الولايات المتحدة تسعى إلى مصادرة مليوني برميل نفط إيراني عبر القضاء

03 فبراير 2021
حاملة نفط إيرانية (فرانس برس)
+ الخط -

لجأت الولايات المتحدة إلى المحكمة، في محاولة لمصادرة مليوني برميل من النفط، تدعي أنها جاءت من إيران، حيث لا تظهر إدارة جو بايدن إشارات تذكر إلى اتخاذ موقف أكثر ليونة تجاه طهران.

رفعت وزارة العدل دعوى أمام محكمة محلية أميركية، سعت فيها إلى مصادرة الشحنة على ناقلة النفط اليونانية أكيلياس، بحسب بيان نقلته "بلومبيرغ" اليوم الأربعاء. تزعم الولايات المتحدة أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وفيلق القدس التابع للحرس الثوري شحنا النفط سراً إلى الخارج.

وقالت الوزارة إنهم "حاولوا إخفاء مصدر النفط باستخدام عمليات النقل من سفينة إلى أخرى، والوثائق المزورة، وغيرها من الوسائل، وقدموا بوليصة شحن مزورة لخداع مالكي سفينة أكيلياس".

وذكر البيان أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى إثبات مزاعمها بشأن نفط أكيلياس في إجراءات المحكمة. إذا فازت بالقضية، فقد ترسل عائدات النفط إلى صندوق حكومي لضحايا الإرهاب.

وقال وزير العدل الأميركي بالإنابة، مايكل آر شيروين، في البيان الذي نقلته "بلومبيرغ" الأميركية: "سيواصل مكتب المدعي العام الأميركي لمنطقة كولومبيا العمل مع شركائنا في إنفاذ القانون لوقف تدفق النفط غير المشروع من الحرس الثوري".

ويستخدم الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، وكلاهما تصنفهما الولايات المتحدة إرهابيَّين، أموال النفط لشراء أسلحة الدمار الشامل وتنفيذ انتهاكات حقوق الإنسان، وفقاً لوزارة العدل.

ذكرت شركة كابيتال شيب مانجمنت، المالكة لشركة أكيلياس، السلطات الأميركية باحتمال أنها نقلت دون علم الخام الإيراني، بعد أن اعتقدت في البداية أنها جاءت من العراق، حسبما ذكرت بلومبيرغ الشهر الماضي.

أمرت واشنطن السفينة التي ترفع علم ليبيريا بالإبحار إلى الولايات المتحدة قبل تولي بايدن السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني. والسفينة ناقلة خام كبيرة جداً، ويجري تحميلها بالكامل، وفقاً لوثائق الشحن. وهي متجهة إلى الولايات المتحدة وتبحر حالياً بالقرب من ساحل أميركا الجنوبية، وفقاً لبيانات التتبع التي جمعتها بلومبيرغ والتي أشارت إلى أن الجزء الأكبر من النفط الذي يُشحَن من إيران ينتهي به الأمر في الصين. 

وكشف وزير النفط الإيراني، بيجن نامدار زنغنه، الأسبوع الماضي، أن بلاده "حققت أعلى رقم قياسي في صادرات المنتجات النفطية خلال فترة العقوبات"، غير أنه لم يكشف عن حجمها.

وأضاف زنغنه أن سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في تصفير الصادرات النفطية الإيرانية "قد فشلت"، مشيراً إلى زيادة مطّردة في الصادرات النفطية الإيرانية خلال الفترة الأخيرة.

وكانت الإدارة الأميركية قد فرضت عقوبات على النفط الإيراني، بعد انسحابها من الاتفاق النووي يوم 8 مايو/ أيار 2018، ثم شددتها عبر فرض حظر تام على الصادرات النفطية الإيرانية، اعتباراً من 2 مايو/ أيار 2019، بهدف تصفير هذه الصادرات ومنع الدول من مواصلة شراء النفط من إيران.

وتحت عنوان "إيران عصيّة على الحظر النفطي"، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا"، في تقرير لها في سبتمبر/ أيلول الماضي، أن زيادة صادرات إيران من النفط وبلوغها نحو 1.5 مليون برميل يومياً، مؤشر على قدرة إيران على استمرار صادراتها في ظل الحظر الأميركي القاسي على هذا القطاع.

وحول استخدام ما يعرف بـ"سفن الشبح" لتصدير النفط، نقلت "إرنا" عن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه قوله إن "صادرات النفط حق قانوني لإيران، وإنها تستخدم أي طريق لصادراته، ولن تستسلم أمام العقوبات". وأشار زنغنه إلى الانفراج في صادرات النفط من خلال اعتماد طرق جديدة، مؤكداً "عدم استسلام إيران للحظر".

واحتجزت إيران ناقلة نفط كورية جنوبية الشهر الماضي في مضيق هرمز وسط خلاف بشأن مبيعات نفط بقيمة 7 مليارات دولار تقول إنها محاصرة في الدولة الآسيوية بسبب العقوبات. أُطلِق سراح أعضاء الطاقم هذا الأسبوع، لكن السفينة لم تُطلَق. وتضغط طهران على سيول للإفراج عن الأموال من البنوك الكورية الجنوبية.

المساهمون