يستكمل الوفد القضائي الأوروبي جلسات الاستجواب في قصر العدل ببيروت التي تشمل اليوم الخميس، ماريان الحويك، مساعدة حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، والمستشارة التنفيذية الممتازة له، والتي حضرت في ساعات الصباح للمثول أمام القضاء وسط إجراءات أمنية مشددة.
وترتكز التحقيقات الأوروبية التي تشمل بالدرجة الأولى فرنسا، ألمانيا ولوكسمبورغ، على العلاقة بين البنك المركزي اللبناني وشركة "فوري أسوشييتس" المسجلة في الجزر العذراء ولها مكتب في بيروت، ويملكها رجا سلامة، شقيق حاكم مصرف لبنان، وسط شبهات جدية بأنها شركة صورية استخدمت لتحويل أموال من لبنان إلى دول أوروبية، تزيد على 330 مليون دولار، يزعم اختلاسها من البنك المركزي من خلال عقد منح للشركة المذكورة، ونيلها عمولات غير مشروعة من بنوك محلية.
📌ماريان الحويك تحت التحقيق الآن
— Mounir Younés/ منير يونس (@Mouniryouniss) April 27, 2023
📌من موظفة صغيرة
📌الى مستشارة "ممتازة لرياض سلامة
📌الى ثرية صاحبة ممتلكات في لبنان وأوروبا وشركة مطاعم..
📌قدّر القضاء الفرنسي ثروتها في ٢٠١١
📌بنحو ١٤ مليون يورو
📌لبنان يا قطعة سما ! pic.twitter.com/UlfCiHIxNq
واستأنف الوفد القضائي الأوروبي أول من أمس الثلاثاء تحقيقاته بملف حاكم البنك المركزي والشبهات الواسعة التي تدور حول ثروته وارتكابه جملة جرائم مالية، وذلك في إطار المرحلة الثالثة، على أن تنتهي مهمته في بيروت في 5 مايو/أيار المقبل.
وفي الجلستين اللتين كانتا مخصصتين لاستجواب رجا سلامة، يومي الثلاثاء والأربعاء، تغيب شقيق حاكم البنك المركزي عنهما، بعدما تقدم وكيله القانوني بمعذرة طبية، تفيد بوضع صحي لموكله يحول دون حضوره الجلسات، وقد يتطلب تحسّنه وفق التقرير الطبي، أيام عدة، تتخطى مدة وجود الوفد الأوروبي في لبنان، ما يشي بأنه قد لا يمثل أمامه، علماً أن رجا يعد عنصرا أساسيا ومحوريا بالتحقيقات الأوروبية التي ترتكز على شركته "فوري".
في السياق، تتجه الأنظار إلى يوم غد الجمعة، حيث حدد الوفد القضائي جلسة للاستماع إلى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل (محسوب سياسياً على حركة أمل برئاسة نبيه بري)، بصفته السابقة أي يوم كان يتولى منصب مدير العمليات المالية في مصرف لبنان وليس بصفة سياسية، وتشير كل التوقعات إلى أن الخليل لن يحضر الجلسة غداً، وسط نصائح سياسية تعطى له ولا سيما من قبل رئيس البرلمان نبيه بري، بعدم المثول.
وقال مصدر قضائي في لبنان متابع للتحقيقات الأوروبية لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تقدماً على صعيد التحقيق الذي يقوم به القضاة الأوروبيون، علماً أن الأسئلة الأساس كانت موجهة إلى رجا سلامة، وهم قد يأخذون تغيبه ضدّه، ما قد تترتب عليه نتائج لاحقاً عند مغادرة الوفد لبنان"، مشيراً إلى أن "كل الاحتمالات مفتوحة في هذا الملف، وعلى صعيد لوائح الاتهام التي قد تصدر عن القضاء الأوروبي، فهناك أدلة ووثائق بيدهم، سيبنى عليها".
وبدأت جولة المحققين الأوروبيين الأولى في يناير/كانون الثاني الماضي، وشملت نواباً سابقين لحاكم مصرف لبنان، وموظفين ماليين وكبار المصرفيين، وشخصيات سياسية مالية، أبرزهم الوزيران السابقان مروان خير الدين وريا الحسن.
واستكمل الوفد الأوروبي تحقيقاته في منتصف مارس/آذار الماضي، حيث مثل رياض سلامة للمرة الأولى أمام القضاء، وخضع لجلستي استماع، وأجاب عن أكثر من 200 سؤال أوروبي، تولى طرحها عليه قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة شربل أبو سمرا، المسؤول عن ملف حاكم البنك المركزي أمام القضاء اللبناني، مع الإشارة إلى أن سلامة مطلوب الشهر المقبل للمثول أمام القضاء الفرنسي في باريس.
ومن أبرز المطلوبين إلى التحقيق في إطار المرحلة الثالثة، إلى جانب رجا سلامة، والخليل، والحويك، رجا أبو عسلي، الذي شغل منصب مدير التنظيم والتطوير في مصرف لبنان، وليد نقفور من شركة "أرنست أند يونغ"، ندى معلوف من شركة "ديلويت"، وهما ضمن الشركات التي تدقق في حسابات مصرف لبنان.