يتحسب المغرب لتراجع حاد في إنتاج زيت الزيتون في العام الحالي، حيث يخشى من ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، خاصة مع ارتفاع الطلب على تلك السلعة في السوق الدولية.
أخضع المغرب تصدير الزيتون والزيت المستخرج منه لترخيص خاص، في سياق متسم بتراجع حاد للإنتاج بسبب الجفاف الذي عرفته المملكة في الموسم الزراعي الأخير، حسب ما أعلنت عن وزارة الفلاحة والصيد البحري أمس الخميس.
وقالت الوزارة إن الإنتاج المتوقع للزيتون في العام الحالي سيصل إلى حوالي 1.07 مليون طن، وهو مستوى الموسم السابق نفسه، ويسجل هذا الإنتاج انخفاضا بنسبة 44 في المائة عن إنتاج 2021.
وذهبت إلى أن مستوى الإنتاج المتوقع مرده إلى استمرار الجفاف، ما تسبب في الإجهاد المائي، وكذلك إلى موجة الحرارة والتأثير السلبي للبرد في بعض المناطق.
وأكدت الوزارة أن الوضع الذي تعرفه السوق العالمية ليس في صالح تسويق زيت الزيتون الوطني، مشددة على أنه من أجل تعزيز قيمة الإنتاج الوطني محليا، وضمان التموين العادي والمنتظم للسوق المحلية، وتثبيت الأسعار عند المستهلك في مستويات عادية، تقرر منع التصدير، إلا بترخيص.
ويتجلى من منشور لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، أن ذلك يأتي تطبيقا لقرار اتخذته وزارة الصناعة والتجارة، يقضي بإخضاع تلك الصارةات لترخيص إلى غاية نهاية العام الجاري.
يعتبر الكاتب العام للجمعية المغربية للتنمية الفلاحية بجهة الدار البيضاء (سطات)، الفاطمي بوركيزية، أن تراجع الإنتاج مرده إلى النقص المسجل في المياه بسبب ضعف التساقطات المطرية.
ويلاحظ في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المناطق المتخصصة في زراعة أشجار الزيتون كانت تلجأ في السابق إلى مياه السدود والأنهار بهدف تأمين نوع السقي التكميلي.
غير أن هذه الإمكانية لم تتوفر هذا العام، على اعتبار أنه في ظل نقص المياه، لم يتمكن المزارعون من استعمال مياه السدود، حيث وجهت لتأمين مياه الشرب. ويلاحظ بوركيزية أن ضعف الإنتاج في السوق أفضى في بعض المناطق إلى ارتفاع أسعار الزيتون، ما انعكس على سعر الزيتون الذي بلغ 9 دولارات قبل العرض في سوق التجزئة، وهو ضعف السعر في الأعوام الماضي.
ويتجلى أن إخضاع التصدير لترخيص مسبق من وزارة الصناعة والتجارة، يراد منه تأمين عرض كاف في السوق المحلية، خاصة في ظل ترقب ارتفاع الطلب في أسواق خارجية، بعد تراجع الإنتاج الذي توفره بلدان أخرى منتجة للزيتون.
ويذهب المزارع عبد الله البشعيري في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنه بالإضافة إلى ضعف التساقطات المطرية في بداية الموسم الزراعي، أثرت الحرارة المرتفعة التي عرفها المغرب منذ إبريل/ نيسان الماضي بشكل سلبي على عملية الإزهار بالنسبة للمزرعات.
ويشير إلى أن المزارعين كانوا يراهنون على التساقطات المطرية في فترة الخريف، خاصة في شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني، بما يساعد على إنعاش الثمار وزيادة مردويتها، غير أن ارتفاع درجات الحرارة في الفترة الحالية من العام لا يؤشر إلى تحقيق ذلك التطلع.