- المخاوف من رد إيراني على هجوم إسرائيلي وتوقعات بعدم تصعيد كبير يحافظ على ارتفاع أسعار النفط، رغم زيادة المخزونات الأمريكية وتقلبات في توقعات نمو الطلب العالمي.
- أوبك+ تنفذ تخفيضات إنتاج لدعم السوق، مع توقعات متباينة لنمو الطلب على النفط واستمرار الارتفاع في العقدين المقبلين، مما يشير إلى استمرار التقلبات في سوق النفط.
ارتفعت أسعار النفط 2% اليوم الجمعة لتقترب من تسجيل مكاسب أسبوعية متواضعة في ظل تصاعد التوتر الذي يزيد من مخاطر تعطل الإمدادات في المنطقة المنتجة للنفط، لتعوض بذلك تأثير توقعات متناقصة بتخفيض الفائدة الأميركية هذا العام. وبحلول الساعة 1340 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.19 دولار، بما يعادل 2.44%، إلى 91.93 دولاراً للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.42 دولار، أو 2.85%، إلى 87.44 دولاراً.
ومع أخذ الارتفاع الحاد اليوم الجمعة في الحسبان، يكون كلا الخامين في طريقهما لتسجيل مكاسب ضئيلة على أساس أسبوعي، إذ أنهى كلٌّ منهما جلسة الجمعة الماضية عند 91.17 دولاراً و86.91 دولاراً على الترتيب. وأسهمت المخاوف من رد إيراني محتمل على هجوم شنّته طائرات حربية إسرائيلية على السفارة الإيرانية في دمشق بداية الشهر الجاري في دعم أسعار النفط التي اقتربت من أعلى مستوى في ستة أشهر هذا الأسبوع، على الرغم من عوامل مثبطة مثل زيادة المخزونات الأميركية.
وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تتوقع هجوماً من جانب إيران على إسرائيل، لكنه لن يكون كبيراً بما يكفي لجرّ واشنطن إلى الحرب. وقالت مصادر إيرانية إن طهران أشارت إلى رد يهدف إلى تجنب تصعيد كبير. وذكر محللون في "آي إن جي" أنهم يتوقعون انحسار ارتفاع النفط ما لم يكن هناك مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط، أو انقطاع في الإمدادات.
وقلصت الأسعار مكاسبها لفترة وجيزة بعد أن خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 لتبلغ 1.2 مليون برميل يومياً، إلا أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعت أمس الخميس أن يسجل النمو مليون برميل يومياً أعلى من توقعات الوكالة، وهو ما دعّم الأسعار. ومحت مكاسب اليوم الجمعة بعض الخسائر المسجلة في الجلسة السابقة التي هيمنت عليها المخاوف حيال التضخم الأميركي، مما قلل الآمال في خفض أسعار الفائدة في يونيو/ حزيران.
وتشهد التوقعات المتعلقة بحجم نمو الطلب على الوقود خلال العام الحالي تبايناً أكبر من المعتاد، ويرجع ذلك جزئياً إلى اختلافات حول وتيرة تحول العالم إلى وقود أنظف. وقالت شركة فيتول لتجارة الطاقة هذا الأسبوع إن الطلب سيرتفع 1.9 مليون برميل يومياً هذا العام، وهو ما لا يختلف كثيراً عن تقديرات أوبك، في حين خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها للنمو إلى 950 ألف برميل يومياً. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، التي تمثل الدول الصناعية وترجح أن يصل الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2030، زيادة تبلغ 1.33 مليون برميل يومياً، فيما تعتقد أوبك أنّ الطلب على النفط سيستمر في الارتفاع خلال العقدين المقبلين ولم تتوقع ذروة محددة.
ونفذ تحالف أوبك+ سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق. وبدأ سريان الخفض الجديد بواقع 2.2 مليون برميل يومياً للربع الأول في يناير/ كانون الثاني قبل تمديده لاحقاً إلى الربع الثاني من العام.
(رويترز، العربي الجديد)