أعلنت جمعية الصرافين بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (غير حكومية)، في وقت متأخر الأربعاء، إغلاق جميع محال الصرافة، عقب التدهور الكبير للعملة المحلية. وسجل الريال اليمني انهيارا تاريخيا أمام الدولار، فلأول مرة منذ بدء الحرب في البلاد، بلغ سعر الدولار الواحد خلال اليومين الماضيين 880 ريالًا.
ودعت، الجمعية في تعميم موجه لشبكات التحويل المالية المحلية، جميع مالكي شركات الصرافة ومؤسسات ومنشآت وشبكات القطاع المصرفي بعدن، إلى إغلاق محالها، بدءًا من اليوم الخميس.
وذكرت أن سبب قرار إغلاق جميع شركات الصرافة، هو "التدهور الكبير للعملة المحلية أمام الأجنبية، والذي بلغ رقمًا غير معهود، ولما تقتضيه المصلحة العامة".
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها جمعية الصرافين، إغلاق جميع محال الصرافة بعدن جراء التدهور الكبير للعملة المحلية، في ظل عجز الحكومة عن وضع حل للمعضلة التي تؤرق حياة معظم اليمنيين، وفقاً لوكالة الأناضول.
والثلاثاء، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن الريال اليمني فقد 250 بالمئة من قيمته منذ بدء الحرب.
ويشهد اليمن للعام السادس حربا عنيفة أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء، تحوي أكثر من نصف سكان البلاد.
جاء الهبوط الجديد بعد فشل البنك المركزي، التابع للحكومة اليمنية في عدن، بوقف الأزمة النقدية، رغم إجراء أربع عمليات مصارفة لمستوردي المشتقات النفطية خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتشديدات على شبكات التحويلات المحلية.
واتهمت مصادر مصرفية البنك المركزي بالعجز عن إدارة السياسة النقدية والتسبب في الانهيار الحاصل للعملة، التي فقدت أكثر من 100 ريال أمام الدولار منذ مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي.
وبدأت أزمة العملة تنعكس تراجعاً في القوة الشرائية في غالبية المحافظات اليمنية جراء ارتفاع أسعار السلع، وسط مخاوف من شبح مجاعة أكثر من أي وقت مضى.