المنتجات الزراعية التركية تنافس المنتج المحلي في إدلب... والمزارع الخاسر الأكبر

07 يوليو 2024
المنافسة لم توقف الإنتاج الزراعي في إدلب (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تحديات المنتجات الزراعية المحلية في إدلب**: تواجه المنتجات الزراعية المحلية في إدلب صعوبات في التصريف ورخص الأسعار، مع ارتفاع تكاليف الإنتاج ومنافسة المنتجات التركية المستوردة، مما يؤدي إلى خسائر للمزارعين.

- **دور الحكومة والتجار في تحديد الأسعار**: يطالب المزارعون الحكومة بالتدخل لتحديد الأسعار بدلاً من تركها للتجار، حيث أن المنتجات التركية المدعومة حكومياً تخفض تكلفتها مقارنة بالمنتجات المحلية.

- **الخسائر الاقتصادية للقطاع الزراعي في سوريا**: تقدر خسائر القطاع الزراعي في سوريا بنحو 16 مليار دولار بسبب الحرب، مما يؤثر على الأصول الزراعية ووسائل الإنتاج ويزيد من العبء المالي على المزارعين.

تواجه المنتجات الزراعية المحلية في إدلب جملة من التحديات، أبرزها صعوبة التصريف، ورخص أسعارها، حيث لا يتوافق ارتفاع تكاليف الإنتاج مع أسعار المواسم المنخفضة التي لا تؤمّن سعر التكلفة في كثير من الأحيان، ما يلحق بالمزارعين خسائر فادحة، جراء منافسة المنتجات الزراعية التركية المستوردة التي راحت تغزو أسواق شمال غرب سوريا.

وقال المزارع حسن خليل، وهو صاحب إحدى الأراضي الزراعية في الباسوطة بريف عفرين، لـ"العربي الجديد" إن موسم الدراق يواجه الكثير من التحديات كغيره من المحاصيل والأشجار المثمرة جراء صعوبة الحصول على الأسمدة مرتفعة الأسعار، وهو ما أثر بالمواسم المحلية بشكل كبير وجعلها ضعيفة مقارنة بالأعوام السابقة.

أما المزارع سفيان العلي، صاحب أحد بساتين الخضار في حارم، فقد ذكر أن المنتجات التركية متوفرة بالأسواق على مدار العام وبأسعار مرتفعة، وقال لـ"العربي الجديد": "ما إن تبدأ المواسم المحلية حتى تبدأ الأسعار بالانخفاض بشكل لا يمكن معه تحصيل ما أنفقناه على الموسم من أدوية وأسمدة ومحروقات وأجور للعمال، رغم جودة الإنتاج المحلي الذي يضاهي المنتج التركي بل ويتفوق عليه بكثير". ويطالب العلي الحكومة القائمة بالعمل على تحديد الأسعار بدلاً من ترك تلك المهمة للتجار الذين يستغلون المواسم المحلية من أجل التحكم بالأسعار والجور على المزارعين المحليين وضياع تعبهم وجهدهم طوال العام سدى، بحجة عدم وجود ضرائب وإتاوات استيراد، كما الحال مع المنتجات التركية.

من جهته، قال التاجر يحيى صقال لـ"العربي الجديد"، إن المواسم المحلية ضعيفة للغاية بسبب تقلبات الطقس والأجواء غير المستقرة وغير طبيعية هذا العام، واعتبر أن "أسعارها جيدة لكن المواسم قليلة"، حيث بيع الدراق السوري ما بين 50-60 سنتاً، أي ما يعادل 15- 18 ليرة تركية. وللوقوف على تأثير المنتجات الزراعية التركية بالمنتجات الزراعية المحلية يقول الخبير الاقتصادي يونس كريم لـ"العربي الجديد" إن المنتجات الزراعية بمناطق إدلب تعاني من صعوبة توفر السماد والمعدات اللازمة لتحسين الإنتاج الزراعي، عدا القصف وغياب الاستقرار الأمني، ما يؤثر سلباً في ضعف الإنتاجية، وانخفاض جودة المنتجات الزراعية المحلية، مقارنة بالتركية.

وأضاف أن المنتجات الزراعية التركية تحصل على دعم الحكومة التركية لضمان استمرار عمل المزارعين، وبالتالي تنخفض التكلفة على المزارع التركي مقارنة بالمزارع السوري الذي غالباً ما يخسر في مواسمه، ما يدفعه للعزوف عن المهنة. وأشار إلى أن تصدير المنتجات الزراعية التركية إلى الداخل السوري يكون بالقطع الأجنبي وبالدولار الأميركي الذي تحتاجه الحكومة التركية، لهذا تشجع الأخيرة هذا النوع من التصدير للحصول على القطع الأجنبي فيما لا تتوفر سوق لتصريف المنتج المحلي، سوى السوق المحلية، ما يساهم بانخفاض أسعارها.

وذكر نقطة بالغة الأهمية وهي تدور حول انخفاض أسعار المنتج المحلي الذي يدفع عدداً من التجار الأتراك أو السوريين في تركيا لشراء تلك المنتجات بالعملة التركية وتجهيزها وإعادة تصديرها، إما للدول الأوروبية أو المناطق المحررة للحصول على العملة الأجنبية. وختم حديثه بأن المزارع السوري "مغلوب على أمره في سبيل الحصول على المواد الأساسية وطرق تصريف المنتجات الزراعية، لذلك هو يرضى بأي إمكانية لتصريف المنتج الزراعي للتخلص من هذا العبء، إن صح القول، على حساب تعبه وجهده وعرقه".

ووفق منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن قيمة الخسائر الناتجة عن تضرر القطاع الزراعي بسبب الحرب في سوريا تقدر بنحو 16 مليار دولار، حيث تقدر قيمة الأضرار التي لحقت بالأصول الزراعية ووسائل الإنتاج من معدات ومزارع وعيادات بيطرية وحظائر الحيوانات والبيوت البلاستيكية وأنظمة الري بأكثر من 3 مليارات دولار، أما الخسائر التي لحقت بإنتاج المحاصيل فتقدر بنحو 6.3 مليارات دولار، وفي قطاع الماشية قدرت الخسائر بنحو 5.5 مليارات دولار، وحوالي 80 مليون دولار في قطاع تربية الأسماك. 

الدولار الأميركي = 15,000 ليرة سورية

الدولار الأميركي= 32.6 ليرة تركية

المساهمون