المغرب: تراجع حاد في إنتاج الزيتون يربك حسابات التعاونيات

15 أكتوبر 2024
ارتفعت أسعار الزيتون في المغرب مع تراجع الإنتاج، 16 أكتوبر 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد المغرب تراجعًا حادًا في إنتاج الزيتون بنسبة 60% في السراغنة و70% في وزان بسبب العوامل المناخية غير المواتية، مما أثر سلبًا على التعاونيات وإيراداتها.
- ارتفعت أسعار الزيتون بشكل كبير، حيث تراوحت بين 1.4 و1.6 دولار للكيلوغرام، مما أدى إلى زيادة أسعار زيت الزيتون لأكثر من 10 دولارات للتر، وقد يؤثر ذلك على الطلب المحلي.
- تقلصت فترة نشاط الجني وعصر الزيتون إلى شهرين، مما قلل فرص العمل في الأرياف، ومن المتوقع توقف بعض التعاونيات عن العمل، مما يزيد البطالة.

أربك التراجع الحاد بمحصول الزيتون في المغرب الذي يتجاوز نصف ما يجنيه المزارعون في موسم زراعي عادي، حسابات تعاونيات عاملة في مجال عصر الزيتون، بما لذلك من تأثير على إيراداتها وفرص العمل. وأكد مصطفى كمال المسؤول عن الجودة في تعاونية زيت الزيتون البكر السرغينية، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن إنتاج الزيتون في الموسم الحالي تراجع بنسبة 60%، مقارنة بالمستوى الذي يجنى في سنة عادية في منطقة السراغنة، التي تعتبر من أهم المناطق إنتاجا للزيتون وزيت الزيتون بالمغرب. 

وذات التشخيص لوضعية الإنتاج، يقوم به التهامي الحلافي، رئيس تعاونية الربيع لإنتاج وتوزيع زيتت الزيتون البكر، بمنطقة وزان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، حيث يتوقع انخفاض إنتاج الزيتون بحوالي 70%. ولم تسعف الأمطار في الشتاء الماضي، منتجي الزيتون من المزارعين الصغار في المغرب، غير أنهم تمسكوا بالأمل بانتعاش الأشجار في فصل الربيع، إلا أن درجة الحرارة المرتفعة في ذلك الفصل أثرت سلبا على عملية الإزهار، بل إن رياحاً حارة وجافة هبت في الصيف من ناحية الصحراء تسببت في سقوط الثمار قبل أوان قطافها.

وكان المزارعون والفاعلون في التعاونيات العاملة في تحويل الزيتون وعصره في العام الحالي، عانوا من صعوبات كبيرة في العام الماضي، عندما تسبب  الجفاف في خفض إنتاج الزيتون في الموسم الماضي إلى حوالي 1.07 مليون طن، وهو نفس مستوى الموسم الذي سبقه، حسب أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري الإنتاج سجل انخفاضا بنسبة 44% عن إنتاج 2021.

ويحول الجفاف دون بلوغ أهداف البرنامج الموقع بين الدولة والمنتجين، في ظل سياسة المخطط الأخضر، حيث كان توقع إنتاج 330 ألف طن من زيت الزيتون في العام الحالي، بينما لم يتعد متوسط الإنتاج 148 ألف طن بين 2016 و2020. ويوجه 65% من الزيتون من أجل استخراج الزيت و25% يخصص للتصبير-التخزين-، بينما يوجه الباقي للاستهلاك الذاتي للمزارعين. وشدد كمال على أن قلة التساقطات المطرية أثرت سلبا على أشجار الزيتون، واكبه منع مياه الري عن المزارعين، حيث أن ندرة تلك المياه في السدود دفع إلى توجيهها لتأمين مياه الشرب. 

ارتفاع أسعار الزيتون في المغرب

وأكد كل من كمال والحلافي، أن قلة العرض من الزيتون أفضت إلى ارتفاع الأسعار التي تتحملها التعاونيات التي تنشط في مجال عصر الزيتون، حيث يتراوح بين 1.4 و1.6 دولار للكيلوغرام الواحد، بعدما كان يتراوح في سنة عادية بين 0.8 ودولار واحد للكيلوغرام. ويضيفان أن ارتفاع تكلفة المادة الأولية المتمثلة في الزيتون بسبب تراجع العرض، من شأنه أن يفضي إلى ارتفاع أسعار التجزئة إلى ما بين 10 و12 دولارا للتر الواحد، وهي أسعار وصفاها بالمرتفعة والتي قد تنعكس سلبا على الطلب. 

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وارتفعت أسعار زيت الزيتون من 5 دولارات في المواسم العادية إلى أكثر من 10 دولارات للتر الواحد، حيث لم تنخفض تلك الأسعار في السوق المحلية، رغم القرار الذي اتخذته الحكومة في الموسم الأخير، حيث أخضعت تصدير الزيتون والزيت المستخرج منه لترخيص خاص.

ويرى مصطفى كمال أن مستوى العرض المنخفض، سيؤثر سلبا على الفترة التي يستغرقها النشاط في القطاع من الجني إلى عصر الزيتون إلى شهرين فقط في منطقة السراغنة، بعدما كانت تلك الفترة تمتد من أكتوبر/تشرين الأول إلى نهاية ديسمير/كانون الأول في موسم عادي. غير أن بعض التعاونيات لن تعاني فقط من قصر فترة نشاط الجني وعصر زيت الزيتون، بل يتوقع أن تضطر تعاونيات إلى التوقف عن النشاط في ظل غلاء المادة الأولية التي ترفع تكلفة عصر الزيتون.

وأشار كمال إلى أن تقليص فترة الجني وعصر الزيتون يفضي إلى خفض عدد فرص العمل التي يتيحها ذلك النشاط في الأرياف التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة من جراء الجفاف، مؤكداً أن المزارعين لن يستعينوا سوى بحوالي 30% من اليد العاملة التي تعرض خدماتها في هذه من العام. وكانت المندوبية السامية للتخطيط، أكدت أن سوق العمل فقدت82 ألف فرصة عمل في الربع الثاني من العام الجاري، وذلك نتيجة إحداث 60 ألف فرصة عمل في المدن وفقدان 141 ألف فرصة عمل في الأرياف.

المساهمون