المغرب: الجفاف والمنع يرفعان أسعار اللحوم

02 ديسمبر 2022
ينتظر أن يتواصل ارتفاع غلاء اللحوم الحمراء في الفترة المقبلة (Getty)
+ الخط -

أفضى تضافر الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف في العام الحالي في المغرب إلى تراجع إنتاج الحليب، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار بمنع ذبح الأبقار الحلوب، ما من شأنه أن يرفع أسعار اللحوم في الفترة المقبلة.

لم تتوقف أسعار اللحوم الحمراء عن الارتفاع في الأشهر الأخيرة، حيث وصلت في الأيام الأخيرة إلى ما بين 8.5 و9 دولارات للكيلوغرام في مدينة الدار البيضاء في الأيام الأخيرة، بعدما كانت قبل شهر في حدود 8 دولارات.

وشرعت تلك الأسعار في الارتفاع منذ أشهر بفعل الجفاف الذي أفضى إلى زيادة تكلفة الأعلاف المركبة، خاصة في ظل عدم توفر العلف الطبيعي الذي تتيحه الأمطار.

وكانت أسعار اللحوم الحمراء في عام 2020 الذي شهد تشديد التدابير ذات الصلة بالطوارئ الصحية بفعل الوباء، تراجعت من متوسط 7.5 دولارات للكيلوغرام إلي حوالي 6.5 دولارات للكيلوغرام في المدن، بينما تراوحت في الأسواق الأسبوعية في الأرياف بين 5 و5.5 دولارات للكيلوغرام الواحد.

وينتظر أن يتواصل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الفترة المقبلة، حتى في حالة هطلت الأمطار التي يرتقب أن تساهم في توفير بعض الكلأ الطبيعي.

ويذهب العامل في المجال بمنطقة "البروج" التي تبعد عن العاصمة الرباط حوالي مائتي كيلو متر، عبد الله البشعيري، إلى أن الأسعار ارتفعت في السوق الأسبوعي الذي يعقد كل يوم أحد بتلك المنطقة المعروفة في المغرب بتربية المواشي.

ويوضح في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن سعر اللحوم الحمراء قفز في السوق الأسبوعي من 5.5 إلى 6.5 دولارات، بينما انتقل في المحلات التي تفتح على مدى الأسبوع في المنطقة من 6.5 إلى نحو 7.5 دولارات.

ويحتضن المغرب أكثر من 800 سوق أسبوعي، منها 753 سوقا في الأرياف، وهي معروفة بتوفير لحوم حمراء تقل أسعارها عن تلك المعتمدة بالمدن. ويعزو البشعيري مستوى الأسعار في الأسواق الأسبوعية إلى ارتفاع تكلفة الأعلاف المركبة.

فقد قفز سعر التبن بفعل ضعف محصول الحبوب من دولارين إلي 6 دولارات، كما تضاعفت أسعار الفول. وترتهن الأعلاف المركبة للذرة والشعير والصويا وعباد الشمس، للاستيراد حيث إن أسعارها ارتفعت في السوق الدولية في الأشهر الأخيرة.

ورغم توفير الدولة الشعير للمربين بأسعار مدعمة في سياق الجفاف الذي عرفته المملكة في المواسم الأخيرة، فإنّ المربين يعتبرون أن الشعير غير حاسم في تحديد سعر الأعلاف المركبة.

ويشير إلى أنّه بفعل تكاليف الأعلاف لم يعد بعض المربين قادرين على الاستثمار في الأبقار التي يعدونها للذبح في المسالخ. فقد تراجعت هوامش أرباحهم، ما يدفع بعضهم إلى بيعها والمراهنة على الأكباش التي يعدونها لعيد الاضحى بشكل خاص.

ولم يستبعد عاملون في القطاع أن يقفز سعر اللحوم الحمراء إلى 10 دولارات للكيلوغرام الوحد، تحت تأثير ارتفاع أسعار تكاليف الأعلاف والجفاف الذي يلوح للعام الثاني، وكذلك بفعل القرار الذي يقضي بمنع ذبح أبقار حلوب بعد تراجع إنتاج الحليب في الأشهر الأخيرة.

وكان القرار أثار حفيظة بعض المربين، حيث لم يحدد أصناف الأبقار المعنية به، إذ تخوفوا من أن يشمل تلك التي تعد لتوفير اللحوم، إذ إنّ منع ذبحها سيتسبب في خسائرة كبيرة لهم، معبرين عن التخوف من ارتفاع الأسعار وانتشار القطاع غير الرسمي من أجل الالتفاف على القرار.

يحتضن المغرب أكثر من 800 سوق أسبوعي، منها 753 سوقا في الأرياف، وهي معروفة بتوفير لحوم حمراء تقل أسعارها عن تلك المعتمدة بالمدن

ووجدت تخوفات المربين صدى لها في مجلس النواب، حيث دعا نواب إلى تحديد أصناف الأبقار الحلوب التي يمنع ذبحها، منبهين إلى احتمال انتعاش سوق الذبائح غير الرسمي في ظل المنع.

ودفع ذلك وزارة الفلاحة إلى توضيح أن منع الذبح لا يهم سوى الأبقار الحلوب التي لم تصل إلي أربعة أعوام، والتي تدرج ضمن صنفي الهولشتاين والمونتيبيليار، مؤكدة أن الأبقار من سلالات اللحوم التي تخصص للإنتاج الحيواني غير مشمولة بالمنع.

وقد أعلن المغرب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن وقف استيفاء رسم الاستيراد على الأبقار الأليفة من سلالات إنتاج اللحوم والتي يقل وزنها عن 550 كيلوغراماً وذلك إلى غاية نهاية ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

ويذهب الدكتور البيطري ورئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، إلى أن أسعار اللحوم الحمراء مرشحة للارتفاع بفعل غلاء الأعلاف والجفاف ومنع ذبح بعض الأصناف من الأبقار.

غير أنّه يعبر في تصريح لـ"العربي الجديد" عن تخوفه من انتشار الذبح السري وانتعاش الأسواق غير الرسمية، التي توفر اللحوم بأسعار تقل عن تلك المطبقة في السوق الرسمي، ما من شأنه أن يضر بصحة المستهلك، ما يستدعي في تصوره تشديد المراقبة.

المساهمون