استمع إلى الملخص
- **دور المغتربين في إنعاش الاقتصاد المغربي**: يساهم المغتربون في الاقتصاد المغربي من خلال السياحة، التحويلات المالية، وشراء العقارات، حيث وصلت تحويلاتهم إلى 4.64 مليارات دولار.
- **جهود الحكومة والشركات لتخفيف الأعباء**: أطلقت الخطوط الملكية المغربية عرضاً بزيادة المقاعد، ودعا النواب إلى خفض الرسوم على التذاكر، وأشار وزير النقل إلى إيجابية سياسة الأجواء المفتوحة.
أفضى ارتفاع تذاكر السفر على متن الخطوط المغربية إلى ظهور مطالب تؤكد ضرورة اتخاذ تدابير من أجل تخفيف تكلفة تلك الأسعار عن المغتربين المغاربة الذين ينتظر أن يحل أكثر من ثلاث ملايين منهم بالمملكة في الصيف الحالي.
ويأتي التشديد على غلاء تذاكر السفر على متن الخطوط الملكية المغربية، التي يتحملها المغتربون نظرا لما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من إرباك لبرامج سفرهم وتداعيات ذلك على البلاد، وهم الذين يساهمون في إنعاش الاقتصاد عبر السياحة والتحويلات وشراء العقارات وغيره.
وينتظر أن تساهم فترة الصيف في إنعاش تحويلات المغتربين نحو المملكة، والتي وصلت حسب بيانات مكتب الصرف الحكومي الصادرة في التقرير الشهري، أول من أمس، إلى حوالي 4.64 مليارات دولار، وهي تحويلات تدعم أسر المغتربين في المغرب وتغذي الودائع لدى المصارف وترفع الطلب على بعض القطاعات مثل العقارات.
وتفيد وزارة النقل واللوجستيك بأن عدد المغتربين الذين زاروا المملكة في الصيف الماضي وصل إلى 3.2 ملايين شخص، 1.7 مليون منهم حلوا بالمغرب بحرا و1.5 مليون جوا.
يصل إجمالي عدد المغتربين المغاربة إلى 5.8 ملايين شخص، أي حوالي 16% من سكان المغرب، وفقاً للأرقام الرسمية، ويقيم 85% منهم في أوروبا، خصوصاً في فرنسا وهولندا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا.
وذهب وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، إلى أن سياسة الأجواء المفتوحة كانت إيجابية بالنسبة لتنقل المغتربين، حيث تضاعف عدد مستعملي النقل الجوي من تلك الفئة من المغاربة سبع مرات في ظرف عشرين عاما.
وقررت الخطوط الملكية المغربية بمناسبة الصيف الحالي إطلاق عرض يتكون من 6.5 ملايين مقعد نحو أكثر من 90 وجهة، أي بزيادة 300 ألف مقعد مقارنة مع موسم الصيف الماضي، علما أن نصف المقاعد التي خصصتها الشركة تهم أوروبا.
ويبرز دور ملايين المغتربين الاقتصادي الذي يقومون به على مستوى السياحة وضخ العملة الصعبة، حسب ما يلاحظه رئيس المنظمة غير الحكومية "ريميساس" التي تهتم بتحويلات المغتربين، أنيغو موري.
المغتربون ينعشون اقتصاد المغرب
ويسجل موري في تصريح لـ"العربي الجديد" أن حلول المغتربين في الصيف بالمغرب ينعش اقتصاد بعض المناطق التي عرفت بهجرة مواطنيها، كما أنه يعزز التضامن الذي تغذيه التحويلات التي يضخونها في موازنة أسرهم.
غير أن تكلفة أسعار تذاكر السفر جوا تُطرح بقوة لما قد يكون لها من تأثير على قدرتهم الشرائية وإنفاقهم بالمغرب في الصيف، خاصة أن أغلبهم يأتون من بلدان عانت من التضخم في العامين الأخيرين.
وتتراوح أسعار التذاكر من بعض البلدان الأفريقية والولايات المتحدة الأميركية وكندا بين 900 و2200 دولار، ما يعني، حسب النائب البرلماني عبد الله الطايع، أن تكلفة السفر ستكون مرتفعة تبعا لعدد أفراد الأسرة المغتربة التي تقصد المغرب.
ويعتبر الطايع في جلسة برلمانية حضرها وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، الاثنين الماضي، أن الغلاء الذي يطبع التذاكر قد يحرم بعض المغتربين من زيارة عائلاتهم في المغرب، خاصة في ظل تحملهم مصاريف أخرى لها علاقة بالسفر والإقامة في المغرب خلال فترات العطل والإجازات، مطالبا بخفض أو إلغاء الرسوم التي تصيب تذاكر السفر بالنسبة للمغتربين.
وترى النائبة البرلمانية فاطمة الزهراء باتا، أن الدولة تدخلت لضخ أموال وصلت إلى 400 مليون دولار في رأسمال الناقلة الوطنية، ما يستدعي دفعها إلى البحث عن حلول لغلاء تذاكر السفر بمناسبة العطلة الصيفية.
ودعت إلى اعتماد تذاكر بأسعار تفضيلية للأسر التي تجد صعوبة في تحمل تكلفتها، مشددة على ضرورة الكف عن تبرير مستوى الأسعار بكون سوق النقل الجوي محررة، معتبرة أن ذلك لا يتوافق مع التوجه الرامي إلى ربط أجيال من المغتربين ببلدهم ولا يراعي التوجهات السياسية للمملكة.