نقل الملياردير الروسي فلاديمير ليسين حصصه في أكبر شركة لتصنيع الصلب في روسيا وشركة شحن بالسكك الحديدية، إلى شركات مسجلة في أبوظبي، في أحدث إجراء من نوعه من الملياردير، بتحويل أصوله إلى الإمارات.
وقالت مصادر خاصة طلبت عدم ذكر اسمها، في تصريحات لوكالة بلومبيرغ الأميركية، اليوم السبت، إنّ "ليسين الذي تبلغ ثروته حوالى 23 مليار دولار نقل حصصه في شركة (Novolipetsk Steel PJSC) و(Freight One JSC) من قبرص إلى أبوظبي".
ونحو 79.3٪ من ثروة ليسين مصدرها شركة حصته في مجموعة نوفوليبيتسك للصلب "Novolipetsk Steel"، وهي شركة منتجة للمعادن يُتداوَل أسهمها، حيث كان يمتلك الأسهم من خلال "Fletcher Group Holdings"، وهي شركة قابضة مقرها قبرص، اعتباراً من ديسمبر/ كانون الأول 2022 ، وفقاً لموقع الشركة على الإنترنت.
وتوافد أباطرة الأعمال الروس إلى الإمارات بعد غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، بسبب الضرائب المنخفضة، والاتصال الدولي، والانفتاح النسبي على ثرواتهم الذي يتناقض مع كثير من دول العالم.
وافتتحت شركة "SUEK" لإنتاج الفحم، ومقرها موسكو، وشركة "EuroChem" للأسمدة، ومقرها سويسرا، وكلتاهما أسسها الملياردير أندري ميلينشينكو، وحدات تجارية محلية في دولة الخليج المصدرة للنفط.
كانت الحكومة الروسية قد شجعت الأثرياء الروس على إعادة أموالهم إلى أوطانهم، من خلال إقرار مناطق منخفضة الضرائب ورفع تكلفة الاحتفاظ بالأصول في الملاذات التقليدية مثل قبرص أو مالطا.
وفيما اختارت قلة في البداية هذا الخيار، فإنه يكتسب شعبية الآن أيضاً، حيث قلل سيل العقوبات الخيارات أمام الأثرياء لإدارة ثرواتهم، حيث تستهدفهم الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وليسين غير خاضع لعقوبات من قبل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
ووفقاً لتحليل لمعهد "كارنيغي" الأميركي للدراسات، منشور في إبريل/ نيسان الماضي، فإنّ الإمارات تسعى للاستفادة القصوى من العقوبات الغربية على روسيا، لكنها في النهاية قد تواجه ضغوطاً كبيرة وربما عقوبات من قبل واشنطن، التي باتت تراقب المؤسسات المالية الإماراتية منذ العام الماضي وتضعها مؤسسات مكافحة غسل الأموال في القائمة الرمادية.
وكانت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، قد ذكرت، في مارس/ آذار الماضي، أنّ الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي سعت لإقناع المسؤولين في الإمارات بخفض تعاملاتهم التجارية مع روسيا، ولكنها لم تفلح في ذلك.
واستقر عشرات الآلاف من الروس في الإمارات، وذلك عقب إقدام قوات الكرملين على غزو أوكرانيا منذ أكثر من عام.
وبحسب تقرير "كارنيغي" الأميركي، هنالك أكثر من مليون روسي زاروا الإمارات في عام 2022، وذلك بزيادة 60% عن العام السابق، وهؤلاء الزوار ليسوا فقط مجرد سياح، بل انتقل العديد منهم إلى الإمارات مع أعمالهم التجارية وأصولهم المالية.
ووفق "كارنيغي"، فقد نما التبادل التجاري بين روسيا والإمارات بنسبة 68% في العام الماضي 2022 إلى مستوى قياسي بلغ 9 مليارات دولار، شكلت الصادرات الروسية منها 8.5 مليارات دولار، وذلك بزيادة نسبتها 71%.