طرحت وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري، اليوم الأربعاء، جواز سفر للمواطنين المستعجلين داخل سورية، يصدر خلال يوم واحد بتكلفة تصل إلى 100 ألف ليرة سورية (نحو 30 دولارا)، بينما تبلغ رسوم الحصول على جواز السفر العادي حاليا 13 ألف ليرة سورية (حوالي 3.71 دولارات).
وقالت الوزارة، في تعميم صدر عنها، إن "القرار جاء لتلبية رغبة المواطنين، حيث يمكن إصدار الجواز الفوري بعد دفع رسوم 100 ألف ليرة من دون الحاجة إلى حجز دور على المنصة الإلكترونية، واستلام الجواز خلال يوم واحد".
كما أعلنت وزارة خارجية النظام، الأربعاء، عن بدء استقبال معاملات المواطنين المقيمين خارج سورية الراغبين بالحصول على جواز سفر بعد توقف دام عدة أشهر بسبب نفاد الورق الخاص بالجوازات.
وأوضحت الوزارة أن إنجاز المعاملات سيجري إلكترونيا لدى المركز القنصلي الإلكتروني، اعتبارا من غد الخميس.
وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية السورية والمغتربين، فإن السعر العادي لرسوم منح أو تجديد جواز أو وثيقة سفر للسوريين ومن في حكمهم، الموجودين خارج سورية، بشكل فوري 800 دولار، و300 دولار ضمن نظام الدور العادي.
في السياق ذاته، أقرت وزارة الداخلية بحكومة النظام السوري، الأربعاء، تعميم خدمة حجز دور إلكتروني للحصول على جواز سفر على عموم المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام، بعد أن بدأت بتجربتها قبل أيام في محافظتي دمشق وريفها.
وقالت الوزارة إن نافذة "حجز دور" عبر موقعها الرسمي أصبحت متاحة في جميع المحافظات، ويستطيع المواطنون عبرها تسجيل طلباتهم للحصول على طلبات جواز السفر العادية والمستعجلة، والاستعلام عن طلباتهم.
ومنذ يوليو/تموز الماضي، شهدت إدارة الهجرة والجوازات وفروعها في جميع المحافظات ازدحاما شديدا لأجل الحصول على جوازات سفر، ولم تقتصر الأزمة على داخل سورية فقط، بل واجهت القنصليات خارج سورية الأزمة ذاتها.
وحول أبعاد قرار النظام بطرح نظام جواز سفر للمستعجل، رأى الخبير الاقتصادي عبدالله شلبي، في حديث لموقع "العربي الجديد"، أن "هذا الإجراء هو قرار غير رسمي برفع رسوم الحصول على جواز السفر بما يقارب 8 أضعاف"، موضحا أن "السوريين يعلمون أن الدور العادي للحصول على جواز سفر يستغرق في دوائر النظام أحيانا ستة أشهر، وربما أكثر، والآن قد يحتاج إلى عام بعد هذا القرار".
وتساءل شلبي: "إذا كانت دوائر النظام قادرة على استخراج جوازات السفر للسوريين في الداخل خلال يوم واحد، فلماذا يتم التأخير؟"، وأردف: "الأمر بسيط كما في الخارج، النظام يعتاش على حاجات السوريين".
يشار إلى أن جواز السفر السوري يحتل الترتيب الأخير بقائمة الجوازات التي تسمح لحامليها بالوصول إلى وجهات من دون تأشيرة مسبقة (فيزا)، وفق مؤشر "هينلي باس بورت" لتصنيف ترتيب جوازات السفر عالميا.
ولا يستطيع السوري الدخول سوى إلى 29 دولة فقط من دون تأشيرة، بينما تتطلب بقية الدول الحصول على "فيزا" لدخولها.