أعلنت الحكومة المغربية، اليوم الثلاثاء، رفع الدعم المخصص لمهنيي النقل الطرقي، استجابة لـ"مطالبهم بإعادة النظر في قيمة الدعم" في سياق ارتفاع أسعار المحروقات.
وقالت وزارة النقل واللوجستيك إنه "في ظل استمرارية الظرفية الراهنة التي تتسم بارتفاع أسعار المحروقات، قررت الحكومة الرفع من قيمة الدعم المقدم لمهنيي النقل الطرقي بنسبة 40% في ما يخص الحصة الرابعة التي من المقرر تقديمها خلال يوليو/ تموز المقبل".
وكان المغرب قد استجاب لمهنيي النقل الطرقي في سياق ارتفاع أسعار المحروقات في الأشهر الأخيرة، حيث قرر توفير دعم منذ مارس/آذار الماضي، وبرر ذلك بـ"الرغبة في دعم القدرة الشرائية لمستعملي النقل والتخفيف من ارتفاع أسعار السلع والخدمات"، حيث صُرفت لمهنيي النقل دفعتان، بينما يجري تنفيذ تقديم الحصة الثالثة.
وأكدت الحكومة المغربية أنّ الدعم الذي ستوفره لمهنيي النقل سيصل إلى نحو 200 مليون دولار، علماً أنّ الحكومة قررت زيادة مخصصات دعم الدقيق والسكر وغاز الطهو من 1.6 مليار إلى 3.2 مليارات دولار.
وشددت على استمرار الدعم ما دامت الأسعار في ارتفاع، على أن "يتم التخلي عنه عندما تنخفض".
أثر محدود للدعم
غير أنّ اتحادات عاملة في قطاع نقل السلع عبّرت عن تضررها من ارتفاع أسعار الديزل في الفترة الأخيرة، رغم التدابير التي اتخذتها الحكومة من أجل توفير دعم لها للحد من تداعيات الأسعار على كلفة النقل.
وأكدت الاتحادات على "محدودية أثر الدعم الذي تقدمه الحكومة للمهنيين في التخفيف عنهم"، مشيرة إلى أن الديزل أضحى يمثل نسبة 80% من كلفة النقل، مستنكرة ما اعتبرته "ارتفاعاً مهولاً ومستمراً لأسعار الوقود" في المملكة.
ويأتي رفع مستوى الدعم من قبل الحكومة في سياق متسم بترقب ارتفاع أسعار الديزل، الذي قفز في الفترة الأخيرة إلى 1.6 دولار للتر الواحد، أي ضعف ما كان عليه في فترة الحجر الصحي.
وينتظر أن يرتفع سعر الديزل أكثر في الفترة المقبلة، حيث يتوقع أن يقفز إلى 1.8 دولار للتر الواحد، في سياق الطلب المرتفع ذي الصلة بعودة المغتربين وسفر المقيمين في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.
ويأتي الإعلان عن الزيادة في حجم الدعم لفائدة مهنيي النقل في فترة سيكثر فيها الطلب على وسائل النقل، خاصة في عيد الأضحى، وهو ما كان قد دفع بعض المهنيين إلى طرح فكرة احتمال الزيادة في أسعار تذاكر السفر.
ويؤكد محمد الحراق، الكاتب العام للنقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة، لـ"العربي الجديد"، أنّ بعض المهنيين في قطاع النقل طرحوا فكرة خوض إضراب بسبب ارتفاع أسعار الديزل وعدم كفاية الدعم.
وذهب إلى أن الدعم الذي قررته الحكومة، اليوم الثلاثاء، من شأنه أن يشكّل متنفساً للفاعلين في قطاع النقل في الفترة المقبلة، حيث سيجنب الزيادة في الأسعار التي سيتحملها مستعملو النقل.
وشدد على "عدم وضوح الرؤية حول المستوى الذي يمكن أن تصل إليه أسعار النفط في السوق الدولية، ما يشكل إكراهاً ضاغطاً بالنسبة للدولة وأصحاب النقل والمستهلكين"، ويرى أنّ أسعار الديزل ستواصل ارتفاعها في الفترة الأخيرة، بالنظر لاستمرار أسباب ذلك على الصعيد الدولي، مشدداً على ضرورة تغيير طريقة تنقل الأسر من أجل ترشيد الإنفاق.