واصلت الأسهم الأميركية انتعاشتها في تعاملات الجمعة، مدفوعة بتباطؤ التوظيفات الجديدة وارتفاع معدل البطالة، ليضيف مؤشر داو جونز 222 نقطة، فيما اعتبر أفضل أسابيع الأسهم الأميركية هذا العام.
وبنهاية تعاملات آخر أيام الأسبوع، مثلت نقاط الارتفاع للمؤشر الأشهر في العالم نسبة 0.66% من قيمته عند بداية اليوم، وارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.94%، بينما وصل الارتفاع في مؤشر ناسداك، الأكثر تأثراً بتوقعات سعر الفائدة، إلى نسبة 1.38%.
وحققت الأسهم مكاسب أسبوعية كبيرة، مع تزايد أمل المستثمرين في انتهاء حملة رفع أسعار الفائدة التي قام بها بنك الاحتياط الفيدرالي، على مدار ما يقرب من عشرين شهراً. وارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 5.07% في أفضل أسبوع له منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، وارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 5.85%، وربح مؤشر ناسداك 6.61%. وكان هذا أفضل أسبوع لكلا المؤشرين منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
واستفادت الأسهم اليوم الجمعة من بيانات الوظائف الجديدة، التي تم الإعلان عنها قبل بدء تعاملات يوم الجمعة، والتي أظهرت تباطؤ نمو الوظائف غير الزراعية في أميركا بوتيرة فاقت التوقعات، في أكتوبر/ تشرين الأول، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 3.9%، وهما أمران طالما أكد البنك الفيدرالي ضرورة تحققهما، للتمكن من القضاء على معدل التضخم المرتفع في البلاد.
ودعم الأسهم خلال الأسبوع المنتهي أيضاً قرار البنك الفيدرالي بالإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير، عند نطاق مستهدف بين 5.25% - 5.5%، على خلفية تراجع التضخم، رغم تأكيد البنك أنه لا يزال أعلى بكثير من هدف البنك المركزي.
وفي أوروبا، سجل مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية أكبر مكاسب أسبوعية له منذ مارس/آذار، اليوم الجمعة، مدعوما بأسهم العقارات الحساسة لأسعار الفائدة، في وقت ظهرت إشارات إلى انتهاء التشديد النقدي في الاقتصادات الكبرى.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.2%، مدعوما أيضا بأرباح تبعث على التفاؤل، وعلامات على تباطؤ التضخم، وانخفاض عوائد السندات السيادية في منطقة اليورو، مع زيادة الرهانات على خفض أسعار الفائدة في 2024. وارتفع المؤشر 3.4% خلال الأسبوع.
وقال جايلز كوجلان كبير محللي السوق في شركة "جي.سي.إف.إكس ليمتد" إن "هناك تفاؤلا حذرا بأن هذه هي نهاية رفع أسعار الفائدة، لكن هذا السرد سابق لأوانه، لأننا بحاجة إلى معرفة كيف ستكون البيانات خلال الفترة القادمة". وأضاف كوجلان أن الأمر كله يعتمد على مسار التضخم.
وشهدت الأسهم العقارية أكبر مكاسب أسبوعية منذ عام 2008 على الأقل، مع صعودها 12.2%، بالتزامن مع انخفاض العوائد في أوروبا وحول العالم.
وأنهت أسعار النفط تعاملات آخر أيام الأسبوع منخفضة أكثر من 2%، مع انحسار المخاوف بشأن الإمدادات الناجمة عن التوترات في الشرق الأوسط، في حين أظهرت بيانات الوظائف بعض الدلائل على تراجع الطلب على النفط، خلال الفترة القادمة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.92 دولار، أو 2.3%، إلى 84.89 دولارا للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.95 دولار، أو 2.4%، إلى 80.51 دولارا للبرميل. وانخفض كلا الخامين القياسيين أكثر من 6% خلال الأسبوع.