كشف مصدر في وزارة النقل السورية، أن حكومة بشار الأسد طرحت مشروعات قطاع الطيران المدني على المستثمرين، في محاولة جديدة لإعادة إحياء القطاع الذي تكبد خسائر فادحة خلال السنوات العشر الماضية.
وقال المصدر إن الحكومة طرحت الاستثمار في هذا القطاع خلال ملتقى الاستثمار السياحي الذي اختتم أعماله في دمشق، يوم السبت الماضي، بينما لم يكن الأمر مدرجا ضمن المشروعات الـ25 المعلنة من قبل الحكومة بشأن أجندة الملتقى.
في الأثناء، نقل موقع "أثر برس" من دمشق، عن رجل الأعمال العماني محمد بن صالح الخالدي، قوله إنه يعتزم الدخول باستثمارات ضخمة في سورية، أحدها بقطاع الطيران، كاشفاً عن تأسيس شركة طيران "إيست ويست إيرلاينز" وسيجري تفعيلها العام المقبل من خلال طائرتين "سيجري تسليمها قريباً لسورية للحصول على الترخيص المطلوب"، وستكون وجهتهما الدول العربية والاتحاد الأوروبي.
ووفق الخالدي فإنه التقى وزير النقل في الحكومة السورية "لبحث العقبات التي تواجه مشروع الطيران" إضافة إلى مشروعات سياحية أخرى" جرى بحثها مع وزارة السياحة.
بدوره، قال المسؤول السابق في وزارة النقل جمال علي، في اتصال مع "العربي الجديد" إن حكومة بشار الأسد تسعى مجدداً لإغراء المستثمرين العرب والأجانب بالعمل في قطاع الطيران المدني، وذلك بعد "فشل ثماني شركات مرخصة في الإقلاع" منذ عام 2008، في إشارة إلى العمل في هذا القطاع الحيوي.
وأشار علي، إلى أن وزارة التجارة السورية تقوم بإغراء الشركات من خلال المجالات التي تتيحها للعمل في الطيران المدني منها "تنفيذ جميع الأعمال والخدمات المتعلقة بالنقل الجوي للركاب والبضائع وامتلاك وشراء وإيجار واستثمار الطائرات، وتنظيم الرحلات الجوية وخدماتها والخدمات الأرضية، وأخذ الوكالات عن شركات الطيران، وفتح فروع داخل وخارج سورية".
وأضاف علي: "رغم هذه الإغراءات لم تعمل على الأرض، سوى شركتي أجنحة الشام وفلاي داماس بطائرات مستأجرة أحياناً إلى جانب مؤسسة الطيران السورية الحكومية".
ويعاني قطاع النقل الجوي في سورية من خسائر متلاحقة منذ عام 2012، إذ لم تتجاوز عائدات القطاع خلال النصف الأول من العام الجاري، بحسب تصريح سابق لمدير الطيران المدني في دمشق، باسم منصور، 16 مليار ليرة.
ووفق منصور فإن الخسائر الإجمالية للقطاع خلال سنوات الحرب بلغت 480 مليون دولار، فضلاً عن الخسائر جراء القصف الإسرائيلي لمطار دمشق الدولي في يونيو/حزيران الماضي، التي قدرها بنحو 300 مليون دولار تمثل الأضرار التي لحقت بمنشآت وأجهزة الملاحة والرادارات.