شهدت فنادق مدينة مراكش ومزاراتها السياحية إقبالاً لافتاً من الأسر المغربية خلال الأيام الماضية، في إطار الاستجابة لحملة أطلقها المكتب الوطني للسياحة، تحت شعار "نتلاقاو فمراكش" لدعم المدينة السياحية التي ضربها زلزال مدمر ضمن مناطق عدة في البلاد الشهر الماضي.
ويتزامن التوافد على مراكش مع عطلة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يومي الخميس والجمعة الماضيين، التي تتصل بعطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد، إذ شهد الطريق الذي يربط مدينة الدار البيضاء بمدينة مراكش، وهو طريق يتشعب إلى أغلب جهات المملكة، حركة سير كثيفة منذ ليلة الخميس الماضي.
وفي الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر أقاليم مراكش والحوز وتارودانت وأزيلال وورززات، وهي أقاليم تعتمد في معاشها على الزراعة، فضلاً عن السياحة في المدن والأرياف، حيث خلف الزلزال 2946 وفاة و6125 إصابة، إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية.
تحدث محمد أمين، المسؤول في وحدة فندقية في مراكش مع "العربي الجديد"، عن إقبال كبير للسياح المغاربة على الوحدات الفندقية في المدينة الحمراء، التي تستقبل كل عام حوالي ربع السياح الوافدين على المغرب.
وأشار أمين إلى أنه كانت هناك مخاوف بعد الزلزال من عزوف السياح عن المدينة في هذه الفترة من العام، لكن حدث إقبال ملحوظ ليس فقط من جانب الأسر المغربية التي استجابت لنداء التضامن مع المدينة، وإنما أيضا من قبل سياح أجانب حلوا في المدينة بعدما عادت الحياة إلى طبيعتها.
ولفت إلى أن إعلان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، مواصلة عقد اجتماعاتهما في مراكش بين التاسع والخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ساهم في طمأنة السياح الذين يقبلون على المغرب في هذه الفترة من العام.
وقال الحسين أيت عدي، صاحب نُزل في آسني (جماعة قروية مغربية في إقليم الحوز)، إن هناك إقبالا ملحوظا من قبل الأسر المغربية وحتى بعض الأجانب على المناطق الجبلية في الحوز التي كانت أكثر تضرراً من الزلزال.
ولفت أيت عدي في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن التضامن تجاوز توفير بعض السلع والأغطية والخيام للمناطق المتضررة، بل امتد إلى حلول مغاربة من مدن أخرى في فترة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في القرى السياحية مثل أوريكا وإمليل وآسني وويركان، بهدف المساهمة في إنعاش النشاط السياحي.
وبلغ عدد المتضررين من الزلزال في البلاد 2.8 مليون نسمة، ما يمثل ثلثي السكان في هذه المناطق، فيما يبلغ إجمالي سكان المغرب 36 مليون نسمة، بحسب المندوبية السامية للتخطيط (حكومية).
ودأب السياح المحليون على دعم النشاط بشكل قوي وقت الأزمات، وهو ما تجلى خلال الأزمة الصحية، حيث خففوا من تداعياتها على المدن السياحية، وإن كان المراقبون يؤكدون أنه لم تتم بلورة عروض واضحة تراعي خصوصيات الأسر المغربية التي تصرف سنوياً حوالي 3 مليارات دولار على السياحة الداخلية.
وتوقع بنك المغرب المركزي، الأسبوع الماضي، أن ترتفع إيرادات السياحة بنسبة 23.4% هذا العام، لتصل إلى 11.55 مليار دولار، حيث يأخذ هذا التوقع بعين الاعتبار الانتعاشة القوية في فترة الصيف والتأثير المتوقع للفعاليات الدولية التي سيستضيفها المغرب في الأشهر المقبلة.
ووصلت إيرادات السياحة لهذا العام حتى نهاية أغسطس/آب الماضي، إلى 7.13 مليارات دولار، بزيادة 32.5% عن نفس الفترة من 2022، حسب التقرير الشهري الصادر عن مكتب الصرف، الخميس الماضي.