- توقعات بأن تصبح الهند أكبر مصدر لنمو الطلب العالمي على النفط حتى عام 2023، ومن المتوقع أن تنافس الصين على مكانة المحرك الأول للطلب العالمي بحلول 2030.
- النمو الاقتصادي والسكاني، التوسع الحضري، والتصنيع في الهند يسهم في زيادة استهلاك النفط، مما يعزز مكانتها في أسواق الطاقة العالمية ويؤثر على موازينها التجارية النفطية وأهداف أمن الطاقة.
أبدت الهند انزعاجها من الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط الخام. وقال وزير النفط الهندي بانكاج جاين، اليوم الأربعاء، إن ارتفاع أسعار النفط الخام يمثل مصدر قلق لثالث أكبر مستورد للخام في العالم، مضيفاً، في إحدى الفعاليات الصناعية، أن أي زيادة في الأسعار ستسبب قلقاً وانزعاجاً لبلاده كدولة مستهلكة، في إشارة إلى "العلاوة الجيوسياسية" في أسعار النفط الخام.
وتابع الوزير جاين، رداً على سؤال عمّا إذا كانت هناك حاجة لزيادة أسعار الوقود بالتجزئة، بأنه إذا استمر ارتفاع أسعار النفط لمدة شهر إضافي، فإن شركات تسويق النفط ستتخذ قراراً مناسباً. ويأتي هذا التصريح اللافت في الوقت الذي تتجه الهند لمنافسة الصين ودول صناعية كبرى على الطلب العالمي على النفط ومشتقات الطاقة، أو حتى التفوق عليها بنهاية العقد الجاري، وسط نمو اقتصادي وسكاني سريع.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير متخصص حول مستقبل أسواق النفط، أن تصبح الهند أكبر مصدر منفرد لنمو الطلب العالمي على البترول في السنوات المقبلة حتى عام 2023. وحسب التقرير المتخصص الصادر في فبراير/ شباط الماضي، فإن الهند ستنافس الصين على مكانة المحرك الأول للطلب العالمي بسوق النفط بحلول عام 2030.
في الصدد ذاته، قال كيسوكي ساداموري، مدير أسواق الطاقة والأمن في وكالة الطاقة الدولية، إن النمو في الهند على الطلب النفطي سيتجاوز نظيره في الصين في عام 2027. وقال إن الطلب على النفط في الهند سيرتفع من 5.48 ملايين برميل يومياً في عام 2023 إلى 6.64 ملايين برميل يومياً في عام 2030.
وأظهرت بيانات جمركية، الجمعة الماضي، أن واردات الصين السنوية من النفط الخام بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق في 2023، عند 11.44 مليون برميل في ديسمبر/ كانون الأول 2023. ووفق التقرير، فإنه مع النمو الديمغرافي، تسير الهند على الطريق الصحيح لتحقيق زيادة في الطلب على النفط بنسبة 100% أو ما يقرب من 1.2 مليون برميل يومياً خلال الفترة المتوقعة، وهو ما يمثل أكثر من ثلث المكاسب العالمية المتوقعة للطلب على النفط البالغة 3.2 ملايين برميل يومياً.
يذكر أن أزمة الطاقة العالمية جعلت من أمن النفط أولوية سياسية رئيسية في البلدان الصناعية بالعالم، بعد الحرب الروسية في أوكرانيا والعقوبات الغربية على الطاقة الروسية. وتعتمد الهند كثيراً على واردات النفط لتلبية احتياجاتها من الإمدادات. وأوضح تقرير وكالة الطاقة الدولية أن الهند أصبحت أكبر مصدر لنمو الطلب العالمي على النفط منذ العام الماضي، وقد يتواصل ذلك حتى عام 2030. ويحدث ذلك في حين يتباطأ النمو في الاقتصادات المتقدمة والصين.
ويرى التقرير أن التوسع الاقتصادي السريع، إلى جانب النمو السكاني الديناميكي، والتوسع الحضري، والتصنيع، سترفع من استهلاك النفط في الهند، ويقود تلقائياً إلى حدوث زيادة سريعة في دور الهند في أسواق النفط العالمية بحلول عام 2030، مع ما يترتب عن ذلك من آثار كبيرة على موازينها التجارية النفطية وطموحاتها المناخية وأهداف أمن الطاقة.
يذكر أن نمو الطبقة الوسطى في الهند يسير بوتيرة أسرع من الصين، وهو ما يعني زيادة استهلاك الوقود. ومع تسارع تحولات الطاقة وتحول الاقتصاد الصيني نحو مرحلة أقل استهلاكاً للطاقة، ستتولى الهند مكانتها كأكبر مصدر لنمو الطلب على النفط في العالم خلال العقد الجاري.