يحذر مربو الدواجن والأغنام في سورية من أثر غلاء الأعلاف والمحروقات على تراجع عدد القطعان وتراجع العرض في الأسواق، فيما أجمع سوريون، اليوم الأحد، على أن أسعار المنتجات الحيوانية في الأسواق السورية هي الأعلى منذ عام 2011.
وأكد سوريون، لـ"العربي الجديد"، أن البلاد تعاني من فوضى الأسواق وغياب الرقابة وتباين الأسعار، بعد انسحاب وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك من تحديد الأسعار وإصدار نشرة أسبوعية بالأسعار الرسمية.
وأدى ذلك، برأي مصادر "العربي الجديد"، إلى التسعير العشوائي وربط غلاء المنتجات الحيوانية بتراجع سعر صرف الليرة السورية، وندرة وارتفاع أسعار الأعلاف.
وفي الوقت الذي هوى سعر صرف الليرة السورية، اليوم الأحد، إلى نحو 6800 ليرة مقابل الدولار، سجلت أسعار اللحوم أعلى سعر لها.
ووصل سعر كيلو لحم الخروف إلى 65 ألف ليرة، وسعر الهبرة إلى 70 ألفاً، وارتفع سعر كيلو لحم العجل إلى 45 ألف ليرة، وهبرة العجل إلى 55 ألفاً، لتستمر أسعار الفروج بالارتفاع اليوم كذلك بعد تراجع العرض في الأسواق بنحو 40%، بحسب مدير عام الدواجن سامي أبو دان، الذي ذكر، في تصريحات لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، أن ضعف القدرة الشرائية وارتفاع تكاليف التربية وإنتاج الدواجن يهدد القطاع بعد تراجع الإنتاج إلى 40% فقط من احتياج السوق.
بدوره، يؤكد مربي الداجن، محمود شحود، أن تكاليف التدفئة خلال الشتاء تزيد من الأعباء، الأمر الذي أبعد معظم المربين عن الاستمرار بعد وصول سعر ليتر المازوت إلى 10 آلاف ليرة سورية، ليضاف إلى سعر الأعلاف بعد أن وصل سعر طن الصويا إلى 8.5 ملايين ليرة سورية.
ويضيف شحود، من ريف مدينة إدلب، لـ"العربي الجديد"، أن حكومة الأسد "لم تتخلّ عن دعم المربين فقط، بل تزيد الأعباء عليهم"، مشيراً إلى عدم توزيع الأعلاف من المؤسسة العامة لمناطق التربية الرئيسية في محافظتي حمص وحماة، كما أن انقطاع التيار الكهربائي واضطرار المربين لشراء الفحم الحجري للتدفئة حوّلا القطاع إلى خاسر وبات العمل بتربية الدجاج مقامرة.
بدوره، يحذر عضو لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة حكمت حداد، في حديث مع موقع "سوريا إكسبو"، من ارتفاعات أكثر في الأسعار، لأن المربين يواجهون صعوبات كبيرة في تسديد تكاليف الإنتاج، ما دفع بالعديد منهم إلى التخلص من آلاف الصيصان، لعدم قدرتهم على تأمين الأعلاف اللازمة، التي ارتفع سعرها كذلك بشكل جنوني.
وفي حين سجل سعر البيضة في دمشق اليوم ألف ليرة سورية، حذّر مدير عام مؤسسة الدواجن سامي أبو دان من وضع كارثي إذا استمر الحال على ما هو عليه، قائلاً: "إن سورية حالياً لا تنتج سوى 40 بالمئة من الاحتياج في القطاعين العام والخاص، بسبب ضعف القوة الشرائية وزيادة الأسعار"، مؤكداً أن "المنتجين لديهم قدرة على تحمل الخسائر، ولكن في نهاية الأمر لا يمكن الاستمرار به".
وأضاف أبو دان أن "العاملين في هذا القطاع اليوم هم 25 بالمئة ممن كانوا سابقاً فقط"، كما دعا إلى "تدخل حكومي سريع ودعم كامل لمدخلات الإنتاج بتأمين الأعلاف والمشتقات النفطية".
وانعكس تراجع تربية قطعان الأغنام واستمرار التصدير على أسعار المنتجات الحيوانية، ليسجل سعر كيلو لبن الغنم "زبادي" نحو 8 آلاف ليرة سورية، وتعدى سعر كيلو الجبنة الحلوم والشلل 43 ألف ليرة.
ويرى مصّنع الأجبان بريف حلب، علي الجاسم، أن أسعار الأجبان منطقي قياساً بأسعار الحليب "كيلو الحليب بأكثر من 3 آلاف ليرة"، ويحتاج كيلو الجبن نحو 6 كيلوغرامات من الحليب، تضاف العمالة والمحروقات وتكاليف النقل، معتبراً أن الغلاء ليس من طرف الصناعيين كما يشاع بالأسواق.
ويلفت الجاسم، خلال اتصال مع "العربي الجديد"، إلى غياب الرقابة الحكومية "بالكامل" عن الأسواق وتفشي حالات الغش بالأجبان عبر خلط النشاء ومكثفات كيميائية، "لذا نرى بعض الأنواع رخيصة"، مؤكداً أن الطاقة الإنتاجية تراجعت أكثر من النصف، بسبب تراجع القدرة الشرائية واستجرار التجار للأجبان.