ارتفع النفط إلى مستويات قياسية حيث واصل المشترون تجنب الخام الروسي بعد غزو أوكرانيا، بينما تبذل أوبك + التي تضم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاءها وعلى رأسهم روسيا، قصارى جهدها لتجاهل الحرب التي بدأها أحد أعضائها الرئيسيين.
ووصل الخام الأميركي إلى 114.99 دولاراً للبرميل صباح اليوم الخميس، وهو أعلى مستوى في 14 عاماً. فيما ارتفعت أسعار برنت لشهر مايو/ أيار إلى 119.30 دولاراً للبرميل في أعلى مستوى منذ مايو/ أيار 2012. وصعدت العقود الآجلة للبنزين في نايمكس إلى 3.4551 دولارات للغالون، وهو أعلى مستوى منذ 2011.
وأثار الغزو مخاوف بشأن الإمدادات عبر أسواق السلع من الطاقة إلى الحبوب، مما دفع المستهلكين بما في ذلك الصين إلى البحث عن المواد الخام في العالم.
يواصل المشترون تجنب الخام الروسي أثناء محاولتهم التغلب على العقوبات المالية المفروضة على روسيا، ويراهن التجار على استمرار الأسعار في الارتفاع.
قال مندوبون من "أوبك" لوكالة "بلومبيرغ" إن المجموعة تمسكت بزيادة الإنتاج البالغة 400 ألف برميل يوميًا والتي كان من المقرر إجراؤها في أبريل/ نيسان واختتمت اجتماعًا يوم الأربعاء في وقت قياسي بلغ 13 دقيقة فقط.
وقالوا إن وزير الطاقة المكسيكي روسيو ناهلي حاول إثارة موضوع روسيا، لكن أعضاء آخرين في التحالف بقيادة السعودية انتقلوا بسرعة إلى مسائل أخرى دون أي نقاش.
وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن أمن الطاقة العالمي يتعرض للتهديد وأن الإفراج الطارئ المزمع لاحتياطيات النفط الخام من قبل الولايات المتحدة وغيرها لم يفعل الكثير لتهدئة مخاوف السوق.
وامتنعت الولايات المتحدة وحلفاؤها حتى الآن عن فرض عقوبات على صادرات الخام الروسية بسبب مخاوف بشأن تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على المستهلكين، لكن كيم كوانغراي، كبير محللي السلع في شركة سامسونغ فيوتشرز إنك أكد أن "هناك مخاوف حقيقية من حدوث ضغوط في العرض، إذا تدهور الوضع في أوكرانيا، فإننا نتطلع إلى ارتفاع آخر."
قالت إدارة بايدن يوم الأربعاء إنها تسعى لتقويض مكانة روسيا كمنتج رئيسي للنفط والغاز الطبيعي من خلال تقييد صادرات التكنولوجيا المتعلقة بقطاع الطاقة.
كما تعهدت شركات النفط العالمية الكبرى، بما في ذلك برتيش بيتروليوم وشل وإيكسون موبيل بالخروج من روسيا.
من جهة أخرى، ارتفعت الأسهم الآسيوية الخميس غداة تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول الذي أعلن أن رفع أسعار الفائدة تدريجيا لمكافحة التضخم أمر ممكن على الرغم من ارتفاع أسعار النفط مع استمرار النزاع في أوكرانيا الذي يسبب اضطرابا في أسواق الطاقة.
وفتحت بورصة طوكيو للأوراق المالية الخميس على ارتفاع. وسجل مؤشر نيكاي ارتفاعا نسبته 0,88 بالمئة بينما كسب مؤشر توبيكس الأوسع 1,15 بالمئة.
كما بدأت البورصات الصينية جلساتها على ارتفاع نسبته 0,34 بالمئة في شنغهاي، و0,36 بالمئة في شينزين.
وشكل الغزو الروسي لجارتها ضربة للأصول في جميع المجالات بسبب حالة عدم اليقين. إلا أن تصريحات باول بشأن خططه لتشديد السياسة النقدية الأربعاء أثارت بعض الأمل.
وقال باول لأعضاء الكونغرس إنه يؤيد وتيرة معتدلة في ارتفاع الأسعار. وأضاف أنه إذا تبين أن التضخم أكبر "فسنكون مستعدين للعمل بشكل أقوى عبر رفع أسعار الفائدة أكثر من 25 نقطة أساس (0,25 نقطة مئوية) في اجتماع أو اجتماعات لاحقة" خلال العام الجاري.
وتتراوح معدلات الفائدة الأساسية منذ آذار/مارس 2020 بين 0 بالمئة و0,25 بالمئة.
وأكد باول قناعته بقدرة الاحتياطي الفدرالي على "تسوية هادئة" للمشكلة، أي السيطرة على التضخم الأميركي "بدون التسبب بانكماش".
وكانت أسواق الأسهم تخشى منذ أشهر أن يرفع الاحتياطي الفدرالي الأميركي أسعار الفائدة الأساسية للحد من التضخم الأميركي الذي يبلغ أعلى مستوى له منذ أربعين عاما. لكنها توقعت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أسبوع بأن تكون الزيادة معتدلة.
كذلك، سجلت أسعار أسهم تويوتا ارتفاعا نسبته 1,91 بالمئة لتبلغ 2077,5 ينا على الرغم من إعلان المجموعة اليابانية تعليق إنتاجها ووارداتها من روسيا إلى أجل غير مسمى بسبب اضطرابات في سلسلة التوريد المحلية مرتبطة بالنزاع الروسي الأوكراني والعقوبات الدولية ضد موسكو.
لكن الأسواق الروسية تبقى هامشية للمجموعة التي عادت في 2020 إلى المرتبة الأولى بين شركات صناعة السيارات في العالم.
أما على صعيد العملات والنفط، فقد استقر سعر الين الذي انخفض بشدة مقابل الدولار الأربعاء وبلغ صباح الخميس 115,54 ينا للدولار مقابل 115,52 ينا في اليوم السابق.
وبلغ سعر اليورو مقابل الدولار 1,1102 دولار مقابل 1,1119 دولار الأربعاء.