النفط الإيراني... بايدن حائر والصين والهند ترفعان الواردات

22 مارس 2021
حقول النفط الإيرانية تنتظر قرار فك الحظر (فرانس برس)
+ الخط -

بينما لم تعلن إدارة الرئيس الأميركي جوزيف بايدن بعد عن سياسة واضحة تجاه الحظر الأميركي على إيران، تواصل الشركات الإيرانية زيادة صادراتها النفطية إلى الصين والهند، بينما تسعى لإقناع كوريا الجنوبية بفك تجميد أموالها من مبيعات النفط البالغة قيمتها مليار دولار.

وتمنح حكومة طهران، التي تعاني من ضائقة مالية وسط محاصرة كورونا، خفضاً كبيراً في خاماتها لشركات المصافي الصينية والهندية التي باتت منزعجة من ارتفاع سعر الخامات المستوردة من دول الخليج في أعقاب ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 70 دولاراً لخام برنت.
وتجدّ شركات المصافي الآسيوية منذ أشهر في البحث عن خامات رخيصة في أفريقيا وأميركا الجنوبية، في وقت واصلت أسعار الخام الارتفاع، ويهدد ارتفاعها دورة الانتعاش المرتقبة بعد جائحة كورونا.
وحسب صحيفة "إنديا تايمز"، طلبت الحكومة الهندية، التي تستورد نحو 84% من احتياجاتها النفطية من الخارج، من المصافي الحكومية تقليل واردات النفط من دول الخليج في الأسبوع الماضي، التي تغذيها بنحو 60% من احتياجاتها. وتأمل المصافي الهندية السماح لها باستيراد الخامات الإيرانية الرخيصة، ولكن يبدو أن

إدارة الرئيس بايدن حائرة حتى الآن في التعامل مع إيران.
في هذا الشأن، توقع مسؤول مجلس الأمن القومي الأميركي السابق ريتشارد غولدبيرغ، في تعليقات لنشرة "أن بي آر" الأميركية، أن تواصل إدارة بايدن الاحتفاظ بالحظر على النفط الإيراني كأداة ضغط على إيران للوصول إلى الأهداف التي ترجوها من إعادة التفاوض.
ويرى غولدبيرغ أن الحظر الذي طبقه الرئيس السابق دونالد ترامب كان فعالاً، وأن "على إدارة بايدن عدم التسرع في التساهل مع إيران"، ولكن في المقابل، فإن بايدن يرغب في إعادة التفاوض حول الحظر الإيراني، وربما منح حكومة حسن روحاني نافذة قبل بدء إعادة التفاوض.
وحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإن إدارة بايدن حذرت الصين من استيراد النفط الإيراني "قائلة إنها لن تغمض عينيها تجاه تزايد واردات الشركات الصينية من النفط الإيراني". وأوضحت إدارة بايدن لمسؤولين صينيين أن "الحظر على إيران لا يزال قائماً".
وحسب نشرة "أويل برايس" الأميركية، فإن شحنات النفط الإيراني، التي استوردتها الصين، بلغت نحو 478 ألف برميل يومياً خلال شهر فبراير/ شباط الماضي.
من جانبها، توقعت شركة "كيبلر" الأميركية، التي ترصد شحنات النفط العالمية، أن تبلغ شحنات النفط الإيرانية إلى الصين نحو مليون برميل يومياً في شهر مارس/ آذار الجاري.
وفي ذات الشأن، ذكرت شركة "بترولوجيستك"، التي يوجد مقرها في مدينة جنيف السويسرية وتراقب حركة الحاويات النفطية، أن شحنات النفط الإيراني في يناير/ كانون الثاني ارتفعت إلى أكثر من 600 ألف برميل يومياً.
على الصعيد الداخلي، تواصل الحكومة الإيرانية التوسع في منصات التصدير النفطي. وحسب وكالة فارس الإيرانية، تم الانتهاء من تركيب أول رصيف عائم لتصدير النفط في ميناء جاسك جنوب شرقي إيران، وبدأت عملية تدشينه بطاقة تصديرية قدرها مليون برميل نفط يومياً.
وأعلن المشرف على إنجاز مشروع مرفأ جاسك لتصدير النفط وحيد مالكي عن إكمال تصنيع أول خط لنقل وشحن النفط الخام من هذا المرفأ التصديري.
وقال: إن أول رصيف عائم تصديري بطاقة 7 آلاف متر مكعب في الساعة (SPM) من النفط الخام الخفيف والثقيل، بالإضافة إلى المكثفات الغازية، تم تركيبه في منطقة جبل مبارك بمحافظة هرمزكان /جنوب شرق/ ودخل مرحلة التدشين.

وأضاف: إن وزن هذا الرصيف يبلغ نحو 800 طن، وتم تصنيعه من قبل شركة هندسة وبناء المنشآت البحرية، ويوفر إمكانية تصدير النفط الخام والمكثفات الغازية ورسو الناقلات من فئة VLCC، أي الناقلات النفطية العملاقة.

واشار إلى القرار الاستراتيجي للحكومة القائم على تشييد مرفأ نفطي على سواحل مكران /جنوب شرق/ بهدف رفع الطاقة وتنويع محطات تصدير النفط الخام والمكثفات الغازية في البلاد، موضحاً أن النشاطات الهندسية وتأمين السلع وتنفيذ المشاريع قد بدأت منذ بداية العام الجاري (العام الإيراني يبدأ في 21 مارس/آذار)، كما تم تسجيل أرقام قياسية طيبة في مجال التصنيع المحلي.

المساهمون