النيجيرية إيويالا: فيتو أميركي يعرقل فوزها بقيادة منظمة التجارة العالمية

02 نوفمبر 2020
نجوزي أوكونجو إيويالا (ريكاردو سافي/Getty)
+ الخط -

اقتُرح اسم نجوزي أوكونجو إيويالا ""Ngozi Okonjo-Iweal النيجيرية، البالغة من العمر 66 عاما، يوم الأربعاء الماضي، من أجل تولي أمر منظمة التجارة العالمية. ذلك اقتراح جاء ثمرة مشاورات بين أعضاء المنظمة، والتي خلصت إلى أن النيجيرية هي المرشحة التي تتوفر على حظوظ كبيرة، غير أن الولايات المتحدة الأميركية كان لها رأي آخر، حيث تميل إلى اختيار الكورية الجنوبية ميونغ هي.
وأوضح المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية، كيث روكويل، أن سبعا وعشرين بعثة شاركت في المناقشات خلال الاجتماع غير الرسمي، حيث عبروا عن دعم قوي لاختيار المسؤولة النيجيرية، باستثناء بعثة واحدة.
وحظيت النيجيرية بدعم اللجنة الأوروبية ومجمل بلدان الاتحاد الأوروبي و79 عضوا في المنظمة، غير أن الولايات المتحدة اعتبرت أن الكورية الجنوبية، يو ميونغ، لها حظوظ قوية كي تخلف البرازيلي، روبرتو أزيفيدو، الذي غادر المنظمة في أغسطس/آب، في ظل أزمة اقتصادية عالمية كرستها الجائحة.
ويعتبر البعض أن المرشحة النيجيرية تتمتع بخبرة كبيرة، فهي تستند على تكوين أكاديمي متين، إذ درست في جامعات أميركية مثل هارفارد، ثم معهد ماساشوسيتس، قبل أن تعمل لمدة عشرين عاما في البنك الدولي، الذي تولت فيه القروض للبلدان الفقيرة، وهي المهمة التي توجد في صلب أنشطة المؤسسة المالية الدولية.
ويعترف لها عندما كانت وزيرة للمالية ببلدها، بعملها بين 2003 و2006 على التفاوض من أجل إلغاء ثلاثة أرباع من المديونية البالغة 30 مليار دولار، حيث ساعدت بلدانا في تحقيق أدنى نسبة للدين قياسا بالناتج الإجمالي المحلي في القارة السمراء، كما سجلت تقارير صحفية.

ويستحضر من انكبوا على سيرتها أنها يمكن في ظل الظرفية المتسمة بانتشار الجائحة، أن تكون مساهمتها مفيدة، على اعتبار أنها ترأس التحالف الدولي من أجل تطوير اللقاح.
غير أن هناك من يرى أنها عندما كانت وزيرة للمالية في بلدها لم يحالفها النجاح في محاربة الفساد رغم الإصلاحات التي انخرطت فيها من أجل الشفافية، وواصلت المليارات من الدولارات الاختفاء من خزينة الدولة.
وتبرر الولايات المتحدة رفض تكريس الاقتصادية النيجيرية، بكونها لا تتوفر على تجربة كافية فيما يتصل بالتجارة الدولية، معتبرة أن المنظمة تحتاج لإصلاحات عميقة، يجب أن تتولاها شخصية لها إلمام بخبايا التجارة العالمية.
ويتصور مراقبون أن تأييد الولايات المتحدة لترشيح الكورية الجنوبية، مرده إلى النزاع التجاري الذي تواجه فيه الصين، حيث تعتقد أنه بما أن كوريا الجنوبية حليفة للولايات المتحدة ولها خلافات مع الصين، يمكن أن تكون أفضل معبر عن مصالحها في المنظمة.
ولوحت الولايات المتحدة بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية، وعمدت إلى تجميد محكمة الاستئناف التابعة لهيئة تسوية النزاعات في المنظمة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، مطالبة بحذف الصين من لائحة البلدان ذات الاقتصادات النامية.

وهناك تصور يذهب إلى أن إدارة ترامب تسعى إلى زعزعة المنظمة التي لم تكف عن كيل الانتقادات لها.
وقد عبرت نجوزي أوكونجو إيويالا، عن أسفها للجمود الذي دخلت فيه منظمة التجارة العالمية، بينما العالم في حاجة لمثل هذه المؤسسة في فترة متسمة بتفشي الجائحة، مؤكدة أن المنظمة لها دور حاسم في تسهيل الولوج للقاح ضد فيروس كورونا.
وتتصور أنه في الوقت الذي يواجه العالم الجائحة تبقى المنظمة مكتوفة الأيدي، مشددة على أن صحة الناس هي ضمن انشغالات المنظمة التي يمكنها أن تساهم عبر احترام قواعد الملكية الفكرية، توفير تراخيص من أجل إنتاج الأدوية في حالة الجائحة.
سيكون تكريس ممثلة لأفريقيا رسالة قوية، خاصة أن المنظمة "لم تسهل دخول القارة السمراء في المنافسة العالمية"، كما يؤكد على ذلك الاقتصادي المنحدر من غينيا بيساو، كارلوس لوبيز، في تصريح شهر سبتمبر/أيلول الماضي لـ"لوموند" الفرنسية"، إذ يشدد على الأهمية التي توليها المنظمة للأنشطة المحمية بحقوق الملكية الفكرية، ما يخدم البلدان الغربية على حساب البلدان التي تتوفر على المواد الأولية وإن كانت استراتيجية مثل أفريقيا.
ويمكن للمنظمة أن تبحث عن حل ثالث في حال عدم التوصل إلى المفاضلة بين المرشحتين النيجيرية والكورية الجنوبية. فقد عمدت المنظمة قبل أحد عشر عاما، عندما تعذّر تكريس أحد المرشحين، إلى تولي كل منهما منصب المدير العام لولاية تصل مدتها إلى ثلاثة أعوام.

المساهمون