المغرب: أضرار الجفاف تطاول الحليب

08 يونيو 2022
مربو الماشية يشكون من ارتفاع تكاليف الإنتاج (Getty)
+ الخط -

زاد الجفاف الذي أثر سلباً على الأنشطة الزراعية وتربية الماشية في المغرب، ارتفاع أسعار الحليب بمختلف أنواعه، بعدما تأثرت بالأساس بتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.

لم يقتصر ارتفاع الأسعار على مسحوق الحليب الموجه للأطفال، بل امتد كذلك إلى الأصناف المستهلكة من الأسر، حيث عمدت شركتان تستحوذان على حصة كبيرة في السوق إلى زيادة أسعار بعض منتجاتها، خاصة تلك التي تصنف ضمن الحليب كامل الدسم.

ووصلت الزيادة في بعض الأصناف إلى 16%، وطاولت الزيادات أكثر من عشرين منتجاً معروضاً في السوق، حسب ما تجلى من إعلان تغيير الأسعار الذي عممته إحدى الشركات على التجار، واطلعت عليه "العربي الجديد".

ويؤكد التاجر محمد برحيلي من مراكش، في تصريح خاص، أن الزيادة لا تشمل الحليب العادي، بل همت الأصناف المدرجة ضمن الحليب كامل الدسم، الذي وصل سعر اللتر منه إلى 10.5 دراهم مقابل 9.1 دراهم في السابق.

وتبرر الشركات المنتجة زيادة الأسعار بارتفاع التكاليف وصعود أسعار الشراء من مربي الماشية، بينما يصف مربو الماشية الزيادات بالطفيفة مقارنة بالتضخم الذي طاول الأعلاف والأدوية وكافة مدخلات الإنتاج لاسيما في ظل الجفاف الذي قلص المزروعات.

ويتم التحويل الصناعي للحليب من قبل تعاونيات وفاعلين في القطاع الخاص، حيث يعمل في القطاع حوالي ثمانين وحدة صناعية وأكثر من 2700 مركز لجمع الحليب، ويمثل الحليب المعالج من قبل المصانع حوالي 60% من مجمل الإنتاج.

وتضم سلسلة الحليب 260 ألفا من المربين، يملكون قطيعاً يقدر بنحو 1.8 مليون بقرة، في الوقت نفسه، يتولى 16 من الفاعلين معالجة 95% من الحليب المصنع في القطاع الذي يصل رقم معاملاته إلى 1.3 مليار دولار سنوياً.

وفي مقابل النشاط الصناعي للحليب، هناك كميات كبيرة تسوق خارج المسارات الصناعية، حيث يباع في محلات البقالة، وهي تجارة شائعة في المغرب.

ويقول المزارع مصطفى عمار، إن المربين يواجهون ارتفاعاً في التضخم، الناجم عن صعود أسعار الأعلاف والنقل، مشيرا إلى أن التكاليف المتزايدة تعد عاملاً حاسما في الزيادة الأخيرة في أسعار الحليب، مؤكدا أن الحليب الذي توفره التعاونيات لشركات التصنيع لم يسجل ارتفاعاً كبيراً ينعكس على إيرادات المربين.

وكانت الحكومة قد تبنت إجراءات لتمكين مربي المواشي من الحصول على بعض مكونات الأعلاف، مثل الشعير المدعم، من أجل التخفيف من تداعيات الجفاف، غير أن ذلك لم يحل دون ارتفاع التكاليف بسبب غلاء كل المدخلات والوقود، وفق أصحاب مزارع لتربية الماشية.

بدوره، يقول محمد العربي، نائب رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إن العديد من المربين الصغار الذين يزودون الشركات بالحليب عبر تعاونيات، عانوا من تداعيات الجفاف، حيث اضطروا تحت وطأة ارتفاع أسعار الأعلاف إلى التخلي عن جزء من الأبقار.

ولم تقتصر الزيادة على الحليب العادي بالمغرب، بل شملت مسحوق حليب الأطفال الذي يباع في الصيدليات، حيث قفزت أسعار العبوة من فئة أربعمائة غرام، من 6.8 دولارات إلى 7.5 دولارات في العديد من الأصناف.

المساهمون