الهند: مزارعون يبدأون إضراباً عن الطعام رفضاً لحكومة مودي .. والسلطات تقطع الإنترنت

30 يناير 2021
اقتحم عشرات الآلاف من المزارعين على متن جرارات وعلى الأقدام القلعة الحمراء (Getty)
+ الخط -

بدأ مزارعون هنود وقادتهم، الذين يتزعمون احتجاجات لأكثر من شهرين ضد قوانين الزراعة الجديدة، إضراباً عن الطعام اليوم السبت، موجهين غضبهم تجاه رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحكومته.

بينما شددت الشرطة الهندية السبت التدابير الأمنية في محيط مخيمات اعتصام عشرات الآلاف من المزارعين الغاضبين، كما قطعت السلطات الإنترنت عن معظم المخيّمات.

وقالت وزارة الداخلية الهندية اليوم السبت، وفقا لوكالة "رويترز" إنه تم تعليق خدمات الإنترنت حتى الساعة 11 مساء الأحد (17.30 بتوقيت غرينتش) في ثلاثة مواقع تشهد مظاهرات على مشارف نيودلهي "حفاظا على السلامة العامة".
وكثيرا ما تقطع السلطات الهندية خدمات الإنترنت عندما ترى احتمالية وقوع اضطرابات، وإن كانت هذه الخطوة غير معتادة في العاصمة.
وقال قادة المزارعين، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس" إن الإضراب عن الطعام، الذي يتزامن مع ذكرى وفاة زعيم الاستقلال الهندي المهاتما غاندي، سيعيد تأكيد الطبيعة السلمية للاحتجاجات.
وأدانوا "الطريقة التي تنشر بها الحكومة الأكاذيب وأعمال العنف المخطط لها".
وقال مسؤولو نقابات المزارعين، وفقاً لوكالة "فرانس برس" إن التشريع سيمنح التكتلات الهندية السيطرة على قطاع الزراعة، الحجر الأساس للاقتصاد، وينهي الأسعار المضمونة لمعظم المنتجات الزراعية.
ويطالب المزارعون بسحب القوانين التي أقرها البرلمان في سبتمبر/ أيلول الماضي. ويقولون إن الهيئة التشريعية تفضل المؤسسات الكبيرة، وتدمر أرباح العديد من المزارعين وتتخلى عن أصحاب الأراضي الصغيرة.
وقال بهاجوانت سينغ، وهو مزارع يبلغ 53 عاماً: "عندما لا يبقى لدينا أي أرض، وعندما لا نتمكن من زراعة أي محاصيل، فإننا سنموت على أي حال".
وتابع: "على الأقل إذا متنا هنا احتجاجاً سنكون شهداء. سنقاتل ونموت من أجل حقوق شعب هذا البلد".
وقال المزارع الثلاثيني سوكديف سينغ: "لن نتزحزح من هنا حتى تُلغى القوانين، حتى لو استغرق ذلك يوماً أو شهراً أو سنة أو 10 سنوات".
كانت الاحتجاجات المستمرة منذ فترة طويلة سلمية إلى حد كبير، لكن العنف اندلع الثلاثاء الماضي، الذي وافق اليوم الجمهوري للهند، عندما اقتحم عشرات الآلاف من المزارعين على متن جرارات وعلى الأقدام القلعة الحمراء التي تعود للقرن السابع عشر الميلادي.

وصف مودي وقادته القوانين بأنها ضرورية لتحديث الزراعة الهندية. لكن المزارعين تعهدوا بالبقاء في مواقع الاحتجاج حتى تُلغى تلك القوانين.
المعارضة تؤيد المزارعين
وقاطعت أحزاب المعارضة الهندية يوم افتتاح جلسة البرلمان أمس الجمعة، تضامناً مع المزارعين المنخرطين في مواجهة استمرت شهرين بسبب قوانين زراعية جديدة ترفض الحكومة إلغاءها.
وقال بيان لحزب المؤتمر إن 16 حزباً معارضاً قاطعوا خطاب الرئيس أمام البرلمان "تضامناً كاملاً مع الفلاحين الثائرين الذين تحاول حكومة مودي التشهير بهم".
وانكمش اقتصاد الهند بنسبة 7.7٪ في السنة المالية 2020-2021، متأثراً بوباء فيروس كورونا، وفقاً لتقرير صدر يوم الجمعة.
قدمت وزيرة المالية نيرمالا سيترامان التقرير إلى البرلمان يوم الجمعة. وستقدم الميزانية الوطنية لعام 2021-22 يوم الاثنين.
وقالت الحكومة إن اقتصاد البلاد سيستغرق عامين للعودة إلى مستويات النمو التي كان يشهدها قبل جائحة فيروس كورونا.
وأضافت الحكومة: "بشكل عام، الهند قطعت شوطاً في طريق التعافي السريع لمستويات ما قبل الجائحة وما يتخطاها". وأشارت الحكومة إلى أن حملة تحصين جماعي جارية بشكل جيد في البلاد.
(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون