ارتفع سعر السكر في مناطق سيطرة النظام السوري بشكل يومي، حاله حال جميع المواد الغذائية الأساسية، وسط غياب الحلول من حكومة النظام التي لجأت إلى إعطاء المواطنين دروساً في فوائد التقليل من استخدام السكر بكميات كبيرة، وخصوصاً السكر الأبيض.
وقال التاجر محمود، من دمشق، إن سعر كيلو السكر اليوم تجاوز 13500 ليرة سورية، وبالجملة بلغ سكر الكيس (50 كلغ) حوالى 650 ألف ليرة، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن السعر يزداد كل يوم مع انخفاض قيمة الليرة وثبات الأجور الحكومية أو في القطاع الخاص، دون وجود حلول في الأفق.
وفي السويداء، قال تاجر آخر لـ"العربي الجديد"، فضّل عدم ذكر اسمه، إن سعر كيلو المفرق بلغ 12500 ليرة، وسعر الجملة 600 ألف ليرة.
وذكر التاجر أن الإقبال على السكر "ليس كعادته، خصوصاً في هذه الأيام من العام، حيث يتوجه الناس إلى صناعة المربيات من محاصيل الفواكه الصيفية، مثل التين والمشمش والباذنجان وغيرها".
وذكرت مصادر من مناطق سيطرة النظام أن "أسباب ارتفاع سعر السكر لا تتعلق فقط بقيمة الليرة وسعر الصرف، إنما هناك أسباب كثيرة، منها الاستيراد والاحتكار وغياب الرقابة، وتراجع زراعة الشمندر السكري بسبب قلة الدعم من الدولة، فضلاً عن انخفاض إنتاج معامل السكر، وخصوصاً في معمل حمص، منذ سنوات نتيجة تضرر آلاته وقدمها".
وفي ظل غياب الحلول الواضحة لمواجهة الانهيار الاقتصادي لدى حكومة النظام السوري، بدأت الأخيرة خلال شهر يوليو/تموز الفائت بتنظيم ندوات توعية في المراكز الصحية التابعة لها عن "مخاطر الإفراط في تناول السكر الأبيض" على الجسم.
وقالت مصادر إعلام النظام السوري إن وزارة الصحة في حكومة النظام نظمت منذ بداية الشهر الجاري عدة ندوات في المناطق الخاضعة للنظام، آخرها كان في الحسكة ودير الزور، تحت عنوان "سكر أقل صحة أكثر".
وتتمحور الندوة حول المخاطر التي يسببها تناول السكر بكميات كبيرة، وما يسببه من أمراض للجسم، أبرزها "داء السكري" وأمراض القلب والعين والكلى والجهاز العصبي.
وبحسب وسائل إعلام النظام أيضاً، شملت الحملة أخيراً الحسكة والقامشلي ومنطقة أبو الظهور في ريف إدلب الشرقي ومدينة حماة، وأشرفت عليها وزارة الصحة بالتعاون مع "الأمانة السورية للتنمية" التابعة لأسماء الأسد، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وترافقت الحملة على الأرض مع دعاية على المنصات الرسمية أو التابعة للنظام، وتفاعلت وسائل إعلام النظام معها بشكل واسع.