وتعز ومختلف المدن اليمنية، ومن أهم الأركان الأساسية التي شكلت التجارة اليمنية على مر العصور.