ارتفع سعر صرف الريال الإيراني مقابل الدولار الأميركي اليوم السبت، بعد ساعات من الإعلان عن التوصل لاتفاق مصالحة واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض.
وبلغ سعر صرف الدولار مقابل العملة الإيرانية في السوق الموازية اليوم السبت، نحو 450 ألفاً مقابل 500 ألف ريال قبل الإعلان عن المصالحة، بارتفاع بلغ نحو 10%.
وقال الأمين العام لنقابة محال الصرافة الإيرانية، كامران سلطاني زادة، اليوم السبت، إن ارتفاع الريال أدى إلى ضعف الإقبال على الدولار الأميركي وتراجع الطوابير أمام محال الصرافة.
وتوقع زادة في تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم" الإيرانية استمرار ارتفاع العملة الإيرانية خلال الأيام المقبلة ليهبط سعر الصرف إلى أقل من 300 ألف ريال للدولار.
واتهم زادة بعض القنوات على "تليغرام" بالسعي للإبقاء على أسعار الصرف المرتفعة لمنع المزيد من خسائر تلحق بالمضاربين، مشيرا إلى أن التسعيرة التي تعلن عنها هذه القنوات عادة أكثر مما هو موجود بالسوق.
كانت العملة الإيرانية قد سجلت تراجعاً تاريخياً خلال الأشهر الأخيرة، إذ وصل سعرها إلى 600 ألف ريال للدولار في السوق الموازية، وذلك تحت تأثير تشديد العقوبات والضغوط الأميركية والأوروبية وتصاعد التوتر مع الغرب وانسداد أفق المفاوضات النووية.
وفقد الريال الإيراني أكثر من 50% من قيمته خلال العامين الأولين من ولاية الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي.
وعن أسباب ارتفاع قيمة الريال، يقول الخبير الاقتصادي الإيراني إيرج يوسفي إنه غالباً بعد قفزة لسعر الدولار، تبدأ عملية الإصلاح وينزل سعر الصرف إلى أن يستقر عند نقطة معينة.
وأضاف يوسفي لـ"العربي الجديد" أن هذا المسار التراجعي بدأ قبل نحو أسبوع بعد تسجيل مستوى قياسي جديد عندما بلغ السعر أكثر من 600 ألف ريال.
أسباب سياسية
وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء التذبذبات وتراجع العملة الوطنية غالباً سياسي مرتبط بالعقوبات الأميركية، مشيراً إلى أنه مع صعود سعر الصرف ترتفع أسعار السلع والخدمات، لكن مع هبوط سعر الصرف لا تنخفض تلك الأسعار.
وأوضح الخبير الإيراني أن أحد أهم الأسباب وراء ارتفاع قيمة الريال وتراجع الدولار هذه الأيام، كان زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران قبل أسبوع والاتفاق الذي أبرمه مع الحكومة الإيرانية بشأن آلية لحل القضايا الخلافية بين الطرفين.
وكانت الزيارة والاتفاق مع غروسي قد تركا تأثيراً إيجابياً على سوق العملات، حسب الخبير يوسفي في حديثه مع "العربي الجديد"، مضيفاً أنه بعد ذلك أيضاً كان لعدم إدراج الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني على قائمة "المنظمات الإرهابية" مفعول إيجابي على هذا السوق.
وتابع يوسفي قائلاً إن إحياء العلاقات السياسية بين إيران والسعودية سّرع بشكل كبير ارتفاع الريال وتراجع الدولار، لافتا إلى وجود عامل آخر وهو السماح الأميركي للعراق بتسديد 500 مليون دولار من المستحقات الإيرانية، فضلاً عن الأنباء عن مفاوضات إيرانية أميركية بشأن إبرام صفقة تبادل السجناء.
وأكد يوسفي أن تلك المعطيات خلقت أجواء إيجابية، مؤكداً في معرض رده على سؤال ما إذا كان هذا المسار التراجعي للدولار الأميركي سيستمر، أن سعر الصرف على الأغلب سيستقر بين 440 إلى 450 ألف ريال بانتظار التطورات السياسية في العلاقات الخارجية الإيرانية في العام الإيراني المقبل الذي سيبدأ في 21 مارس/ آذار المقبل.
ولفت إلى أنه إذا تراجع السعر إلى أقل من ذلك، فعلى الأغلب سيتجنب المصدرون ضخ عوائد صادراتهم بالدولار في سوق "نيما" الحكومي لتبادل النقد الأجنبي بين المصدرين والموردين، مشيراً إلى أن تراجع سعر الصرف أقل من 440 ألف ريال سيدفعهم لعدم إدخال الدولار إلى الداخل، فضلاً عن أن سيلحق أضراراً بموارد الحكومة.
وعزا يوسفي أحد أسباب ارتفاع الدولار إلى محاولة الحكومة خلق موارد بالنقد الأجنبي للتعويض عن عجز الموازنة.