تزايد مؤخراً إقبال المواطنين في مدينة تعز، وسط اليمن، على شراء الملابس الشتوية المستعملة من البسطات المنتشرة بشكل ملحوظ في الأسواق والجولات وأرصفة الشوارع الرئيسية، في مسعى منهم لإيجاد القليل من الدفء لهم ولأطفالهم والتغلب على برد الشتاء القارس، وذلك بأبسط الطرق وأيسرها وأقلها كلفة.
ويعجز كثير من اليمنيين عن شراء الملابس الجديدة لارتفاع أسعارها، في ظل تراجع قدراتهم الشرائية جراء انقطاع الرواتب وندرة الأعمال وغلاء المعيشة وغياب مصادر الدخل، وغيرها من التداعيات التي خلفتها الحرب والحصار المطبق على المدينة من قبل جماعة أنصار الله الحوثيين منذ العام 2015.
وتعرض البسطات المنتشرة في عدد من أسواق وشوارع المدينة، التي من أبرزها شارع جمال الحيوي والرئيسي وتقاطعاته مع الشوارع الأخرى، جميع أنواع الملابس الشتوية المستعملة، كما يقول باعة ومواطنون لـ(العربي الجديد).
يقول مبارك أحمد، وهو صاحب بسطة لبيع هذا النوع من الملابس: "إن البضائع المنتشرة في المدينة تأتي من خارج البلاد وتتنوع ما بين مستخدمة وشبه جديدة ".
ويضيف لـ(العربي الجديد) أن "الناس يفضلون البضائع الرخيصة، لذلك يقبلون وبشدة على الملابس المستخدمة، ويتغلبون على مخاوفهم بعيد شرائها بغسلها ومن ثم ارتدائها".
ولفت الإعلامي هشام التبعي، لـ(العربي الجديد)، إلى أن الملابس المستخدمة تفي بالغرض وتلبي حاجة المواطنين للدفء، وأسعارها معقولة وتتناسب مع قدراتهم الشرائية المنهارة وظروفهم الصعبة، وذلك بالرغم من أنها غير معقمة وليست بالمستوى والمواصفات المطلوبة.
ويذكر المواطن عبد الباسط علي، وهو أحد الزبائن، لـ(العربي الجديد)، أن "ما دفعنا لشراء الملابس المستعملة هو ظروف الحرب و تداعياتها المأساوية التي طاولت المواطنين وجردتهم من وظائفهم ومصادر دخلهم، وجعلتهم من دون أعمال ومصادر للرزق".