المصريات يرفضن الذهب عيار 14 رغم صعوبة الظروف

31 مايو 2022
نية لإتاحة خيارات أرخص من المصاغ الذهبي بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين (Getty)
+ الخط -

طرحت الشعبة العامة للذهب فكرة إنتاج مشغولات ذهبية عيار 14، بما يتوافق مع ذوق المستهلك قبل البدء الفعلي في الإنتاج، لمعرفة مدى الإقبال عليها، بهدف تخفيف الأعباء على الشباب المقبلين على الزواج، بخلاف التخفيف من الطلب المتزايد على الخام، بما يؤدي إلى استقرار الأسعار.

وأكد رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، هاني ملاك، في تصريحات خاصة، أن الشعبة طرحت الفكرة، وفي انتظار معرفة مدى إقبال المستهلك المصري على هذه النوعية ومدى تغير ثقافة المجتمع الاستهلاكية.

من جانبه، قال محمد أبوشوك، تاجر ذهب، إن غالبية الناس لا تقبل على شراء ذهب عيار 14، وخاصة في المناطق الشعبية والريفية، لعدة أسباب، منها أن لونه ذهبي مشوبٌ بحمرة، نتيجة ارتفاع نسبة النحاس في مكوناته، كما أنه شبيه بالذهب الصيني من حيث اللون، إضافة إلى أن الناس تعتبر شراءه ينتقص من قدرتهم، سواء من وجهة نظر أسرة العريس أو العروس، بخلاف أن "مصنعيته" مرتفعة، إذ أنه أكثر صلابة، وهو ما يصعب عمليات تشكيله بالمقارنة بذهب عيار 18 أو 21.

وأضاف أبوشوك، في تصريحات خاصة، أنه "عُرضت فكرة التوسع في إنتاج ذهب عيار14 منذ عامين عندما وصل سعر غرام الذهب عيار 21 نحو 800 جنيه، بغرض تنشيط المبيعات ومراعاة للحالة المعيشية للناس، ولكن السوق لم يتحرك تجاه ذهب عيار 14".

وأفاد بأن الفرق بين العيارات المختلفة يرجع لكمية النحاس المضافة للذهب، فعيار 24 تكون نسبة نقائه 999.9، وغرام عيار 21 تكون نسبة الذهب 875 ملغراماً والباقي نحاس، وعيار 18 نحو 750 ملغراماً ذهباً، و14 نحو 585 ملغراماً ذهباً والباقي نحاس.

ويتفق عزت الوكيل، تاجر جملة، أن "السوق لن يتقبل ذهب عيار 14، من منطلق أنه في الوضع الراهن لا يتقبل ذهب عيار 18، وخاصة أن لون ذهب عيار 14 يميل إلى اللون الذهب المشوب بخضرة، نتيجة دخول مكونات أخرى في تركيبه"، لافتًا إلى أنه بالرغم من أن قيمة الذهب عيار 14 قد تعادل نصف قيمة عيار 21، إلًا أن "ثقافة المجتمع لا تشجع على اقتنائه".

وعبرت ابتسام محمد، معلم خبير بالمرحلة الإعدادية، عن رفضها المطلق لشراء "شبكة" لأحد من أولادها، سواء البنين أو البنات، عيار 14، على اعتبار أن "ذلك، وفقًا لثقافة المجتمع، يمثل نوعًا من عدم التقييم المناسب للطرف المقابل، سواء لأسرة العريس أو العروس"، مشددة على أن "فكرة شراء ذهب عيار 14 مستبعدة تمامًا، وخاصة وأن بعض الأسر المصرية في أسوأ ظروفها قد تلجأ وفي أضيق الحدود لشراء بعض المقتنيات من عيار 18، ولا تقترب من عيار 14".

وتابعت، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "ليس معنى ذلك أن الأسر تلقي بالمزيد من الضغوط على الشباب المقبل على الزواج، ولكن بدلًا من شراء عدد أكبر من الغرامات من ذهب عيار 14، يمكن بنفس المبلغ شراء غرامات أقل من ذهب عيار 21".

وكانت شركات المشغولات الذهبية ( الورش) قد امتنعت عن شراء الذهب من شركات الخام (الكسر) الشهر الماضي، نتيجة رفع الأسعار بطريقة مغالى فيها تصل إلى 200 جنيه في الغرام بالمقارنة بأسعار البورصة العالمية.

من جانبها، نفت الحكومة المصرية، في بيان لها، صحة وقف بيع المشغولات الذهبية بالأسواق بدعوى اضطراب أسعارها، مشددة على أن عملية التسعير تخضع لآليات العرض والطلب، ووفقًا لأسعار الأوقية في البورصات العالمية.

وأظهر أحدث تقرير للمجلس التصديري للحراريات والمواد المعدنية عن ارتفاع صادرات مصر من الذهب خلال الربع الأول من 2022 بنحو 76%، مسجلة 515 مليون دولار مقابل 293 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2021، فيما تصدرت الإمارات قائمة الدول المستوردة بنحو 339 مليون دولار، وحلت كندا ثانياً بـ173 مليون دولار.

وتخطت  مبيعات الذهب داخل الأسواق المحلية خلال العام الماضي 2021 حاجز الـ40 طنًا، فيما ارتفع الطلب على الذهب خلال الثلث الأول من 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا كملاذ آمن للاستثمار وفقًا لمؤشرات شعبة الذهب.

وتستخرج مصر الذهب من حوالي 270 موقعًا، لكن معظمه يتم الحصول عليه من منجم السكري، فيما يقدر حجم الإنتاج السنوي بنحو 15.8 طن سنوياً.

المساهمون