النفط الكندي يقلق مصافي أميركا لهذا السبب

22 اغسطس 2024
مصفاة صنكور في إقليم ألبرتا الكندي، 12 سبتمبر 2021 (أرتر ويداك/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المصافي الأميركية قلقة من سياسة النفط الكندي الجديدة التي قد تعطل سلسلة التوريد، رغم انخفاض أسعار الديزل في الولايات المتحدة.
- كندا تقترح وضع حد أقصى للانبعاثات في صناعة النفط والغاز، مما قد يقلل الإنتاج ويرفع تكاليف التشغيل، ويؤثر على إمدادات النفط الخام الكندي للولايات المتحدة.
- كندا تلعب دوراً حاسماً في توريد النفط الخام الثقيل للمصافي الأميركية، خاصة في مناطق جبال روكي والغرب الأوسط، وتوفر أكثر من 3.8 ملايين برميل يومياً.

قال تقرير حديث في نشرة "أويل برايس" المتخصصة إن المصافي الأميركية قلقة من سياسة النفط الكندي التي يمكن أن تعطل سلسلة التوريد، رغم أن أسعار الديزل تراجعت إلى أدنى مستوياتها في الولايات المتحدة. يأتي ذلك بعدما كان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد اقترح، قبل أيام، وضع حد أقصى للانبعاثات في صناعة النفط والغاز، لمواءمة سياسات كندا البيئية مع التزاماتها المناخية.

ومن المتوقع أن يؤدي هذا الحد إلى التقليل من الإنتاج ورفع تكاليف التشغيل لمنتجي النفط الكندي المحليين. ويشير تقرير لشركة ديلويت الأميركية لتدقيق الحسابات، إلى أن وضع سقف أعلى للإنتاج، يمكن أن يؤثر على العرض الإجمالي للخامات المصدرة للولايات المتحدة.
وتقدّر إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إجمالي طاقة تكرير النفط في أميركا عند 18.4 مليون برميل يومياً. وتملك الولايات المتحدة أكبر طاقة تكريرية في العالم، وشكل النفط الخام الكندي 24% من إجمالي إنتاج مصافيها في العام الماضي، وهو ضروري لأمن الطاقة في البلاد، وفق مراقبين.

يُذكر أن الولايات المتحدة تضع النفط الكندي ضمن استراتيجية أمن الطاقة، وبالتالي فإن أي انخفاض لإنتاج الخامات الكندية الثقيلة سيكون له تأثير مباشر على إمدادات المصافي الأميركية، خاصة تلك التي تعمل بالخامات الثقيلة. ويقدر احتياطي النفط في كندا بنحو 172 مليار برميل اعتبارا من بداية عام 2015. يشمل هذا الرقم احتياطيات الرمال النفطية التي تقدّرها الجهات التنظيمية الحكومية بأنها قابلة للإنتاج اقتصاديا بالأسعار الحالية باستخدام التكنولوجيا المتوفرة حاليا.

ووفق تقرير "أويل برايس"، تلعب كندا دورا حاسما في توريد النفط الخام إلى الولايات المتحدة، خاصة لمصافي التكرير في مناطق جبال روكي والغرب الأوسط. ويقول "في الواقع، تم تجهيز العديد من المصافي الأميركية خصيصا لمعالجة النفط الثقيل الموجود في الرمال النفطية في كندا".

وتستمر المصافي في هذه المناطق المحددة، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، في معالجة الدرجات الثقيلة من النفط الخام، والتي أصبحت أقل انتشارا في مناطق أخرى، بسبب الاتجاه نحو معالجة الخام الخفيف. ويتجلى هذا الاعتماد في بيانات استيراد النفط الخام، حيث تتصدر كندا باستمرار قائمة الموردين الأميركيين، وتوفر أكثر من 3.8 ملايين برميل يوميا، وفقاً لبيانات تقييم الأثر البيئي السنوية.

وبصرف النظر عن كندا، فإن مورّدي النفط الخام الثقيل الآخرين هم فنزويلا والبرازيل والعراق. ومع ذلك، فإن التحديات الجيوسياسية واللوجستية تجعل هذه المصادر أقل موثوقية. وتواجه فنزويلا عقوبات وتحديات تتعلق بالبنية التحتية، في حين تعاني البرازيل والعراق من تقلب معدلات الإنتاج وقدرات التصدير. وبالتالي، فإن إمدادات النفط المستقرة والآمنة سياسياً في كندا تعد أمرا بالغ الأهمية لمصافي التكرير الأميركية.

تجدر الإشارة إلى أن خام غرب تكساس تراجع في تداولات أمس الأربعاء، بنسبة 0.33 في عقود أكتوبر/تشرين الأول إلى 74.04 دولارا. ولكن أسعار خام برنت حافظت على مستوياتها فوق 77 دولارا.

المساهمون